أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار














المزيد.....

كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادت الترويكا تتصدّر المشهد السياسى من جديد محاولة هذه المرّة تغيير قواعد اللعبة والإفادة من الأخطاء السابقة. فالوجوه التى مجّها المشاهد بسبب سوء أدائها ومحدودية ثقافتها وعسر تواصلها مع الجماهير أو فشلها فى الإقناع تأكّد على مرّ الشهور، أنّها لم تنجح فى اختبارات الركح السياسى الاجتماعى ولذا صدرت الأوامر بأن تتأخّر هذه الوجوه إلى الصفوف الثانوية ظاهرا وأن تتوارى عن الأنظار لفترة طالما أنّ مكانها الجديد سيسمح لها بإدارة الفعل السياسى بأريحية أفضل إذ للإعلام مزالق منها: أنّه كشف المستور وفضح وهن الحجج وتضارب الأقوال والفجوة بين الشعارات المرفوعة والفعل على أرض الواقع والعبرة فى نهاية الأمر بالنتائج.

وفى مقابل ذلك برز بعض اللاعبين الجدد على أرض الميدان.. سيجذبون الانتباه على الأقلّ فى بداية هذه المرحلة، مادام الفضول يدفع بعضهم إلى متابعة طرق «التناطح» وأساليب المراوغة والمكر والهاء.. يتلهون بانتقاد سلوك سياسى لا يرقى إلى المطلوب، يرصدون أساليب الهجوم وأساليب الدفاع يتقصون المناورات ويتندرون بقولة فلان ويسخرون من المأزق الذى وقع فيه فلان. وبينما تسعى السلطة الحاكمة إلى الإيهام بأنّها جدّدت «الطاقم الفنى» بما سيضمن لها حظوظ النجاح والانتصار تحافظ المعارضة على نفس الوجوه، وتجتر نفس الخطاب السياسى وتستمر فى تبنى نفس السلوك السياسى، وهو أمر سيجعلها مفتقرة إلى عوامل تساعدها على تعزيز مواقعها.

وأهم من يعتقد أنّنا قد نجحنا فى استبدال شعارات كانت ترفع فى الملاعب الرياضية بإنجازات تستجيب لتطلعات من أنجزوا الثورة، وأنّنا نجحنا فى تبناء فضاءات يمارس فيها الفعل السياسى على أسس تسمح بالانتقال الديمقراطى.

وأهم من يظن أنّنا قد انتقلنا من مرحلة التنفيس عن الكرب بالعنف اللفظى والمادى إلى مرحلة ضبط النفس وحسن تدبير المرحلة الانتقالية.


وأهم من يحسب أنّ متعة الفرجة والتعاليق الطريفة قد فارقت الملاعب الرياضية لتجد لها مكانا فى منابر الحوار الإعلامية.

تبقى رياضة كرة القدم فى الصدارة تجذب الجماهير وتروّح عن النفوس العليلة، تخفّف عنهم عناء ما يكابدونه فى حياتهم اليومية من معاناة وشقاء وإحساس بالغبن وخيبة الأمل.

أينما صوّبت وجهك تجد من يعبّر عن خيبة أمله فى هواة يحترفون الكلام حول السياسة من أهل اليمين وأهل اليسار، حفظوا عن ظهر قلب مصطلحات تدور فى فلك العصر: الديمقراطية التشاركية، العدالة الانتقالية، الحوكمة الرشيدة، التداول السلمى على السلطة.. ولكنّهم يعجزون عن الفعل السياسى، ينتجون خطابا يذكّر بأيام البسوس، وداحس والغبراء، يظل موصولا إلى قواعد الكرّ والفرّ وانصر أخاك ظالما ومظلوما وأنا وابن عمى على الغريب... فإلى متى؟

سقف المطالب والتوقّعات فى بلد أنجز ثورة كان مرتفعا... انتظر البعض أداء يتطوّر يوما بعد آخر، فعلا يتدرّج نحو الأفضل، يسدّ الفجوة بين القول والفعل، وخطابا يضع فى اعتباره أنّ كرامة الجماهير فوق كلّ اعتبار، وانتظر البعض الآخر أنّ السياسى يتعلّم من أخطاء من سبقوه فيعدّل أوتاره ويجوّد ممارسته وسلوكه السياسيين ليغدو فاعلا معبّرا عن نضج سياسى فعليّ. ولكن يبدو أنّ سنوات العقم والقهر أنتجت شخصيات معطوبة وأنّ حجم الدمار كبير.

ويوما بعد آخر تتسع الفجوة وتنعدم الثقة فى أهل السياسة الذين يسوسون بمنطق كُروى مفضوح... تتأزّم الأوضاع وتتسع رقعة المآزق. ولعلّ انعكاسات هذا التأزّم ستكون وخيمة على مسار الانتخابات القادمة. فمن يقنع الشباب المهمّش بأنّ النخب السياسية قادرة على تحسين أدائها وإدارة ما تبقى من المسار إدارة تتجلّى فيها روح الوطنية والمسئولية؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية
- د.آمال قرامي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الفتاوى ...
- استرجل...أصل الرجولة مش سهلة
- كتابة الهجرة السرّية من منظور نسائي
- أن تكوني ناشطة حقوقية مستقّلة في مجال حقوق الإنسان للمرأة
- غزة والرابح الأكبر


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار