أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نوار قسومة - الحل على طريقة الأسد















المزيد.....

الحل على طريقة الأسد


نوار قسومة

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 03:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نوار قسومة
ما يُفهم من الخطاب هو أن النظام وعلى عكس ما تحاول قناة الجزيرة ترويجه مايزال أبعد ما يكون عن السقوط ومرحلة الانهيار. النظام السوري صامد والأسد ليس بموقع حرج أو ضعيف يُجبره على أن يقدم تنازلات لموظف عند قطر كمعاذ الخطيب.
لم يكن بشار في خطابه منقطعاً عن الواقع كما ادعى البعض بل كان مدركاً تماماً أن المعارضة الإسلامية المسلحة ورغم وصولها إلى درجة الذروة غير قادرة على إسقاطه. المهم في كلمة بشار الأسد أنه قدم حقنة مخدر مركزة لأنصاره انتظروها لأشهر وستكون كافية لأشهر أخرى، رفع المعنويات هي أهم ما يمكن أن يقدمه الآن. أما بالنسبة لثوار حمد وموزة في سوريا وخارجها فالخطاب كان بالنسبة لهم أقسى ضربة يتلقونها منذ بداية الأزمة.... الأسد ظهر واثقاً متحدياً وهذا يعني أن النصر ليس قاب قوسين أو أدنى كما أوهمتهم قطر وقناتها بل هو بعيد جداً وتكلفته التي سيدفعونها من دمائهم وأشلائهم ستكون كبيرة... والأخطر من ذلك أن ثقة الأسد مستندة إلى دعم وصفقات دولية تطبخ في الخارج وتقدم عسكري بطيء في الداخل، فمليشيات الجيش الحر تتشكى من نقص الإمدادات وأميركا لم تضع ثقتها في المعارضة السورية وبدأت تتخوف من تزايد ثقل القاعدة في سوريا وتدرك أن المليشيات الإسلامية مفككة وغير منضبطة وبالتالي من المستحيل التعامل معها كشريك محتمل في المستقبل....
قناة الجزيرة التي تدير بروباغندا المليشيات الإسلامية والجبهة الإعلامية في الحرب تنبهت إلى تأثير خطاب الأسد السلبي على معنويات جيش حمد في سوريا فبدأت بنشر استطلاعات رأي "لمقاتلي" الجيش الحر لتظهر لنا لامبالاة "ثوارها" بالخطاب وأنهم مصممون على الاستمرار بالموت فداء لمحمد بن عبد الله وخليفته حمد بن خليفة إلى النهاية.
أما ما تسميهم الجزيرة خبراء ومحللين فقد علقوا على الخطاب بشكل مضحك ومقرف لدرجة أن أحد هؤلاء المرتزقة من المرابطين بشكل دائم في الدوحة ويدعى غسان شبانة أعلن أن الخطاب قد يكون مسجلاً ومن فترة طويلة وأن الأسد لم يقدم أي دليل أو إشارة عما يجري في سوريا والملاحظة الذكية التي ذكرها هذا "الفلسطيني" الأميركي المتأسلم هي أنه