أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟














المزيد.....

هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 08:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لسنا من هوّاة ترويج الشائعات أو «الفزّاعات».. فذاك مسلك قد اختاره من يصر على أن لا يرى إلا النصف الفارغ من الكأس، ولسنا من المولعين برصد الفضائح.. فذاك منهج من يروم شيطنة الخصم وتجريده من كل الفضائل. ولكن ما تشهده تونس خلال هذه السنة من أحداث تتواتر بنسق سريع يسترعى الانتباه، خاصة إذا تكررت أو اتخذت مسارا تصاعديا بسبب عجز الحكومة عن التصدى للانتهاكات والاعتداءات من جهة، واختيارها الصمت والتقليل من شأن الخروقات من جهة أخرى.

•••



وحتى لا نتهم بالتجنى سنعرض بعض الأمثلة: عشرات الاعتداءات على أضرحة الأولياء الصالحين فى كل ربوع البلاد بدعوى مقاومة مظاهر الشرك، وانتشار ظاهرة الزواج العرفى، ودعوات «جمعية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى ثوبها الجديد: «الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح» يوم 14 يناير 2013، بالفصل بين الجنسين فى المؤسسات التعليمية، وبمراجعة مجلة الأحوال الشخصية وقانون 1956 الذى يمنع تعدّد الزوجات، لاسيما بعد ارتفاع أصوات نسائية تنادى بهذا المطلب و«كل امرأة تحترم نفسها وتحترم دينها ستوافق بالضرورة على تعدد الزوجات» حسب رئيس الجمعية الذى يرى أن هذه المطالب هى من بين أولويات المرحلة الانتقالية، فضلا على رغبة مجموعة فى فرض «الطب الحلال» بعدم كشف الأطباء الرجال على النساء فى مستشفى بصفاقس، زد على ذلك مقاضاة شابين بدعوى الاعتداء بالفاحشة بسبب قبلة فى الطريق العام، ومنع عرض شريط سينمائى فى جزيرة جربة لأنه ينتقد حزب النهضة، وتقسيم التعويض وجبر الضرر لعائلات الشهداء وفق الشريعة «للذكر مثل حظ الانثيين»، وتوجه جحافل من الشبان التونسيين للمساهمة فى الجهاد فى سوريا ومالى وغيرها من الأحداث التى تجعل عددا من التونسيين يرددون بعد كل خبر: إن البلاد «تتصومل» أو «تتأفغن» بل إنها لعمرى «تونستان».



•••



لا شك أن مسار التحول نحو الديمقراطية عسير وطويل، تنتشر فيه الفوضى المادية وكذلك فوضى المفاهيم والدلالات والأنساق والخطابات، وتكثر فيه «الانفلاتات» الأمنية و«الفلتات» السياسية والأخلاقية، لكن ثمة قناعة بأن الذى سقط هو رأس النظام فمؤسسات الدولة لم تنهر وإنما حققت الاستمرارية ورعت مصالح الناس.



بيد أن الذى نعيشه اليوم يفترض أننا إزاء محاولات للانقضاض على مفاصل الدولة بغية تحويلها من دولة المؤسسات والقانون إلى دولة الحزب الحاكم الذى يريد فرض مشروعه المجتمعى على حساب المختلفين معه. فهل أن مرحلة التمكن من الحكم أغرت «الأغلبية» بتحقيق أحلامها المنشودة؟ هل ما يعيشه التونسيون تحالفا بين توجهات أيديولوجية مختلفة ظاهرا ولكنها متفقة حول مشروع مستقبل تونس؟ هل هى موازين القوى التى تفرض التراجع عن الوعود والتنكّر للمشاريع؟



•••



ونذهب إلى أن خطاب «الطمأنة» الذى ساد فى المرحلة الانتخابية قبل 23 أكتوبر قد اهترأ وما عاد يقنع. فقد أدرك التونسيون أن نمط عيشهم يتغيّر شيئا فشيئا بالقوّة وعلى أرض الواقع، وأن سياسة توسيع دوائر الخوف قد جعلت فئات من التونسيين» تنضبط»، وانتبهت مختلف مكونات المجتمع التونسى إلى أن الانتهاكات تشير إلى «أسلمة» قسرية تهدد مدنية الدولة وأنّه يتعيّن عليهم المقاومة. فهذه النسخة الثانية من مسودة الدستور تتوشّى بمضامين تُبعدها عن مرجعيّة كونية حقوق الإنسان وتدفعها نحو التأقلم مع المنظور الإسلامى وذلك من خلال بعض المواد المدرجة. ومع ذلك تزداد ثقة التونسيين فى دور مختلف للجمعيات والمنظمات والإعلام.. فى التصدّى لهذا الانزياح والخروج عن المسار بدقّ نواقيس الخطر وبالضغط وبالمقاومة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية
- د.آمال قرامي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الفتاوى ...
- استرجل...أصل الرجولة مش سهلة
- كتابة الهجرة السرّية من منظور نسائي
- أن تكوني ناشطة حقوقية مستقّلة في مجال حقوق الإنسان للمرأة
- غزة والرابح الأكبر
- النساء بين عنف النصوص وعنف التأويل
- الجسد الأنثوي والعلامة: قراءة فيما وراء الحُجب
- المفكر العملاق
- تأثير العنف في المشاركة السياسية للمرأة العربية
- من مظاهر ارتداد المجتمعات الإسلامية: -جندرة- الفضاءات
- منزلة المِثليين في خطاب الإسلاميين القرضاوي نموذجا
- المسكوت عنه في قضية إمامة المرأة الصلاة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