أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات














المزيد.....

ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 14:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صورة محفل رجاليّ يتدارس قضايا المرأة ــ فى ظلّ غياب المرأة ــ تداولها الفايسبوكيون على امتداد أسابيع.. ظلّوا يتندّرون من ‹السلفيين الوهابيين› الذين يجوّزون لأنفسهم تنظيم الندوات الخاصة بالقضايا النسائية، ويسمحون لأنفسهم بأن يحوّلوا النساء إلى مواضيع للدرس أسوة بالسلف الصالح، فيقرّرون نيابة عن النساء ما ينبغى قوله أو فعله ويقدمّون التوصيات.

غير أنّه ما كان يدور بخلد التونسيين أنّهم سيعيشون هذا الحدث بعد ثورة الكرامة والحرية.. إذ ارتأى وزير الشئون الدينية السير على نهج القدامى حين تكلّموا فى فقه النساء. حاكى الوزير إخوانه فى الخليج فنسج على منوالهم وعقد حلقة للنقاش حول المرأة بمناسبة اليوم العالمى للمرأة.

ولئن غابت وزيرة المرأة فإنّ نائبة نهضاوية وممثلة عن جمعيّة «نساء تونسيات» الإسلامية التوجه حقّقتا الاستثناء فكانتا لا صاحبات رأى، بل داعمات لسياسة حزبهن ومدافعات عن الأيديولوجيا الإسلاموية والنظام البطريكى الذى نافح عنه المتكلّمون.

ونتساءل عن الدوافع التى حثّت وزير الشئون الدينية على الاهتمام بهذا الموضوع فى سياق تاريخيّ كان من المفروض أن يتفرّغ فيه لمعالجة القضايا التى تعود إليه بالنظر والتى تسبّبت فى عرقلة مسار التحول نحو الديمقراطية وأهمّها ما يجرى داخل دور العبادة من عنف أجبر فئات من المصلين إلى الفرار من بيوت ما عادت تؤلّف بين المؤمنين.

فقد شهد التونسيون ‹انفلاتا› على مستوى الخطاب المسجدى، إذ تحوّلت فئة من الأئمة إلى دعاة فتنة يكفّرون الأحياء والأموات، ويفتون فى الإضراب العام، ويلعنون المعارضين والمعارضات لسياسية الدولة، ويحثّون على الاعتداء على الإعلاميين والمثقفين وغيرهم ممن خالفوهم الرأى. ولم يتوقّف الأمر عند تقسيم التونسيين إلى كفّار ومسلمين، بل عمد بعض الأئمة إلى التعبئة فدعوا الشبّان إلى المشاركة فى الجهاد فى سوريا... وبالرغم من تحرّك المجتمع المدنى ومطالبته بتحييد المساجد فإنّ سياسة الوزارة لم تشهد تغييرا جذريّا يعكس المطلوب.

أراد وزير الشئون الدينيّة أن يبرز كفاءته فى مجال الدراسات النسائية والدراسات القانونية فأتحفنا بمصطلحات أثرى بها المجال كـ«المساواة العادلة» التى تقابل «مساواة المماثلة››، وأكّد على «الفروق والأداء الوظيفى»، و«مراعاة الخصوصيات» وشدّد على الأمومة.. وأصدر حكمه على اتفاقية السيداو فاعتبرها «مخالفة للمجتمع التونسى وللدستور وللهوية وللقيم وللدولة وللسيادة وللدستور وللخصوصية الثقافية» ورأى أنّ «قرار رفع التحفّظ على اتفاقية السيداو مرفوض».

وليس يخفى أنّ موقف الوزير سياسى ــ أيديولوجيّ بامتياز، يأتى ليسدّ نقصا فى أداء وزيرة المرأة فمادامت لم تتحرّك فى الاتجاه المنشود فإنّه يتدخّل من موقعه لتصحيح المسار، ويحقّ له ذلك لاعتبارات منها: أنّه يتحرّك من موقع الرجل، فى ثقافة بطريكية تميز بين الجنسين، ومنها أنّه يتكلّم من موقع «عالم الدين»، فيجوز له ما لا يجوز للآخرين لكونه يستمد مشروعيته من النصوص الدينية، ومنها أنّه من الحزب الحاكم الممثّل للأغلبيّة، ومنها أنّه يصفّى حسابات مع النظام البورقيبى الذى سمح للتونسية بأن تقول لا. لا يا سيادة الوزير: رميت وما أصبت. فأن تخصّص يوما لمناقشة اتفاقية مناهضة كلّ أشكال التمييز ضد النساء أمر محمود شريطة أن لا تمارس فيه الإقصاء فتغيّب الكفاءات النسائية، وتمييز بين النساء على أساس الأيديولوجيا.. من نصّبك لتتكلّم نيابة عن النساء والمجتمع والدولة والدين.. فى تونس كفاءات نسائية بلغت الرشد قادرة على تفصيل القول فى الاتفاقيات، وقد صار للنساء «العوانس» صوت يرفعنه عاليا أمام من يتعمّد تعريف المرأة من خلال الأمومة ودورها فى الأسرة. المرأة كيان مستقل وذات قادرة على نحت مصيرها بمفردها فارفعوا الوصاية والولاية وكفّوا عن الحديث باسم التونسيات.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية
- د.آمال قرامي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الفتاوى ...
- استرجل...أصل الرجولة مش سهلة


المزيد.....




- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات