أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - لم أكن لأخلع سربالا














المزيد.....

لم أكن لأخلع سربالا


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 08:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المتابعة لما يجرى داخل المجلس التأسيسى يجد نفسه أمام خيارين كلاهما مر: إما أن يشاهد ويسمع ويعاين فيكون فى الغالب شاهدا على رداءة الأداء وما تحدثه «النقاشات» من أثر فى النفس يتراوح بين السخرية والقرف والازدراء فيقرر تبعا لذلك مقاطعة النقل التلفزى وتحويل وجهته من متابعة الشأن الداخلى إلى الاهتمام بأخبار العالم أو الاستمتاع بأغنية أو فيلم... أو أن يتابع أطوار الحكاية عله يفهم ما يجرى داخل قبة المجلس ويستنتج الدروس.

غادر أغلب نواب المعارضة المجلس وتمردوا على قوانينه، واعتصموا بساحة «باردو» منددين بما يجرى فى البلاد، خاصة بعد انتشار الإرهاب، واغتيال زميلهم محمد البراهمى، وحلول أزمة سياسية.

وفى المقابل أصرت الجماعة المدافعة عن منطق الأغلبية والشرعية «الانتخابية»، والناطقة نيابة عن «الشعب»، والمفتخرة بانجازاتها التاريخية، والمدافعة عن امتيازاتها التمسك بمقاعدها، ومواصلة العمل وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال فى العيون.

وهو موقف مفهوم فمن ذاق طعم السلطة يعز عليه التفريط فيها، ولذا بدت جماعة الأغلبية فى هيئة جديدة بعد خروج نواب المعارضة. فهى مزهوة بخروجها من حالة التهميش والتعتيم والتنكير... إلى حالة التعريف والبروز والشهرة وبناء الصورة، ولا يهم إن تولى إعلام «العار» القيام بذلك أوالإعلام المهادن والموالى» فالنتيجة واحدة وهى حدوث الانتشاء بفعل تضخم الذات.

ومهما تعددت الانتقادات بشأن النواب، وكثر التهجم عليهم، والتشكيك فى خبرتهم وكفاءتهم، والتنديد بسلوكهم وأخلاقياتهم، ورفع شعار «ارحل» بوجوههم فإن هؤلاء ماضون فى الدفاع عن الحكومة الشرعية، وقداسة المجلس وديمومته، وحرمة النواب، متجاهلين ما تفرضه اللحظة المفصلية من شجاعة، وجرأة، وقدرة على تحمل المسئولية، ومساءلة الذات ومحاسبتها ورؤية الذات فى المرآة.

ومهما ارتفع عدد الشهداء، واستشرى الإرهاب، وتظاهر جرحى الثورة، وهددوا بانتحار جماعى بعدما اكتشفوا أن الإقدام على «إخاطة الفم» لم يحرك سواكن «نواب الشعب»... فإن موقف هؤلاء ظل هو نفسه: التشكيك والاتهام والتبرير وفق نظرية المؤامرة. فجرحى الثورة «يقدمون أنفسهم على أنهم جرحى الثورة» ليبتزوا الشعب، وهم خاضعون لأحزاب «تحركهم».. مل أغلب التونسيين هذه الحجج المتهافتة ولكن معظم النواب ما ملوا بل إن الأيام زادتهم تمكنا فاحترفوا التبرير والتأويل.


تتأمل مشهد النواب الذين تجاهلوا خلو المقاعد من زملاء لهم قاسموهم المحنة، تجد ابتسامة عريضة مرسومة على المحيا، وتباشير السكينة تلوح هنا وهناك. فما أحلى مناقشة مواد من الدستور فى حضرة الأحبة والخلان والأتباع والموالين، وما أحلى الاستمتاع بسلطة من بها الله على عباده المصطفين فجعلهم خير معبرين عن إرادته ولذلك كان شعارهم شعار عثمان بن عفان «لم أكن لأخلع سربالا سربلنى الله».

وبالفعل تستمتع الجماعة بهذا الإحساس الجديد الذى يغمرها: أن تشعر بأنك فى عالم خاص يرمز إلى الملجأ والملاذ والعزوة والقوة.. لم لا وأنت ضمن جماعتك العضوية تشيد معها مشروعا ورديا، وتحلق برفقتها فى عالم الأحلام «فتغنى وجناحك يرد عليك» متعاليا على المشاكل التى يفتعلها الخصوم السياسيون، ومن والاهم من أيتام بن على، وأزلام النظام، وحثالة الفرنكفونيين والعلمانيين وغيرهم من أعداء «خير حكومة على الأرض».

وينتابك شعور ممتع وأنت تسمع نغمك المفضل وقصيدة فى غرض الفخر أو المدح وتصوغ أسطورتك الخاصة، وتنتج سرديتك الجديدة، وتستبدل خطاب الضحية بخطاب الجلاد، وتنتقل من الهامش إلى المركز... كل ذلك بعيدا عن الضجيج والنشاز وكل ما يعكر صفو الوحدة والأخوة والتجانس.


سيفاوض النواب الذين اختاروا أن يكونوا خارج السرب، وأن يمارسوا الضغط ولكنهم فى النهاية، سيعودون إلى قبة المجلس مرددين «ما أحلى الرجوع إليه» ولكن سرعان ما سينطلقون فى تعكير صفو الخلان، وإفساد الخلوة، وستعلو الأصوات هاتفة «اللى شايف نفسه» لا يرى ولا يسمع ولا يتدبر.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فات المعاد
- أعطنى حرّيتى .. أطلق يديّا
- وتعطَّلت لغة الحوار الوطنى
- هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟
- «حقّ مجاهدات النكاح فى هبة أجسادهن للثوّار»
- رجعونا الماضى بعذابو وبقساوته..
- السياسة والحجاب
- السياسة كده
- عن أي ربيع تتحدثون وبه تفتخرون؟
- إنّ غدًا لناظره قريب
- رداء الدين خير «ستار» للعيوب
- ما عاد «الشعب» قطيعًا يساق قسرًا إلى «بيت الطاعة»
- حكومة شرعية.. وإرهاب واغتيالات سياسية
- إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فليتمرّد
- إياك أعنى.. واسمعى يا جارة
- تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - لم أكن لأخلع سربالا