لم يسمع أصوات الرصاص وقصف الطائرات أثناء الخطاب مما يدعونا للتساؤل كيف حصل هذا الأحمق على شهادة الدكتوراة... على شبانة أن يتابع نشرة أخبار التلفزيون السوري والذي يقع على بعد أمتار من دار الأوبرا وسيلاحظ صديقنا "الدكتور" أنه أثناء مشاهدته لنشرة الأخبار لا وجود لأصوت الرصاص لأن الاستديو كما الأوبرا (لو فرضنا أن الرصاص كان يسمع في ساحة الأمويين في تلك اللحظة) من المفروض أن يكون معزول بشكل جيد!! ثم تحول شبانة فجأة من محلل سياسي إلى محلل نفسي وأعلن أن بشار كان مرتبكاً ومتردداً وخائفاً ولم يقدر على لفظ كلمة "ضباط"... أما أنا وربما أغلب من شاهد الخطاب قد لا نتفق مع هذا الكائن المرتزق في هذه النقطة، فالأسد ولأول مرة منذ بداية الأزمة ظهر متوازناً ومتماسكأ وواثقاً إن لم نقل بالنصرالقريب فلنقل من استحالة الهزيمة. أما الخبير الاستراتيجي المصري "الفهلوي" صفوت الزيات فأعلن أن الأسد اختار الأوبرا لأنها تقع ضمن المنطقة الآمنة ولأنه غير قادر على الذهاب إلى قصر المؤتمرات الذي يقع على طريق المطار...لم أكن أعلم قبل ملاحظة الزيات أن الخطاب يجب أن يلقى فقط في قصر المؤتمرات، علماً أن أول خطاب في الأزمة كان في مجلس الشعب!
لا وجود لحل سلمي داخلي لأن "الجميع" لديه أوصياء ورعاة وأسياد في الخارج. الحل يعتمد على تقدم الأمور العسكرية على الأرض وبشكل رئيسي تطهير ريف دمشق وإعادة الاستقرار في حلب، أي أنه وقبل عودة الحياة الطبيعية في دمشق وحلب فالحديث عن حل أو تسوية لا معنى له. الجيش السوري مازال قادراً على الضرب بقوة والمليشيات الإسلامية عجزت رغم الدعم الكبير ومرور أكثر من عامين عن السيطرة الكاملة أو خلق منطقة عازلة، بمعنى أنه لا يوجد أي شبر من سوريا وحتى هذه اللحظة بمأمن من نيران الجيش السوري، وبالتالي فإن معارضة قطر وتركيا غير قادرة على دخول سوريا في المناطق التي تقع تحت السيطرة النسبية لكتائبهم إلا كاللصوص بشكل خاطف.
كل شيء في سوريا متعلق بالوقت والصمود والصبر.... النظام بدأ الآن برأيي مرحلة التوازن والتقدم والظروف الدولية ليست في مصلحة المليشيات الإسلامية والمعارضة "القطرية" التي ستنحسر قوتها تدريجياً إلى بعض البؤر الساخنة في الأرياف السنية الفقيرة. نستطيع القول أن ما يجري في سوريا هو أقرب إلى السيناريو الجزائري، الناس ستبدأ بعد أن ذاقت طعم جنة الحرية على طريقة جبهة النصرة وكتائب الإخوان بالحنين إلى نار النظام الرحيمة....

