أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - المُستكبرون














المزيد.....

المُستكبرون


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 16:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تَسلُّلُ الإرهاب إلى تونس حقيقة لا مرية فيها.. ومع ذلك يصرّ الحكّام الجدد على التقليل من شأن نشاط تنظيم القاعدة بشمال إفريقيا فى تونس، همّهم الأوّل ألا تتحوّل هذه الظاهرة إلى موضوع «تجاذبات سياسية» وإثارة بالنسبة إلى الإعلام، ولذلك كان أوّل تصريحات رئيس الحكومة «العريّض»: لا للتهويل.

ما جرى خلال هذا الأسبوع فى تونس من استهداف لقوات الأمن (زرع الألغام) أدّى إلى تعرّض عدد من الجنود إلى إصابات بليغة وصلت إلى حدّ بتر الأعضاء، يثبت أنّنا انتقلنا من مرحلة كانت تعتبر فيها تونس مجال عبور للجماعات المسلّحة إلى مرحلة مواجهات ميدانية تستهدف التونسيين وتعبث بأمنهم وتبدّد توقهم إلى الاستقرار وحلمهم بإنجاح المسار.

وبالرغم من هذا الخطر الحقيقى الذى يهدّد بنسف مسار التحوّل الديمقراطى فإنّ تعامل القيادات السياسية مع هذا الملفّ يثير العجب ويؤكّد مرّة أخرى أنّ القوم يكابرون ولا يريدون الاعتراف بالأخطاء المرتكبة فى حقّ العباد والبلاد لاسيما وانّ الخبراء نبّهوا منذ مدّة، إلى خطر الجهاديين وما سيترتب على تخزين الأسلحة فى المنازل والمساجد وغيرها من الفضاءات من نتائج وخيمة تعرقل مسار بناء الجمهورية الثانية.

لقد احتجب رئيس الدولة مفضّلا الصمت والتفرّغ لكتاباته والعمل بالقول التونسى المعروف: «لو كان الكلام من فضّة يكون السكات ذهب» ولم يختلف موقف رئيس الحكومة عن موقف المرزوقى إذ إنّه آثر، هو أيضا السلامة على مواجهة أسئلة الإعلاميين وتقديم المبرّرات. وبما أنّ روح «التوافق» تجمع بين أنصار النهضة وأنصار حزب المؤتمر فإنّ هؤلاء أجمعوا على أنّ الاحتجاب عن الجماهير قرار حكيم وله فضائل لا تحصى.


أمّا أبرز قيادات النهضة فقد كانت منشغلة بالحدث الجلل: قدوم الداعية المصرى محمّد حسّان فاتحا بلاد «بنى علمان» ومعلّما التونسيين أصول دينهم. وممّا لاشكّ فيه أنّ العمل الدعوى أهمّ بكثير، فى نظر هؤلاء، ممّا يحدث فى «جبل الشعانبى» من كرّ وفرّ بين قوّات الأمن والجماعات المتشدّدة.


غير أنّ المتأمّل فى مطالب من هلّلوا وكبّروا لقدوم الشيخ حسّان وقبّلوا الأيادى ينتبه إلى وجود وشائج بين الحدثين فالذين تدافعوا من أجل رؤية الشيخ طالبوا بتطبيق الشريعة وإقامة دولة إسلامية مثلهم فى ذلك مثل من تجمّعوا فى الجبل ساعين إلى تغيير النظام بالقوّة. وهكذا تلوح فى الأفق ملامح مخطّط بات واضحا: إنّه التدافع السياسى والاجتماعى والدينى فى أبرز تجلياته فى انتظار لحظة الحسم.

ونظرا إلى خطورة المنعرج الذى تمر به تونس فإنّ دور مختلف مكوّنات المجتمع التونسى سيكون جوهريّا إذ لا يمكن الاكتفاء ببيانات التنديد والاستنكار أو الصراخ والعويل أو نظم البكائيات وإنّما يتعيّن على مختلف الجمعيات والهيئات الحكومية وغير الحكومية ومختلف الأحزاب التكتّل من أجل بثّ الوعى فى صفوف التونسيين الذين ينخرطون فى العمل الجهادى ظنّا منهم أنّه عمل يؤجر عليه المؤمن لاسيما وأنّه سيطهّر البلاد من الكفار حتى وإن كانوا تونسيين.


وبالإضافة إلى ذلك ينتظر من الجميع التوحّد من أجل محاصرة الظاهرة أمنيّا وثقافيا واجتماعيا إذ لا يكمن الحلّ فى المعالجة الأمنية فقط وإنّما يتطلب الأمر تكثيف جهود جميع الأطراف من إعلاميين ومثقفين وسياسيين وغيرهم من أجل حماية البلاد وإنقاذها من خطر داهم قد يحوّل وجهة مسار البناء وينسفه من الأساس.


يأمل التونسيون والتونسيات أن تخفّ وتيرة الاستقطاب وأن تتوارى الخلافات السياسية وأن لا تكثر المزايدات بين الأحزاب التى بدأت حملاتها الانتخابية مبكّرا. فحين يتعلّق الأمر بمصير الوطن لا وقت للعتاب والنقد والشتم والسباب.. قد دقّت ساعة العمل.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - المُستكبرون