أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوار قسومة - سوريا ما بين التقاسم والتقسيم















المزيد.....

سوريا ما بين التقاسم والتقسيم


نوار قسومة

الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقسيم يبقى الاحتمال الأكبر لمستقبل سوريا والعراق بعد انهيار الدولة القومية (أو الوطنية) فيهما. إعلان دولة الخلافة الداعشية وسقوط مناطق كبيرة من العراق بيد هذا التنظيم وانسحاب القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية منها يرسم كل هذا الآن حدود الدولة السنية البدوية في سوريا والعراق. حتى لو افترضنا أن عمر داعش الافتراضي قصير وليس له مستقبل، فإن من يدقق في خارطة المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق يلاحظ أنها مناطق ذات أغلبية ساحقة سنية ومترابطة عشائرياً. الاحتقان الطائفي جعل مهمة نوري المالكي في الحفاظ على المناطق العشائرية السنية في العراق في الفترة الأخيرة صعبة لاعتماده على العنصر الشيعي في الجيش بشكل رئيسي وجعل في المقابل مهمة قطر والسعودية في تحريكها وداعش في السيطرة عليها سهلة جداً.
سوريا --إذا بقيت موحدة-- ستكون تحت رحمة ثلاثة قوى تحاول السيطرة عليها أو إبقاء سيطرتها عليها. الأولى هي إيران الشيعية المحكومة بنظام ولاية الفقيه. والثانية تركيا وحلمها العثماني وهي مدعومة من قطر والإخوان المسلمين. والثالثة التحالف السني العربي الوهابي بقيادة السعودية. قيام حكومة تمثل الأغلبية السنية في سوريا سيكون ضد توازن القوى الحالي في المنطقة وضد مصلحة أميركا والغرب وإسرائيل لأن حكومة سنية في سوريا ستكون خاضعة حتماً إما إلى المعسكر التركي الإخواني أو إلى المعسكر السعودي الوهابي. وموقع سوريا الاستراتيجي وقربها من المعسكرين سيمنح المعسكر الذي يسيطر على سوريا قوة كبيرة على حساب القوى الإقليمية الأخرى. إسرائيل مثلاً لا ترغب بالتأكيد أن تكون ملاصقة لتركيا.
توازن القوى مهم جداً فعلى الرغم من اتفاق الطرف السعودي والطرف القطري- التركي على ضرب النفوذ الإيراني في سوريا، فإن هناك اختلاف واضح فيما بينهما حول إدارة المعركة ضد نظام بشار الأسد. السعودية تخشى من سيطرة تركيا على سوريا وهي أيضاً لم تتردد عندما شعرت بالخطر فوضعت كل ثقلها لضرب المشروع القطري التركي الإخواني في مصر وقامت بدعم السيسي ودمرت عملياً المشروع الإخواني-التركي الكبير. كما تقوم السعودية حالياً بدعم حركة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا لمواجهة هيمنة الإخوان عليها. خيارات سوريا أكرر --طبعا إذا بقيت كياناً واحداً وسقط النظام-- هي أن تحكمها أغلبية سنية تخضع لهيمنة الكتلة التركية القطرية الإخوانية أو الكتلة الوهابية السعودية أو أن يبقى النظام وتبقى بالتالي سوريا محكومة من الأقلية العلوية ويتم التحكم بها عن بعد من إيران وهنا يكون دورها كمنطقة فصل وعزل بين هذه الكتل وتستمر الحرب الأهلية لسنوات.
الولايات المتحدة لم تحسم أمرها بعد وتسعى لإطالة الأزمة في العراق وسوريا وعلى الأقل فيما يتعلق بسوريا نستطيع القول أنها لا تريد سيطرة سعودية أو قطرية تركية مطلقة عليها وإلا لكانت سمحت لمليشيات وعصابات هذه الدول في سوريا بالحصول على مضادات طيران متطورة.
المشكلة الكبرى في أي حل لا يتضمن التقسيم هو الشرخ الطائفي الكبير والحقد والدم الذي سال بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية. فلو افترضنا مثلاً أن دمشق سقطت بيد المعارضة السنية الإسلامية ماذا سيكون مصير أكثر من مليون علوي يقطنون المدينة عندما سيخضعون لسلطة الجبهة الإسلامية الوهابية. في نفس الوقت إذا استمر النظام في الحكم كيف سيقتنع ملايين السوريين من السنة الحاقدين على "إخوانهم" العلويين بالعودة إلى "حضن وطن" تسيطر عليه الأقلية "النصيرية" التي يعتبرها هؤلاء سبب تشردهم وقتل واعتقال أقاربهم ....الخ. لا أعتقد أن النظام أو المعارضة أو لنقل الأقلية العلوية والأغلبية السنية جاهزون الآن أو أن الظروف الدولية والقوى التي تحركهم من الخارج تسمح الآن بالحديث عن مصالحة أو صفقة تاريخية شجاعة لإقامة نظام سياسي متوازن يضمن مصالح الجميع. لذلك مازال تقسيم البلد هو الحل الأنسب في ظل صعوبة تقاسم السلطة فيه.
بكل الأحوال فإنه من الصعب أن نتخيل إعادة سوريا إلى ما قبل الصفعة التي تلقتها سهير الأتاسي من عنصر للأمن في الأيام الأولى "للثورة" السورية وكانت السبب الرئيسي لظهور "جيهة النصرة لسوسو وأهل الشام".

