أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - وزيرة سياحة «مستفزة»














المزيد.....

وزيرة سياحة «مستفزة»


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 09:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بالرغم من أن تشكيلة حكومة السيد مهدى جمعة لم تتلاءم هى أيضا مع طموحات المواطنات التونسيات الراغبات فى سدّ الفجوة الجندرية على مستوى التعيينات الوزارية، إلا أن أداء وزيرة السياحة آمال كربول استطاع إلى حد الآن، أن يشد الأنظار، وأن يثير إعجاب فئات من التونسيين، ويعيد الثقة إلى أصحاب الفنادق فى النهوض بقطاع السياحة. إنه الفرج بعد الشدة.

بيد أن هذه الوزيرة التى تؤثر العمل على أرض الميدان، وتتجنّب كثرة الظهور فى وسائل الإعلام، والحديث عن تصوّراتها المستقبلية لإنقاذ البلاد، قوبلت منذ اليوم الأوّل الذى تولّت فيه الوزارة، بحملة تشويه شديدة باعتبار أنّها زارت إسرائيل، ولكن سرعان ما فنّد هذا الزعم إذ إنّ زيارتها كانت مع وفد من الأمم المتحدّة لمناصرة الفلسطينيين.


وبالرغم من تهافت هذه المزاعم فإنّ «كربول» مازالت إلى اليوم هدفا جوهريّا لدى كتائب النهضة الفايسبوكية وأتباع السلفية المتشدّدة، وهو أمر مفهوم فالوزيرة تقطع مع الصور المنمّطة، فهى تترك زوجها وبناتها فى بلاد المهجر وتقبل بالتضحية فى سبيل الوطن فى سياق ارتفعت فيه الأصوات مدافعة عن الأسرة والتكامل ورعاية الزوج والأبناء وفوائد الأمومة.. وهى لا تلبس الكعب العالى فى الزيارات الرسميّة، وإنّما تفضّل انتعال الحذاء الرياضى، فى سياق تحمّست فيه الأخوات لإبراز الصفات الأنثوية، وإقامة الحدود العازلة بين الرجال أصحاب القمصان واللحى.. والنساء صاحبات العباءات والحجب، وأناقة الوزيرة تعكس البساطة والمعاصرة والولع بالتراث التونسى، فى سياق احتدّ فيه الهوس الهوّياتى و«التمشرق»، والوزيرة دائمة الابتسامة فى سياق بات فيه العبوس والتجّهم علامة على العفّة، والوزيرة هى فى موقع صنع القرار: تصدر الأوامر والقرارات وتمتلك السلطة ولها صفات تنسب فى التصوّر المحافظ، إلى الرجال كحبّ التنافس، والجرأة، وصياغة التصوّرات، فهى تتوقّع زيارة 7000 سائح إلى تونس فى هذا الموسم.. والوزيرة تواجه التحديات بكلّ رباطة جأش، والحال أنّ من أغلب من سبقها من وزراء الترويكا افتقروا إلى رؤية مستقبلية.

وما إن أقدمت «كربول» على إعداد مهرجان كثبان الصحراء فى الجنوب التونسى، حتى انطلق النفير: «وا إسلاماه» فقد شاعت الفاحشة، ودنّس الجنوب بالليالى الحمراء، وتمّ الاعتداء على الأخلاق الحميدة، وبرز الشواذ من الشبان ليمارسوا الرقص والشرب والقمار فانتشرت الخلاعة والفسق والمجون..بدعم فرنكوفونى، هكذا حوّل التغريبيّون، وعلى راسهم وزيرة العهر التى تحلّ الخمر والدعارة «وزارة السياحة» إلى «وزارة الدياثة» فى سياق كان من المفروض أن تنتقب فيه ربّات الحجال العفيفات ويلزمن بيوتهن وتنتشر فيه الخيم الدعوية ودوريات «النهى عن المنكر» إنّ «الإسلام هو الحلّ».


وأهم من يعتقد أنّ هدف هذه الحملة التشويهية الذود عن الإسلام وحماية المقدّسات والخصوصيّة التونسية، وقيم الثورة، وعادات سكان الجنوب.. فدعوات المطالبة بإقالة وزيرة السياحة تندرج فى إطار مسلك التشفّى من «بنى علمان»، وتجييش الرأى العامّ استعدادا للانتخابات بنفس الآليات المهترئة: استغلال العواطف وتحريك المشاعر والاستمرار فى تكريس الاستقطاب الحدّى، وتسييس الدين وتديين السياسة، بدل إقناع الناخبين بجديّة البرامج وقابليتها للإنجاز، وأهليّة أصحاب الأحزاب لإدارة الشأن السياسى.

ولئن كان العنف الموجّه إلى من راموا انتقاد حركة النهضة ظاهرة ملفتة للانتباه تستدعى التمحيص، لاسيما حين يصدر هذا السلوك عن أتباع حزب بمرجعيّة إسلاميّة، فإنّ ما يدعو إلى التدبّر الهشاشة التى حلّت بفئة من التونسيين. فما أكثر رقّة مشاعر صنف من الرجال التقليديين، المحافظين، المتشدّدين، الأصوليين، الإسلامويين، الأخلاقويين..إذ ما إن حلّت الثورة حتى باتوا ينفعلون ويغضبون بسرعة، مبرّرين ذلك باستفزاز النساء لهم.


ومادامت احتجاجات الناشطات عهرا، وتبكيت المجادلات للخصوم فجورا، وتقديم المبادرات فسقا، وقيادة السافرات السيارات مستفزّة، ولبس «التنّورة»، وكشف الشعر، والرقص والضحك والفرح.. كلّها أفعال محرجة، وسلوك مربك، ونظرة إلى الحياة والكون مرعبة فإنّ مشروع العيش معا سيبقى شعارا. بيد أنّ هذه الحملات التشويهية التى تستأنس بتكنولوجيا التواصل، والمدعومة ببعض وسائل الإعلام التى تقدّم «خدماتها» للأحزاب لن تثنى عزم الراغبين والراغبات فى خدمة الوطن. خدعوكم بقولهم إنّ «الغوانى يغرهن الثناء». إنّ لفى تونس كفاءات تعمل ولا تلتف لا للمشيدين بالإنجازات، ولا للمشوّهين لأعمال وسير النساء.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرزوقى والرقص على الحبلين
- هل أتتك أخبار حكومة مهدى جمعة؟
- التشويش على الذكرى الأولى لاغتيال الشهيد شكرى بلعيد
- هل دقّت ساعة تقييم الأداء السياسى للترويكا؟
- لله درّه من دستور .. أطلق عنان الذوات
- فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور
- السياسة..واضطراب المشاعر
- تداخل الفصول
- الإحراج والعار
- الشدّ إلى الوراء.. الشدّ إلى الأمام
- كان لنا حلم.. وضاع
- ليس بالإمكان أبدع مما كان
- سوق السياسة كسوق الرياضة
- النهضة.. وعلاج الوخز بالإبر
- انقلابيون
- هذا ما جنته براقش على نفسها
- لم أكن لأخلع سربالا
- فات المعاد
- أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا
- وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - وزيرة سياحة «مستفزة»