العلويون والإيروتوقراطية

نوار قسومة

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد أن أصبح وجود جهاد نكاح في سوريا أمراً مؤكداً واعتراف وزير الداخلية التونسي في حكومة النهضة الإخوانية وغيره من الشخصيات التونسية بها وبمشاركة فتيات تونسيات فيها، لم يعد لأنصار الثورة الإسلامية في سوريا سوى الرد والهجوم المضاد واستهداف العلويين . عبد الرزاق عيد وللفت النظر كونه أصبح في سلة مهملات المعارضة منذ فترة طويلة ولم يعد له داعم أو صديق سوى شيخ سلفي من الرستن يدعى عبد الله الحمد التميمي يتصدق عليه كل فترة يقول مثلاً : أن الحرية الجنسية هي سر العلاقة الوطيدة بين الغرب والعلويين وأن العلويون حكموا سوريا بالإباحية الجنسية... من هذا المنطلق سأطلق على هذا النظام السياسي الجنسي الحاكم في سوريا استناداً لوجهة نظر عيد نظام حكم "ايروتيكوقراطي".
ثم وبعد أيام يظهر شخص آخر مقرف يدعى ثائر الناشف يعمل في قناة صفا الوهابية ليقوم باستكمال مهمة عبد الرزاق عيد ومهاجمة العلويين بأعراضهم وشرفهم بطريقة قذرة. الرسالة من تقرير الناشف واضحة ولكن الغريب والغير واضح هو سماح شيوح الوهابية وأصحاب قناة صفا بظهور هذا الغلام "الإعلامي" الإباحي واضعاً على شعره نصف كيلو من "الجل" الطازج!؟
الهجمة على العلويين ومعتقداتهم وبمنطق " وإن عدتم عدنا وإن نكحتم نكحنا" هي أكبر هدية يقدمها هؤلاء الأغبياء للنظام السوري ليثبتوا موقفه بأنه حامي الأقليات وبأن مصير باقي الطوائف "الإباحية" كالدروز والاسماعليين وحتى المسيحيين لن يكون أفضل من مصير العلويين فيما لو انتصرت"ثورة" عبد الرزاق عيد وثائر الناشف.

جريمة القدموس
حصلت جريمة بشعة في منطقة القدموس جرى فيها قتل طفلتين (ليلى ولين العطفة) ووالدتهما. لا نعرف شيئاً عن دوافع هذه الحادثة المؤلمة ولا عن ملابساتها سوى أن جماعة "الثورة" يتهمون الشبيحة "العلويين" وجماعة النظام يتهمون ثوار الله أكبر.
محاولة البعض الدنيئة للاتجار بهذه القصة بغية خلق فتنة بين العلويين والاسماعليين مكشوفة وغير منطقية. لا يمكن أن أقتنع أن العلويين وبسبب ثأر قديم يعود لعام (2005) قرروا أن يقتصوا من طفلتين في عمر الزهور والآن وفي هذه اللحظة ومن طائفة لا ناقة لها ولا جمل فيما يحصل. ارحمونا من تحليلاتكم المهترئة! هناك ثأر بين المسيحيين والدروز وبين السنة والمسيحيين ومجزرة دمشق في زمن الأمير عبد القادر الجزائري خيرشاهدة على المجتمع السوري "المتسامح"، وهناك ثأر أيضاً بين البدو والدروز يعود إلى حوادث السويداء (2000-2001) عند تولي بشار الأسد للسلطة.... والقائمة تطول لكن أن نبرر قتل طفلتين هكذا وبسبب ثأر قديم هذا أمر مشبوه وقذر.
ابن تيمية لم يميز بين العلويين والاسماعليين وكذلك أحمد أبو صالح ضيف الإخواني أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر والذي تقوم القناة القطرية السفيهة بإعادة شهادته في هذه الأيام. يقول هذا الشاهد أنه كان للنصيريين دوراً مشبوهاً في التاريخ وكمثال عن هذا الدور أورد أبو صالح محاولتهم اغتيال صلاح الدين الأيوبي... طبعاً الحادثة الذي ذكرها أبو صالح والذي لا يجد فرقاً بين النصيريين والاسماعليين،هي حادثة قام بها الاسماعليون (الحشاشون) ولم تكن محاولة اغتيال بل على الأرجح كانت رسالة تهديد وضعت مع خنجر تحت الوسادة التي ينام عليها صلاح الدين... من قام باستهداف السلمية بالتفجيرات والقذائف هو أيضاً لا يميز بين الاسماعليين والعلويين... الرسالة التي أريد إيصالها هنا هي أن هؤلاء ومعهم ابن تيمية وفتواه الشهيرة لا يميزون بين العلويين والاسماعليين (عابدو الفروج) كما يحب متطرفو السنة تسميتهم وكذلك هم قتلة الطفلتين (عطفة) اللتين غادرتا وبشكل عبثي ومعهما والدتهما المقبرة العليا إلى المقبرة السورية الجماعية السفلى.

