أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - فى الموقف .. من الإرهاب














المزيد.....

فى الموقف .. من الإرهاب


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تعاملت الحكومات المتعاقبة مع ملف الإرهاب؟ وكيف كان خطاب السياسين تجاه هذه المسألة؟


حين بدأت إرهاصات تحرك الجماعات المتشددة فى تونس نفت الحكومة صحة الأخبار بصيغة وثوقية واضحة، وحين راجت الأخبار الدالة على وجود معسكرات للتدريب، وعمليات تسلح، ودعوات للجهاد داخل المساجد.. استنكر المسئولون هذه الإشاعات زاعمين أنها ثورة مضادة تستهدف مسار التحول وتريد ضرب السياحة وتشويه صورة تونس. كم خونوا قيادات فى المعارضة وفى النقابات، وكم شككوا فى نوايا من ينشرون هذه الأخبار واتهموهم بأنهم يروجون لثقافة إقصائية لا تعترف بوجود تيارات سلفية «تبشر بثقافة».



ولكن تغير الموقف بعد حادثة «غزوة السفارة الأمريكية» فإذا بالشهادات والبراهين والصور تؤكد بما يدع مجالا للشك، صحة وجود جماعات متشددة فى تونس فإذا بالقيادات السياسية تعترف بوجود نشاط لجماعات سلفية ولكنها تعتبر أن المعالجة الأمنية الصارمة خيار غير مطروح باعتبار أن هؤلاء الشبان قابلون لإعادة التشكيل وفق برنامج تأهيلى يرتكز على قيم الوسطية والاعتدال، فلا غرابة والحال هذه أن يستقبل رئيس الدولة المؤقت عددا من قيادات التيار السلفى وأن يحاول استقطاب بعضها: محاضرات فى القصر الرئيسى تحول الدعاة إلى محاضرين، وتحول المثقفين إلى جمهور يستمع ويستفسر ويناقش.. ومحاضرات يشرف عليها بعض الدعاة داخل السجون لتأهيل المساجين وتنوير ألبابهم.



وعبثا حاول الرئيس المؤقت إيهامنا بأن حلوله ناجعة وستطوق ظاهرة التطرف وستفتح عبر الحوار مسالك للعيش معا إذ سرعان ما تفاقم نشاط الجماعات الجهادية عبر تجنيد الشبان فى المساجد والمؤسسات التعليمية وغيرها للدفع بهم فى أتون حرب لم يختاروها، وعبر التغرير بالفتيات لأن يكن فى خدمة المقاتلين فى سوريا يقدمن أجسادهن فى «سبيل مرضاة الله».



ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ ظهرت عمليات ومواجهات فى عديد المدن حتى كانت حادثة جبل الشعانبى ثم تمرد أنصار الشريعة على قرار وزير الداخلية ومحاولتهم الدخول فى مواجهة مع «الطاغوت».



تفيد تصريحات جميع قيادى الترويكا وغيرهم من المنتمين إلى أحزاب المعارضة حصول إجماع حول المسألة فقد اتفقوا على تسمية الأشياء بمسمياتها بل إن وزراء النهضة صرحوا بانتماء أنصار الشريعة إلى القاعدة، ويمثلون عناصر إرهابية ويجب التعامل معهم بقبضة من حديد.


بيد أن موقف وزير الشئون الدينية مثير للعجب فقد استأسد فى سبيل الدفاع عن تحول المساجد إلى فضاءات مفتوحة تناقش فيها السياسة والاقتصاد.. ورأى أن حياد المساجد غير مقبول، واعتبر الأئمة السلفية الذين استحوذوا على المساجد ظاهرة تعالج بالحوار والحكمة، ورحب بالدعاة الوافدين من هنا وهناك لنصرة إخوانهم.. ولكنه اليوم ينظم المؤتمرات بهدف مقاومة الإرهاب.


إن تحول هذه المواقف من التنكر والتقليل من خطورة الإرهاب وعدم أخذ العنف مأخذ الجد إلى الاعتراف وتسمية الخصم والتصنيف يشير إلى تبنى الحكومة سياسة جديدة تقوم على مراعاة مصالح حزب النهضة فى سياق بدأت تظهر فيه إكراهات جديدة: مقتضيات العملية الانتخابية المرتقبة فى تونس ومحاولة النهضة الحفاظ على صورة «حزب وسطى ومعتدل يلائم بين الإسلام والديمقراطية»، ومقتضيات المصالح الدولية واشتراطاتها فى وضع أمنى يثير مخاوف الجميع، خصوصا إذا تأملنا فى ما يحصل فى ليبيا والجزائر.


كل هذه المواقف الجديدة والمتغيرة من المرونة و«التسامح» إلى الحزم والعزم تجعلنا نتساءل كيف لمن كان طرفا فى انتشار فوضى المساجد، وتعبئة الشارع، وتأليب الناس ضد الفنانين والمثقفين والسياسيين والإعلاميين وذيوع ظاهرة الإفلات من العقاب أن يكون حاملا لرسالة مضمونها إرجاع هيبة الدولة واحترام دولة المؤسسات والقانون؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى


المزيد.....




- عبدالملك الحوثي: أي تواجد إسرائيلي في -أرض الصومال- سيكون هد ...
- -اركبوا أقصى خيلكم-.. نعيم قاسم: لن نتراجع ونزع سلاح حزب الل ...
- كأس أمم أفريقيا: الجزائر على قمة مجموعته والسودان يغازل دور ...
- من روسيا...إيران تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية منتجة محليا -للمر ...
- نتنياهو وترامب.. خلاف حول مستقبل اتفاق غزة وإيران
- قلق إسرائيلي من ضغط ترامب على نتنياهو لفتح معبر رفح والانسحا ...
- زيلينسكي وترامب يناقشان الوضع في أوكرانيا والضمانات الأمنية ...
- جوائز غلوب سوكر: ديمبيلي الأفضل بالعالم ورونالدو نجم الشرق ا ...
- ألغاز بلا حلول .. سبع لغات لم يتمكن أحد من فك رموزها
- الرئيس الصومالي يعتبر اعتراف إسرائيل بـ-أرض الصومال- -تهديدا ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - فى الموقف .. من الإرهاب