أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم بدرخان - (مارينا) للشاعر: ت. س. إليوت














المزيد.....

(مارينا) للشاعر: ت. س. إليوت


عبد الكريم بدرخان

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


يا لها من بحارٍ ومن سواحل!
يا لها من جزرٍ وصخورٍ رمادية!
يا لهُ من ماءٍ يعانقُ مقدّمة السفينة
بينما عطرُ الصنوبرِ وغناءُ العصافيرِ ينتشرانِ في الضباب
يا لها من صورٍ تتوالى...
آهٍ يا ابنتي!

أولئك الذين يشحذون أنيابَ الكلب، يُضْمِرُون الموت
أولئك الذين يزْهُون بأمجاد الببغاء، يضمرون الموت
أولئك الذي يسكنون في عفنِ اليقين، يضمرون الموت
أولئك الذين يكابدونَ النشوةَ الحيوانية، يضمرون الموت

وها قد أصبحوا أوهاماً، تذرُوها الرياح
بينما نسيمُ الصنوبر والضبابُ المُـشْـبَعُ بغناءِ الطيور
يذوبانِ في سحرِ المكانْ

ما هذا الوجهُ؟ ينقصُهُ الوضوحُ لشدّةِ إشراقه!
ما النبضُ في عروقِ الذراع، كم هو ضعيفٌ وقويٌّ جداً
أَ هوَ معطىً لنا؟ أم مُعارٌ فقط؟
أبعدُ من النجوم، وأقربُ من عينيّ

همساتٌ وضحكاتٌ خجولةٌ، بين أوراقِ الشجرِ
والخُطا المتسارعة فوقها.
في مملكة النوم، حيثُ تلتقي كلُّ المياه
عمودُ السفينة يتحطّمُ بالجليد، وطلاؤها يتقـشّـرُ بالحرارة.

هل فعلتُ ذلك؟ نسيتُ
ثم تذكّرتُ
ضعفَ حبالِ السفينة، وتعـفُّـنَ الشراع
بين حزيران وأيلول الجديد
لقد فعلتُ ذلك، غيرَ مُدرِكٍ، نصفَ واعٍ، جاهلاً من أنا

ألواحُ السفينة تسرِّبُ الماء، والشقوقُ يجبُ سدُّها
بهذا الشكل، بهذا الوجه، بهذه الحياة
أعيشُ لأحيا في زمنٍ يقبعُ ورائي
دعْنيْ أتركُ حياتي لتلك الحياة
وكلامي لذاك الكلام الذي لا يُقال
لليقظين، لمُمزَّقي الشفاه، للأمل
للسفينة الجديدة

يا لها من بحارٍ ومن سواحل!
يا لها من جزرٍ صخريةٍ أمام سفينتي!
والعصافيرُ تُـنـشِـدُ ملءَ الضباب
آهٍ يا ابنتي!

* * *


[1] مارينا: ميناءٌ صغيرٌ ترسو عليه القواربُ المخصّصة لنزهات العشاق.
[2] جميع حقوق الترجمة محفوظة لـ عبد الكريم بدرخان.



#عبد_الكريم_بدرخان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة (رحلة المجوس) للشاعر ت. س. إليوت
- الشاعرة الفرعونية: بيتوحا
- أقدم قصيدة حب في العالم
- فيلم (آغورا).. أجوبة الماضي لأسئلة الحاضر..
- (بانوراما الموت والوحشة) للشاعرة رشا عمران
- نظام الأسد: محدثو نعمة وثقافة وسياسة
- أثر المكوّنات الثقافية في السرد النسائي
- يوميّات الجرح السوري (شِعر)
- المرأة بوصفها رمزاً للحرية - قراءة في مجموعة للشاعر فرج بيرق ...
- دُوَار (شِعر)
- مدينة الأحزان (شِعر)
- في مطلعِ السنة الجديدة (شِعر)
- هذا المساء (شعر)
- سلطة النموذج في العقل العربي
- حمص: الأسطورة تجدّد شبابها
- إلى شاعر معتقل
- هل كان الماغوط معارضاً للنظام؟
- هل العنف ظاهرة دينية؟
- النظام الوراثي.. من الدين إلى السياسة
- الصراع السنّي- الشيعي بديلاً عن العربي- الإسرائيلي


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم بدرخان - (مارينا) للشاعر: ت. س. إليوت