عن سجن كبير يدعى غزة

وغزة كامرأة جامحة
ترفع شارة النصر في وجه أصدقائها وأعدائها
بساقيها..
ولا تُهزم

لنتكلم بواقعية ومنطق وبدون عواطف وتجارة... نعم غزة لا تُهزم ولكنها لا تنتصر وغير قادرة على الانتصار.
الخطر الوحيد الذي يواجه إسرائيل الآن هو وجود العرب في قلبها ووجود الفلسطينيين في الضفة الغربية. أما غزة المعزولة والمفصولة عن فلسطين منذ قيام إسرائيل فلا خطورة منها لأنها في النهاية عبارة عن معسكر اعتقال جماعي يقوم المعتقلون فيه من آن لآخر بتمرد بقيادة حماس قد يؤدي لسقوط بعض الحراس أو لخطف حارس... لكنه ينتهي بمجزرة ثم هدنة ولملمة جراح ثم تمرد ومجزرة وهكذا دواليك....
الحقيقة هي أن حجارة أطفال فلسطين كانت ترعب وتؤلم إسرائيل أكثر من حماس ومفرقعاتها النارية. الصواريخ التي أطلقتها حماس منذ بداية الأزمة وحتى كتابة هذه السطور لم تُحدث أي تدمير أو إصابات مؤثرة في البنية التحتية الإسرائيلية بينما أُزيلت بيوت وشوارع وأبنية من الوجود في غزة إضافة إلى قتل 2000 وجرح حوالي 10 آلاف غزاوي. إذا كان هذا انتصار لحماس والمقاومة فسقى الله إيام الهزيمة. أو لنقلها بطريقة أخرى إذا كانت هذه المذبحة انتصاراً على إسرائيل فكيف هي الهزيمة؟!!
إسرائيل تفكر بمنطق القوة وتسعى لتدمير عدوها بكل الطرق وفي النهاية لا أخلاق بالحرب. صواريخ حماس أعطت إسرائيل ذريعة لاستخدام أكبر للعنف. وهنا أود التنويه لمن يصدق وهم انتصار حماس و"المقاومة" أن إسرائيل قادرة عند الضرورة على تسوية غزة على الأرض وأنها لم تستخدم إلا جزء بسيط من قوتها النارية في الحملة على غزة.
آلاف القتلى والجرحى سقطوا في غزة بسبب مغامرة حماس ورغبة تركيا وقطر بإفشال المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وإحراج مصر والرئيس السيسي وهذا الأمر واضح لمن يتابع تركيز قناة الجزيرة على إهانة مصر ورئيسها بسبب إغلاق معبر رفح.
مشكلة غزة معقدة جداً فعلى الرغم أنها تعتبر أرض فلسطينية فهي معزولة تماماً عن الضفة الغربية ولا يوجد أي أمل بربطها مع الداخل الفلسطيني في أي اتفاق مستقبلي حتى لو اعترفت اسرائيل بدولة فلسطينية بسبب السيطرة الحمساوية عليها. غزة لا مستقبل لها كدويلة مستقلة ولا في فلسطين وربما أملها الوحيد هو الاستدارة إلى مصر والعودة إلى الحكم المصري المباشر أو مع إشراف دولي. أو البقاء تحت حكم حماس "المقاوم" ....أي العيش في سجن كبير يتحول بأي لحظة إلى مقبرة جماعية وأخبار "عاجلة" على قناة الجزيرة.

