أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - نكبتنا فى الطبقة السياسية














المزيد.....

نكبتنا فى الطبقة السياسية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 11:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا يزال «الغنوشى» يعزف على نفس الوتر مقترحا ترشيح رئيس توافقى غير معترف بالأصوات المنددة بهذا التوجه، وغير مهتم بالذين قدموا ترشحاتهم لمنصب الرئاسة (عددهم 24). وفى الأثناء يعم الإحباط شرائح كبيرة من التونسيين الذين أصيبوا بخيبة أمل، وما عادوا يثقون بمسار الانتخابات محملين جميع الأحزاب مسئولية العزوف عن المشاركة فى الانتخابات. فقد طغت النرجسية، وهيمنت المصالح الحزبية وغيرها من الحسابات وما عاد يُكترث بمصلحة الوطن.

«نكبتنا فى الطبقة السياسية» جملة يتردد ذكرها على المواقع الاجتماعية خاصة بعد تداول صور إفطار القيادات السياسية فى منزل السفير الأمريكى ثم مشاركتهم السفير الفرنسى احتفالات 14 يوليو، وهى صور أثارت استياء شرائح من التونسيين لاسيما، وأنها تزامنت مع بروز صور الاعتداء الوحشى على غزة.

وفى ظل هذا المناخ النفسى المتأزم تفاجئ القاضية كلثوم كنو الجميع بالإعلان عن نيتها للترشح فيتحول هذا الحدث إلى موضوع حوار بين رواد المواقع الاجتماعية. وما يلفت الانتباه فى هذا الترشح أن صاحبته وهى المرأة الثالثة التى تترشح لهذا المنصب بعد آمنة منصور القروى وبدرة قعلول لا تتخذ هذه الخطوة من موقع نسائى يريد أن يتحدى الهيمنة الذكورية التى طغت على المشهد السياسى فجعلت خطاب السياسيين يدور حول مرشح الرئاسة نافين بذلك أية إمكانية لترشح النساء.

يتنزل قرار كلثوم كنو فى إطار مخالف لفرض الكفاءات النسائية فى مجال السياسة إنه قرار سياسى بامتياز فهى تقر بأن ترشحها جاء لقطع الطريق أمام المحاصصة الحزبية، وهيمنة حزب النهضة على العملية السياسية، من جهة والتدخل الأجنبى (القوى الإمبريالية) فى الشأن التونسى من جهة أخرى. وكنو إذ تترشح إنما تفعل ذلك من موقع المواطنة التى تمنحها هذا الحق.

وليس يخفى أن مبادرة كنو، بقطع النظر عن كونها حركة رمزية أو تستند إلى برنامج ومدعومة من بعض الشخصيات الوطنية المستقلة، تُعيد الأمل إلى فئات من التونسيين الذين تأكد لديهم أن الفاعلين السياسيين أرادوا احتكار الفعل السياسى، والحسم فيه مسبقا فارضين بذلك آلية «الإجماع» التى يُعتقد أنها حصلت فى اجتماع السقيفة. فكنو مستقلة لا تنتمى إلى أى حزب مما يجعلها فى نظر مسانديها، ممثلة لجميع التونسيين، وهى مناضلة تحدت نظام بن على منذ عقود، ومازالت تواجه كل خرق للقانون، وتطالب باستقلالية القضاء، وبإرساء دولة القانون واحترام قيم الثورة. وقد عرفت كنو بشجاعتها ومناصرتها للقضايا العادلة كقضية أهالى شهداء الثورة، وقضية العاطلين عن العمل.

والمتابع لتعليقات كنو على صفحتها بالفيسبوك يعرف أنها قطعت مع الصور النمطية التى تُسيج القضاة فتحول دون تمتعهم بجملة من الحقوق حفاظا على «هيبة» المنصب، فكنو تسخر من بعض المواقف، وتجيد فن الملحة، وتكشف المستور، وتحلل الأحداث، ولا تكف عن ممارسة الفكر النقدى.

ولعله من المفيد أن نتوقف عند تعليقات وردت فى إطار حملة دعم كلثوم كنو لرئاسة الجمهورية التونسية من ذلك أن مبادرتها اعتبرت مناورة للحد من سيطرة حزب النهضة وعبثه بمقومات العملية الديمقراطية من جهة، وحزب التجمع العائد فى ثوب جديد من جهة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك يبرر بعضهم دعمه لهذه المبادرة بأنه يفتح إمكانية بديلة للخيارات التى حددها السياسيون: إما أن تكون مع هذا المعسكر أو ذاك نافين وجود خيار ثالث. ولكن كنو أثبتت أن بإمكان التونسيين التفاعل مع خيار جديد، وأن من حق كل تونسية أن يختار، فتلك هى قواعد العمل الديمقراطى.

ومهما تعددت تبريرات مساندى كنو من الشباب والنساء والرجال فإن هذه المبادرة تنم فى تقديرنا، عن قدرة على امتلاك الصوت: صوت يقف بوجه من يعتبرون أن من حق من هم فى الهرم التحكم فى مصير القاعدة مستبعدين مقولة «الشعب يريد» من حساباتهم، متصورين أنهم يمثلون «الأغلبية»، وأن بإمكانهم أن ينفردوا بصناعة المستقبل. إن مبادرة كنو رسالة موجهة إلى السياسيين تحذرهم من مغبة الاستهانة بالإرادة الشعبية وبمقتضيات المواطنة، ومتطلبات العمل السياسى. فالانتخابات تمثل فرصة للتدرب على الممارسات الديمقراطية، وتحول الفرد من رقم أو صوت فى العملية الانتخابية إلى فاعل ممارس لحقه فى الاختيار.

وبين سياسة الأفكار وسياسة الحضور، وفاعلين سياسيين معطوبين عجزوا عن إحداث القطيعة مع النظم القديمة يعسر التوقع بأن العملية الانتخابية ستكون ملبية بالفعل لآمال التونسيين والتونسيات.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ
- ما بعد «حلحلة» الأزمات
- شكل آخر من أشكال «التمكين»
- أين نحن من ثقافة الاعتذار؟
- من نحن نوّاب الشعب إلى نحن الشعب
- عندما يتحول الشباب إلى كبش فداء
- ثقافة «التسليك»
- هل تنفع الجراحة التجميليّة؟
- شرعيّة تكتسب بالكد والعمل وحب الوطن
- الحلحلة والفككة... ومفردات أخرى
- أيّها الثوّار.. شكر الله سعيكم
- «التابع» وعقدة «الأجنبى»
- الإسلامويات قادمات ليزاحمن القيادات
- مأزق الاستقالات من حزب النهضة
- فى عيد الاستقلال.. النهضة تؤيد شرعية مرسى
- احتجاج «العاملات بالجنس»
- قادة النهضة يستعينون بأمريكا
- وزيرة سياحة «مستفزة»
- المرزوقى والرقص على الحبلين


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصريين لـ-نشرهما حملات حج وهمية بغرض ال ...
- أمريكا: لا يوجد مؤشر على عملية إسرائيلية -واسعة النطاق- في ر ...
- شهداء في قصف مكثف على رفح وشمال القطاع
- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - نكبتنا فى الطبقة السياسية