أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - امال قرامي - فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور














المزيد.....

فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


المناخ الذى يتمّ فيه التصويت على أبواب الدستور فصلا فصلا «حار» ومضطرب ومعقّد وتشوبه الكثير من العراقيل منها ما له صلة بعامل الوقت، وظروف العمل والإكراهات والضغوط التى تمارسها الأحزاب على مُمثّليها داخل المجلس التأسيسى، ومنها ما له علاقة بالبنية النفسية، والأحلام، والطموحات، والهوامات، ومنها ما يرتبط بحفظ ماء الوجه، والإيفاء بالوعود، والتشفّى من زعماء ومسئولين عن سنوات القهر، ومنها ما يتعلّق بتحصين قيم الجمهورية، ودولة المؤسسات، والحفاظ على المكتسبات. ولذلك تجاورت مطالب التنقيح التى تعبّر عن رؤية نكوصية تُعيد إلى الأذهان «حروب» الهوّية والشريعة والمقدّسات.. ومحاولات التسييج والتقييد، وسدّ المنافذ مع مطالب تروم الارتقاء بمضمون الدستور التونسى، وجعله طلائعيا يضمن الحقوق والحريات لجميع المواطنين بلا استثناء، ويحقّق التوازن المنشود بين مختلف السلطات.

وبالرغم من الأداء الردىء لعدد من النوّاب من هذا الحزب أو ذاك، والمؤامرات والدسائس التى حيكت بتدبير ماكر لتعطيل نسق الأعمال أو لفرض رؤية الأغلبية فإنّ مسار إضفاء اللمسات الأخيرة على صياغة الدستور مستمرّ «ولو كره الكارهون».

لسنا من المردّدين: «القافلة تسير والكلاب تنبح»، وهو مثل كثيرا ما يطلقه البعض ردّا على المتعصّبين أو الحاسدين أو الباحثين عن «بثّ الفتنة».. فاحترام حقّ الآخر فى التعبير مكفول تشريعيّا، وتسعى مختلف مكوّنات المجتمع المدنى إلى تحويله إلى ممارسة فعليّة كما أنّ أدبيات الحوار والتفاعل مع الرأى المغاير تحثّ على قبول مبدأ «تعدّد الأصوات» وفق مبدأ «الاختلاف لا يفسد للودّ قضيّة».

وعلاوة على ذلك فإنّ السياق الذى يكتب فيه الدستور التونسى يفترض وجود حدّ أدنى من «التوافق» بين الفرقاء السياسيين وهو ما سمح للنواب بالتسريع فى نسق المصادقة على فصول الدستور، وتجاوز الخلافات التى تثبت كثرة الرهانات والتحديات التى تحفّ بعمليّة كتابة الدستور.

بيد أنّ المشهد الاحتفالى الذى سمح لأغلب الفاعلين السياسيين والحقوقيين بالإشادة بالمكاسب التى تحقّقت قد اربكته عناصر «التشويش»، فالبعض لم يتردّد فى تنظيم الحملات المندّدة بدستور يتعارض مع الشريعة الإسلاميّة، ويعبث بالسيادة ولا يحقّق حلم الأمّة باستعادة مجد ولّى وإعادة تأسيس الخلافة، والبعض الآخر هدّد بتنظيم حملة الاستفتاء على الدستور بطريقة تفضى إلى «إسقاطه»، والبعض الآخر دعا إلى استبدال النوّاب بنوّاب يعملون «بشرع الله». وفى نفس السياق نقلت مختلف وسائل الإعلام خبر تأهّب رئيس حزب الزيتونة للقيام بوقفة احتجاجية للمطالبة بتعدّد الزوجات، وإن كان الرجل قد زعم أنّ موضوع الاحتجاج رفض الفصل 6 من مشروع الدستور الذى ينص على تجريم التكفير وحرّية الضمير، وهو احتجاج سبقته احتجاجات مماثلة تندّد بحرية الضمير باعتبارها ستفتح الباب على مصراعيه لعبدة الشياطين والزنادقة الجدد وغيرهم.

وبقطع النظر عن دلالات الشعارات المرفوعة، والمطالب المعبّر عنها فإنّ الجميع يبرّر تحرّكه «المشروع» بأنّه ينضوى تحت حقّ التعبير ــ ومعنى هذا أنّ الذين لا يعترفون بالديمقراطية، وبالدستور، والتشريعات الوضعيّة، وبما جاء فى المواثيق والمعاهدات الدولية يحاججون غيرهم بمرجعيّة حقوق الإنسان، وقيم الحداثة، وتلهج ألسنتهم بما حفظوه من مصطلحات حقوقية، وهو موقف يثبت أنّ الوعى الذى تشكّل لدى أغلب التونسيين فى علاقة بطبيعة العصر وما تراكم من تجارب إصلاحيّة فى البيئة المحليّة، وإن تظاهر بعضهم بأنّهم متمسّكون برؤية ماضوية، ورافضون لزمانهم، وللقيم السائدة فى مجتمعهم، ونمط العيش السائد وطريقة الحكم

لنطلق على ما نعيشه اليوم: إفرازات أو تعبيرات أو نشاز أو تقليعات أو خروج على السرب، أو تطبيق لقاعدة «خالف تعرف»، أو بدع أو عودة المكبوت، أو جنون، أو تخلّف أو أو...لا تهمّ النعوت والصفات والتسميات هى أفكار وممارسات وعواطف وانفعالات لابدّ أن تطفو على السطح بعد عقود من تكميم الأفواه، والتسلّط، والمنع، والرقابة. ولكن المهمّ فى كلّ هذا الحراك: المدّ والجزر، القبض والبسط أن نتعلّم كيف ونردّ ونقاوم ونجادل ونفاوض ونتحاور وندير اختلافاتنا وفق قاعدة العيش معا.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة..واضطراب المشاعر
- تداخل الفصول
- الإحراج والعار
- الشدّ إلى الوراء.. الشدّ إلى الأمام
- كان لنا حلم.. وضاع
- ليس بالإمكان أبدع مما كان
- سوق السياسة كسوق الرياضة
- النهضة.. وعلاج الوخز بالإبر
- انقلابيون
- هذا ما جنته براقش على نفسها
- لم أكن لأخلع سربالا
- فات المعاد
- أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا
- وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى
- هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟
- «حقّ مجاهدات النكاح فى هبة أجسادهن للثوّار»
- رجعونا الماضى بعذابو وبقساوته..
- السياسة والحجاب
- السياسة كده
- عن أي ربيع تتحدثون وبه تفتخرون؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - امال قرامي - فى الظروف الحافّة بالتصويت على مواد الدستور