صحفيو قناة الجزيرة
تخلت القناة عن الصحفيين والإعلاميين الذين أسسوها لأسباب متعددة أهمها الأسباب الدينية والعقائدية لتستبدلهم وبشكل تدريجي بكوادر الإخوان المسلمين الذين يقرأون الأحداث من كتب الدين والشرع الإسلامي. وأصبحت المؤهلات الدينية تسبق المؤهلات العلمية وأصبحنا نرى خريجي المدارس الشرعية يتحولون إلى صحفيين والمثال في سوريا واضح ويمكن للمتابع أن يلاحظ اللفظ والنطق الإسلامي عند من تسميهم القناة "مراسلين" لها في سوريا وكانوا قبلها "ناشطين" في بداية الأحداث كميلاد فضل ومحمود الزيبق....
اللفظ الإسلامي ليس محصوراً على العاملين بل حتى على بعض الضيوف الدائمين في هذه القناة فمثلاً هناك السيد "الإخواني" غسان شبانة "أستاذ العلاقات الدولية في استديوهات القناة" الذي يمتعنا بلفظه. وفي الحقيقة يصعب علينا عند سماع صوته الجميل (المشبع بأحكام الإدغام والإظهار) وصوت غيره من الضيوف المتأسلمين، التمييز بين الأستاذ الجامعي وبين قارئ القرآن أو منشد الموالد أو حتى المطهر الشرعي!

شعوب مفكرة
نحن شعوب "مفكرة" والدليل أنه لدينا أشخاص كعبد الرزاق عيد وأبو صقار وبرهان غليون وأبو جعفر المغربل.... لكن مشكلتنا تكمن في الأفكار، وسبب المشكلة هو أنه عندما نحاول أن نفكر تتناكح تلافيف أدمغتنا المرتبطة والمتلازمة مع الجنس والجماع والكبت وفتوى ابن تيمية ووصايا بندر العشرة.... فتخرج الفكرة مقرفة وتافهة و"رطبة"، كشَعر "الإعلامي" الرقاوي ثائر الناشف المشبع والمثقل بكمية هائلة من مادة لزجة.

أنا مفكر
تناكحت تلافيف دماغي العجيب في هذه اللحظة لتخبرني عن وجود علاقة "جهادية" بين شيوخ قناة صفا الوهابية والمادة اللزجة الموجودة على شَعر ثائر الناشف.

شكر خاص
شكر خاص لإخواننا في دولة داعش الشقيقة والذين يقومون بجهد جبار لتهذيب كلاب ثورة "الكفر" واللصوصية وتلقينهم دروساً في الأدب والأخلاق... ولدي طلب منهم وهو أن يقوموا بتغيير اختبار الصلاة وعدد الركعات فوراً لأنه أصبح مكشوفاً.

العميان الثلاثة والفيل
هناك قصة شعبية هندوسية عن ثلاثة عميان. بينما كانوا جالسين وقف بالقرب منهم فيل فحاول الثلاثة اكتشاف ماهية هذا الشيء باللمس. وقد حاول كل أعمى أن يجادل أن تجربته اللمسية تعطي الجواب الحقيقي. الأول وقد لمس ذيل الفيل فقط توصل إلى أن ما لمسه عبارة عن رسن أو سوط، الثاني وقد لمس القسم الأدنى من جسد الفيل قال بأنه لا بد أن يكون أفعى عملاقة. أما الثالث وقد لمس ساق الفيل أكد أنها شجرة. وبينما كان كل واحد منهم مشغول بإقناع الآخر بأنه على حق وبأن الآخرعلى خطأ، استأنف الفيل مسيره واختفى.
"نحن"العميان الثلاثة! لا أحد من هؤلاء العميان مخطئ بشكل مطلق ولا أحد منهم محق بشكل كامل. كل منهم كان عنده جزء من الحقيقة ولكنها حقيقة غير كاملة ومشوهة لأنها مبنية على معلومة ناقصة أو تجربة متسرعة. لو كان هؤلاء العميان أقل عناداً وأكثر مرونة وقارنوا تجاربهم الحسية عوضاً أن يحاول كل منهم إقناع الآخر بأنه مخطئ، ربما لكانوا توصلوا إلى صورة أقرب إلى الكمال والصحة. مع الأسف لم يفعلوا ذلك والفيل مضى في سبيله.

منشطات النكاح
ورغم أن النكاح هو الهدف الأسمى لحياتها، فإن هذه الكائنات البائسة لا تستطيع في أغلب الأحيان أن تنهي فتوحاتها الليلية إلا بعد الاستعانة بالله وبحبة فياغرا.

كلمة أخيرة
الحقد لا يبني وطناً والحاقد لا يمكن أن يكون مفكراً

#نوار_قسومة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات