أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون














المزيد.....

يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مذ تحرّر المجال السياسى، والساحة تعجّ بالأحزاب. فقد عرفت تونس تأسيس أكثر من مائة حزب، وهى مسألة نُظر إليها على أساس أنّها علامة إيجابيّة تنمّ عن رغبة فى توطين التعدديّة السياسيّة فى بلد عاش تجربة الحزب الواحد، و»الزعيم الأوحد»، و«صانع التغيير». ولكن ما إن انتهت الانتخابات حتى تعالت الأصوات مندّدة بهذه الظاهرة، التى تسبّبت حسب بعضهم، فى تشتّت الأصوات، وحرب الزعامات، ثمّ فشل عدد من الأحزاب «الكبرى».

ويبدو أنّ السياسيين قد اتّعظوا فباتوا أكثر ميلا إلى لمّ الشمل فى عائلات: العائلة الدستورية، والعائلة التجمعيّة، والعائلة «الإسلامية المعتدلة»، والعائلة البينية (بين بين) والعائلة الهجينة.. وبعد انتخابات 2011 التى سارت وفق مبدأ عقد التحالفات (صلح الحديبية، الترويكا) ها نحن نعيش على وقع أشكال من الأنكحة: الزواج الصيفى، وزواج المسيار.. أكثر تلاؤما مع سياق «داعش وتوابعها».

وبما أنّه موسم الأعراس فالكلّ يخطب ودّ هذا الطرف أو ذاك، ويسعى إلى اختيار الصهر المناسب، ويعده بالوفاء والإخلاص والرفاه والبنين. ومعنى هذا أنّ أغلب السياسيين سيتوحّدون لأنّهم فهموا أنّ المصلحة تقتضى اليوم، توظيف البراغماتية، والتقدّم إلى الانتخابات وفق تكتّلات تبدو كالبنيان المرصوص، وإن أدرك الجميع أنّ المصالح ستفرّقهم بعد ذلك.

ولئن كان التلهّف على تأسيس الأحزاب أهمّ سمة لانتخابات 2011 فإنّ «التقليعة» التى تميّز الاستعداد لانتخابات 2014، وتعدّ بالفعل، خصيصة تونسيّة، تتمثّل فى التزاحم على قصر قرطاج إذ بلغ عدد من أغراهم منصب الرئاسة 27 شخصا ينتمون إلى تيارات مختلفة (من السلفية إلى الليبرالية)، وإن ألّح البعض على صفة الاستقلال، وعدم الانتماء إلى أى تيّار أيديولوجى. والملاحظ أنه لأول مرة فى تونس تترشح النساء لمنصب الرئاسة (بلغ العدد 4).

وبقطع النظر عن مشروعيّة الترشّح باعتباره حقّا يتمتّع به كلّ مواطن/ة تتوفّر فيه الشروط، من عدمه باعتبار أنّ الوضع «لا يتحمّل» كلّ هذا العدد فإنّ السؤال الذى يطرح فى هذا السياق: ما الذى جعل التونسيين والتونسيات راغبين فى الترشّح؟

-أهى الصورة التى يحملها كلّ مترشّح/ة عن نفسه تدفعه إلى خوض التجربة لأنّه يتوسّم فى نفسه خيرا، ويعتقد جازما أنّه يملك مؤهلات تخوّل له حكم البلاد؟

-أهو أداء المرزوقى «الهزيل» الذى أوحى للبعض بأنّ منصب الرئيس مريح. فلا صلاحيات كثيرة، ولا أعباء سوى السفر لتسويق صورة «سويسرا العرب» أو صورة الرئيس المثقف/الحقوقى، وتأبين الشهداء، واستقبال الضيوف.

-أهى «هشاشة» الدولة التى تسمح اليوم، بعودة «أهل الخبرة والدهاء السياسى والمكائد» ليعتلوا الركح من جديد. ولا غرو فى ذلك ما دامت حكومة النهضة وتوابعها قد رحّبت «بأبناء النظام البائد»، وطبّقت مبدأ «الاستتابة»، ورأت أنّ الولاء لها «يجبّ» ما سبقه (الإسلام يجبّ ما سبق). وبما أنّها سليلة «حزب إسلامى ديمقراطى معتدل» فقد آثرت أن تظهر فى صورة «المسامح الكريم؟».

-أهى عقدة الخوف من السياسية قد حُلّت فجعلت البعض يطمح فى أن يفقه القوم قولهم فى إدارة الاقتصاد، والعدالة بين الجهات، والإرهاب..؟

-أهى فكرة «التدافع» التى بشّر بها الغنوشى قد أتت أكلها فجعلت الجماعة تهبّ هبّة واحدة؟

-أهو افتقار الثورة إلى القيادة والزعامة، وخفوت رغبة الشباب فى استكمال المسار الثورى هو الذى جعل الكهول والمسنّين يتهافتون على الرئاسة إيمانا بأنّ إدارة شأن البلاد تتطلّب توفّر الحكمة، والحكمة لا تنسبها الثقافة التقليدية إلاّ لشريحة عمرية؟

-أهو حبّ الوطن الذى يجعل المرء يغادر حالة الاكتفاء بالتنديد، والنقد والتجريح، إلى حالة الفاعليّة:التحرّك من أجل إنقاذ البلاد من وضع يزداد تعقيدا وسوءا؟

ومهما تعدّدت الأسباب فإنّنا نتوقّع أوّلا: عسر فوز المترشحات فطالما أنّ المجتمع التونسى قد كشّر فيه الأيديولوجيا الذكورية عن أنيابها بلا وجل فإنّه لن تطأ قدم «أنثى» قصر الرئاسة، وقديما أمر الفقهاء النسوان بأن لا يزاحمن الرجال، وثانيا أنّ المواطن البسيط لن يتفاعل إيجابيّا مع هذا التعدّد لأنّه يهاب الكثرة (من فرط ما ألف المرشّح الواحد)، وثالثا الحملة الانتخابية ستوفّر لنا فرصة المشاهدة: فكلّ المرشحين سيعتلون ركح المسرح السياسى، وكلّ سيعرض ذاته، وبضاعته، وسيؤدى دوره وفق مهارات اكتسبها أو ظنّ أنّه يمتلكها، وسيكون الشعب هو الحكم. ولكن المؤكّد أنّ كوميديا الرئاسيّة ستنسينا لحين تدريجيا الإرهاب.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبتنا فى الطبقة السياسية
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ
- ما بعد «حلحلة» الأزمات
- شكل آخر من أشكال «التمكين»
- أين نحن من ثقافة الاعتذار؟
- من نحن نوّاب الشعب إلى نحن الشعب
- عندما يتحول الشباب إلى كبش فداء
- ثقافة «التسليك»
- هل تنفع الجراحة التجميليّة؟
- شرعيّة تكتسب بالكد والعمل وحب الوطن
- الحلحلة والفككة... ومفردات أخرى
- أيّها الثوّار.. شكر الله سعيكم
- «التابع» وعقدة «الأجنبى»
- الإسلامويات قادمات ليزاحمن القيادات
- مأزق الاستقالات من حزب النهضة
- فى عيد الاستقلال.. النهضة تؤيد شرعية مرسى
- احتجاج «العاملات بالجنس»
- قادة النهضة يستعينون بأمريكا
- وزيرة سياحة «مستفزة»


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون