أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - -دماء- لا تقبل التبرير














المزيد.....

-دماء- لا تقبل التبرير


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الدم لا تجوز التفرقة "الدم كله حرام" هكذا نردد كلما وقعت اشتباكات، مجرد شعارات فارغة تظهرنا على صفحات التواصل الاجتماعي بأننا إنسانيون، أي عبثية هذه التي نتقن تمثيلها ولو أن "الدم المصري كله حرام كما تقولون فلماذا صفقنا لبعض الدماء وبكينا للبعض الاخر، لم يكن الظلم جديداً لنبكي حالنا الآن فقد راينا كثيرا من الدماء والمذابح كان القتلى في كل مذبحة منهم بالمئات، سواء مذبحة محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وبورسعيد والعباسية بخلاف المذابح الصغيرة الأخرى المتناثرة التي قتل فيها العشرات، كان الألم واحداً وكان الدم واحداً رغم تبرير البعض وتصفيق البعض الاخر، لكن مجزرة رابعه مجزرة غير انسانية كانت اعداماً جماعيا، في هذه المرة كان الالم اكبر، في هذه المرة كان الجرح اعمق، في هذه المرة كان التصفيق عالياً، في هذه المرة كان التبرير حاضرا، ولا اعلم كيف يأتوا بالمبررات وهم يرون بشر من لحم ودم تفجر دمهم وأزهقت أرواحهم أمام نظر العالم كله بالصوت والصورة، فمجزرة رابعه واضحه وليست معقدة، فكل قضية يكون الدم طرفا فيها لابد أن تكون بسيطة وواضحة، هناك دم يصرخ، وهناك من يتخذ موقفاً معادياً له، ولا أعتقد أن المبررات التي يسوقها البعض لتبرير أي مذبحة سوف يتذكرها التاريخ فالمذابح ليس لها تبرير، قتل الالاف في عدة ساعات ليس له تبرير قتل النساء والأطفال ليس له تبرير، نحن لسنا أمام منطق هم فعلوا ونحن فعلنا ، نحن أمام مذبحة دموية لم يشهد التاريخ المصري مثيلا لها من قبل، من الممكن أن يستمر المبررون في تبريراتهم والمنكرون في إنكارهم والسفاحون في مناصبهم ولكن كل ذلك لن يغير من الحقيقة شيئا فالدماء التي سالت ستشهد عليهم ولن تشفع لهم انتماءاتهم القومية ولا الأيديولوجية، فالدم يمتلك لغة موحدة لا تعترف بالاختلافات القومية أو الدينية أو الأيديولوجية لغة الدم لغة إنسانية على قدر فهمك لها تنال النصيب الذي تستحقه من الإنسانية وعلى قدر تجاهلك لها تنال نصيبك من العار والذل والوحشية.
كتب التاريخ لن تغفر إنها فضاحة، ولا مهرب من إرث الدم ولا يمكن تبريره ولا يمكن مفاوضته لأن منطقه يتعالى على حسابات الربح والخسارة ولا يعترف بمنطق موازين القوى فالأقوى ليس مبرراً له أن يستبيح حرمه النفس الإنسانية وينتهك حرمة الدم، القوة والضعف هنا لا علاقة لهما بالقضية، نحن نتحدث هنا عن سفك الدم وليس امامك اختيارات كثيرة بل هو خيار واحد إما أن تكون مع سفك الدماء وإما أن تكون ضدها، فالصمت هنا كان ولا يزال جريمة ربما تفوق جريمة المشاركة في سفكه، فالتاريخ لن يرحم الصامتين على الدماء، والحياد غير مقبول، والإمساك بالعصا من المنتصف لن يفيد، فلغة الدم لا تقبل المساومة، إنها اللغة الوحيدة التي تمتلك الحق كل الحق في أن تدين من ليس معها بالمطلق.
لقد مر عام وستمر أعوام وستبقى رابعة في التاريخ في فصل المذابح، ستنضم إلى دير ياسين ومذابح الأتراك في أرمينيا ومذبحة صبرا وشاتيلا ومذبحة سربرنيتسا ومذبحة حماة.
عام مر وما تزال أفئدة مليئة بالحزن تكتب رسالة للسماء، أعين بكت دماً ودمعاً، آلام تأبى النسيان وتنخر الذاكرة حتى انتهاء الحياة.



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناقصات عقل ودين!!
- هل يدعم الفقه التغيير؟
- مثقفي البيادة
- كيف تنجح الثورة ؟
- الحقيقة الكاملة
- أسئلة مشروعة (حرب أكتوبر)
- فى ذكرى رحيل الطاغية
- الرصاصة السحرية
- من سرق الثورة؟
- قضاء مصر الشامخ!!
- مصر والسودان أمال وطموحات
- قضاء مصر الفاسد
- الحوار المجتمعي
- أكرم من فينا
- فلتكن ثورة بناء
- ويسألونك عن المعارضة
- دستورك يا مصر
- الاعلام والثورة -1-
- الحرب على -التأسيسية
- عبيد الذل


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - -دماء- لا تقبل التبرير