أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - السياسة كده














المزيد.....

السياسة كده


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مواقف حزب النهضة من خصومه السياسيين تأرجحت بين المواجهة عبر الحرب الكلامية، والحملات التشويهيّة التى شنّتها «كتائب الفايسبوكيين»، والتأديب الذى مارسته الميليشيات المعاضدة للحزب والوساطة المتعدّدة والتودّد المبطّن والغزل المباشر: همس،ورمى للورود ومدح وثناء وذكر للفضائل.

«واهو من ده وده... السياسة كده... مش عايز غير الكلام».

وبعد أن كان «حزب نداء تونس» فى نظر خصومه، أخطر على تونس من أنصار الشريعة، وحزبٌ لا قاعدة شعبيّة له، ويضمّ أزلام النظام السابق، وظاهرة آيلة للاضمحلال، ورمز الثورة المضادة... بات حزبا قويّا له حضور يُؤخذ بعين الاعتبار فى المعادلة السياسيّة، وفى خارطة ترتيب المصالح والموازين. فلا غرابة أن تمتّد جسور التواصل بين رئيسى الحزبين فى باريس: مدينة الحبّ والنور، والجنّ والملائكة. وهناك نشأت علاقة جديدة «مشرقة» سرعان ما أرخت بظلالها على المشهد الإعلامىّ، والسياسىّ التونسى. صدق بيرم حين قال:

«حبيبى لما يواعدنى تبات الدنيا ضحكالى»


وبعد أن كان الباجى قائد السبسى العجوز الماكر والشيخ المتصابى ورأس الحرباء والثعلب الماكر والسفّاح.. أضحى السياسىّ المحنّك الذى أنقذ البلاد والوطنىّ الغيّور وصاحب شخصيّة «كارزماتية» حقّقت الوحدة الوطنيّة وأنجح العمليّة الانتخابيّة فكانت بفضله «شفّافة ونزيهة».

صدق بيرم حين قال:

ويعجبنى خضوعى إليه واسامحه وهو ظالمني

وبعد الغيم ما يتبدّد وبعد الشوق ما يتجدّد

غلاوته فوق غلاوته تزيد ووصله يبقى عندى عيد

وبعد أن كانت «نسمة» القناة الخاصّة قناة الكفر الصريح ومنبر العلمانيين والزنادقة وحثالة الفرانكفونيّين.. غدت بقدرة قادر قناة المصالحة والدفع بالفرقاء إلى التواصل الجاد والبنّاء. وسبحان مغيّر الأحوال؟

صدق بيرم حين قال:

«وبعد الليل يجينا النور وبعد الغيم ربيع وزهور»

وبعد أن كان الموقف من التيارات السلفية الجهاديّة سببا من أسباب الخلاف السياسى حول شأن إرادة استقرار البلاد، وتوفير أمن العباد بين حزب ذى خلفيّة دينيّة ترى فى الدفاع عن «أنصار الشريعة» فرضا وواجبا أخلاقيّا ودَينا سياسيّا، ومناصرة للخلاّن المبشّرين بثقافة جديدة حتى وإن قذفت بالبلاد فى أتون الإرهاب، أصبح تيار «أنصار الشريعة» تنظيما مواليا للقاعدة، ويُصنّف ضمن الجماعات الإرهابية، وتنسب إليه الاغتيالات السياسيّة، والعمليات الممنهجة للانقضاض على السلطة، وجرّ تونس إلى حرب أهليّة. صدق بيرم حين قال:

«ولما طبعه يتغيّر وقلبى يبقى متحيّر

مع الأفكار ابات فى نار وفى حيرة تبكينى»،

وبعد أن كان الغنوشى يصرّ على الظهور فى لَبوس الشيخ المفكّر، والعالم المنظّر، والمنافح عن الرؤية الجامعة بين الإسلام والديمقراطية، وبعد أن ظهر لنا فى المسيرات الداعمة للشرعيّة فى دور الداعية المتدرّب على فنون التعبئة والتجييش، يغترف من تاريخ الدعوة المحمديّة: فبين فتح مكة، ومعاناة المهاجرين، ومحنة الصحابة مع كفار قريش، وبعد أن برز فى مسيرة دعم «مرسى» مهدّدا متوّعدا الانقلابين، بدا الرجل فى صورة مغايرة والفضل للمستشارين الإعلاميين الذين نصحوه بالعبّ من معين الحكم والأمثال علّه يكتسب كاريزما تمكّنه من سدّ الفجوة بينه وبين فئة من الشعب ازداد كرهها له على مرّ الأيام. وبين ثنائية الحب والكره، وجبّة المفكّر، ودور السياسىّ تاه المرشد. صدق بيرم حين قال:

«تشوفه يضحك وفى قلبه الأنين والنوح

عايش بلا روح وحيد والحب هو الروح»


وللساخطين على هذا التقارب بين الإخوة الأعداء وعلى لمّ شمل أشدّ الخصوم ضراوة نقول: اهو من ده وده السياسة كده.. عايزه تمثيل وكلام ولعب على الدقون واستحمار للعباد، ومناورة مع العدوّ: اوريه الرضا بالعين وقلبى على الخداع ناوى.

بجرح قد ما بجرح واعطف تانى واداوى.. فعلا السياسة كده.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي ربيع تتحدثون وبه تفتخرون؟
- إنّ غدًا لناظره قريب
- رداء الدين خير «ستار» للعيوب
- ما عاد «الشعب» قطيعًا يساق قسرًا إلى «بيت الطاعة»
- حكومة شرعية.. وإرهاب واغتيالات سياسية
- إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فليتمرّد
- إياك أعنى.. واسمعى يا جارة
- تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - السياسة كده