داعش هل هذا هو الإسلام الصحيح؟!
حتى لو كان تنظيم داعش مخترقاً أمنياً وصنيعةً لأجهزة مخابرات فإن الإسلام الذي يطبقه داعش هو الإسلام الصحيح الأصيل بدون أي تعديل وهو الذي سيعيدنا إلى عصر الفتوحات المجيدة. هذا الإسلام الذي طرد المسيحيين من نينوى العراقية هو نفس الإسلام الذي طردهم هم واليهود من جزيرة العرب. النسخ الأخرى "المعتدلة" من الإسلام نشأت في مناطق وفترات لاحقة وكنتاج لاحتكاك هذا الدين الصحراوي المنشأ مع مجتمعات مدنية متحضرة. الاعتدال في الإسلام مرفوض لدى من يطالب بتطبيق الإسلام الصحيح لأن فيه ابتعاد عن النص و"السلف الصالح". الحديث عن إسلام معتدل لا يحل المشكلة الكامنة في العقيدة الإسلامية الغير قابلة للتطوير.

من إسبانيا
كل شيء في قرطبة ذكرني بدمشق... أزقتها ، ناسها، شمسها الملتهبة،أشجار النارنج... حتى جامعها الكبير الذي حوله "التسامح" المسيحي إلى كتدرائية يشبه الكنيسة الدمشقية التي حولها "التسامح" الإسلامي في يوم من الأيام إلى مسجد.
إسبانيا اتخذت قرارها الأهم وأعادت الإسلام إلى نفس الماضي الذي خرج منه وبنفس الطريقة التي انتشر بها. وهذا لحسن حظي وأنا أزور هذا البلد ولحسن حظ الإنسانية وإلا لكان حال إشبيلية وقرطبة وغيرها من هذه المدن الجميلة كحال صنعاء وحلب وبنغازي وحمص ومقديشو وبغداد والموصل والخرطوم أو كمدينة الاغتصاب الجماعي (القاهرة سابقاً).

إلى الأرجنتين
وفي بوينس آيريس اقتنيت أول مصاصة متة في حياتي. تحدثك شوارع هذه المدينة عن أيام عز وازدهار عاشتها حتى منتصف القرن الماضي إلى أن بلغ جشع لصوص الحكم فيها وفسادهم درجات مخيفة الأمر الذي حولها إلى مدينة يسكنها الفقر والجوع والجريمة. أسماء شوارع بوينس آيريس تخلد أسماء كل هؤلاء اللصوص الذين أوصلوا الأرجنتين بلاد الخيرات والثروات إلى الهاوية والإفلاس، لكن في المقابل لا يوجد أي شارع أو معلم أو مبنى يحمل اسم الحالم الأكبر تشي غيفارا!!! الشيء الوحيد الذي قد تشاهد اسم أو صورة تشي عليه هو كأس متة تقليدي في المتاجر التي تبيع تذكارات للسياح.



#نوار_قسومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أطلال مقبرة جماعية
- معلولا والورقة المسيحية
- في انتظار جنيف2
- العلويون والإيروتوقراطية
- تحويل الأسد إلى آكل للنمل
- ما وراء ضربة بندرالقادمة
- الكيماوي وحصان طروادة الإخواني
- غزوة علويستان
- ميدان -الترحيل-
- انتصار أصدقاء الأسد!
- من قتل البوطي؟
- الذكرى الثانية للمذبحة السورية
- سوريا سابقاً ... مقبرة الشعب السوري حالياً
- الخازوق التركي والدرس المصري
- الحل على طريقة الأسد
- 2013 الأكثر دموية...والأطول في تاريخ سوريا الحديث
- في انتظار حريق دمشق
- سوق الموت السوري
- مات المجلس ...عاش الائتلاف
- سوريا وتوازن الطبيعة


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوار قسومة - سوريا ما بين التقاسم والتقسيم