نار جهنم العادلة

أهم ما فهمته في خطاب الشيخ الأسد ليس قصة فقاعات الصابون أو قصة شريك العمرو"راسين بالحلال" بل أن "الإرهابيين" هم أعداء الشعب والله وهكذا فإنهم سيحشرون في جهنم يوم القيامة، وهو ما يعكس إيمانه العميق باليوم "الآخر" وإيمانه بأن العدالة التي عجزهو ونظامه القانوني والأمني عن تطبيقها في سوريا ستحققها السماء.... ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

شهيد جبهة النصرة "العلوية"
شاهدت قبل فترة شريطاً يظهر به العقيد الراحل علي خزام في إحدى المناسبات السعيدة (حفلة عرس) في الساحل قبل مصرعه بفترة قصيرة....العقيد خزام يعلن في هذا الشريط أن المعركة الحالية هي استمرار لمعركة قديمة بدأت قبل 1400 سنة!! إضافة طبعا إلى ذكره إشارات ورموز طائفية ك(عمس) وأمير المؤمنين "خالق الأكوان" وذو الفقار وغيرها لن أخوض فيها هنا... ما أريد قوله أن العقيد خزام ربما شهيد وبطل للبعض لكنه بالنسبة لي هو شهيد للطائفة العلوية فقط، ولم يمت "باعترافه" من أجل سوريا بل من أجل طائفته، وبالتالي فموته لا يختلف عن موت أي شخص من كتيبة ابن تيمية أو جبهة النصرة أو غيرها من كتائب "أهل السنة" في المعركة التي بدأت (كما أكد سيدنا خزام) منذ 1400 سنة .
الطائفية عنصر أساسي في المجتمع السوري وهي أصل المشكلة في سوريا ولولا وجود الأرضية الاجتماعية لما استطاعت دول الخليج من تسليح الناس الفقراء الحاقدين على من يعتبرونهم منتهزين. تحول الصراع إلى صراع إسلامي تكفيري وطائفي أمر محتوم في بلد كسوريا نتيجة لتركيبة النظام ولكون الجيش تحول إلى جيش "الأسد" وجيش أمير المؤمنين كما يقول الراحل خزام. إضافة للدعم الخارجي الإقليمي المتدفق من دول الخليج والذي لا يقدم السلاح والمال إلا بعد أن يضمن أن المرتزقة الذين يتلقون المساعدات يحملون فكراً إسلامياً متشدداً ومتخلفاً لضمان أن شكل النظام الذي سيأتي بعد الأسد سيشبه أنظمة الخليج، مما سيضمن أن سكان هذه المحميات لن يفكروا بالديمقراطية على الطريقة السورية لأنها موجودة عندهم أصلاً...وهكذا تحول المجرمون والحشاشون والمولعون بالأطفال (كما ذكرت صحيفة النيويورك تايمز في 4 كانون الثاني 2013 عن شهادة شاب منشق يدعى نور استغله عناصر الكتائب الإسلامية في حلب جنسياً مقابل مبالغ مالية ورفضوا انضمامه لهم وطردوه إلى تركيا لأن يرتدي بنطال ضيق... ) إلى رجال على خلق ودين وبلحى سلفية.
في نفس الوقت فإن ما تطرحه التنظيمات السلفية الجهادية من رسالة متشددة دموية وإجرامية تلبي رغبة الكثيرين في المناطق السنية الريفية في الانتقام من "العلويين" على اعتبار أن هذه الجماعات الجهادية السلفية لن تساوم ولن تصالح قبل أن ترد الصاع صاعين أو حتى تقضى على آخر نصيري. التطرف والحقد الطائفي موجود عند السنة كما هو موجود عند العلويين وهو قديم ومتجذر ولا يمكن تجاهله ويجب البحث عن أصوله والممارسات التي أدت إلى تعميقه في العقود الأخيرة وهي واضحة. وعندما نعود لها سندرك أن التطرف يبدأ في المنزل وعند كل طائفة أو مكون سوري سنجد "جبهة نصرة" بشكل أو بآخر ولو أنها أكثر وضوحاً عند السنة والعلويين.
ثورة "أهل السنة" في بلاد الرافدين
تم بعون الله ورعاية حمد وموزة وآل سعود إطلاق ثورة أهل السنة على المجوس في بلاد الرافدين. حمد مجنون وجنونه يختلف عن أي حاكم عربي فهو يدرك أنه يحكم "مشيخة" صغيرة بلا شعب أو تأريخ أو ثقافة ولا قيمة لها حتى لو كانت تطفو فوق نبع من الغاز. ولذلك سعى هذا الغزال الصحراوي "الشارد" إلى توظيف أمواله في خدمة الإخوان المسلمين والقاعدة وكل أنواع الكائنات الإسلامية بهدف تقزيم كل جيرانه على أمل أن يبدو أمامهم عملاقاً يوماً ما.... وهو ما حصل في مصر التي أصبحت تُحكم من الدوحة، ويحصل في سوريا، وبدأ الآن في العراق .... لا أمل في أن يثور الشعب القطري على حاكمه فقطر دويلة بلا شعب ... مع ذلك فأمنيتي الوحيدة في العام الجديد (أو ربما في الأعوام القادمة) أن أشاهد وأشهد حدوث ثورة البنغاليين والهنود والباكستانيين والسرلانكينيين والفيليبنيين.... ضد حكم الطاغية حمد وزوجته "موزة"....



#نوار_قسومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2013 الأكثر دموية...والأطول في تاريخ سوريا الحديث
- في انتظار حريق دمشق
- سوق الموت السوري
- مات المجلس ...عاش الائتلاف
- سوريا وتوازن الطبيعة
- الإرهاب في الثورة الفرنسية -1- إرهاب الدولة وتبريره


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نوار قسومة - الحل على طريقة الأسد