أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوار قسومة - في انتظار حريق دمشق















المزيد.....

في انتظار حريق دمشق


نوار قسومة

الحوار المتمدن-العدد: 3930 - 2012 / 12 / 3 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"حرية" جبهة النصرة
المجاهدون الذين ينتمون للنصرة أو لمجلس شورى المجاهدين دخلوا عن طريق تركيا بشكل رئيسي وبمعرفة المخابرات التركية وقطر وهذا ليس سراً... قام الأتراك بتعريف مجاهدي القاعدة على الضباط المنشقين بمخيمهم داخل الأراضي التركية قبل أن يقرر المجاهدون العمل لوحدهم. طريقة التفجيرات التي تتبعها جبهة النصرة بشكل خاص تشبه طريقة تنظيم القاعدة فرع العراق مما يدل أنه هناك علاقة تنظيمية بهذا الفرع الذي تربطه أيضاً مع قطرعلاقات وطيدة. أصبح لجبهة النصرة وجود واضح في أغلب أنحاء سوريا تقريباً لكن هناك مناطق أصبحت بالكامل تحت رحمتها ورحمة القاعدة ومشتقاتها.
قرية بنش في إدلب من هذه المناطق ونستطيع القول أن أهاليها تحرروا من النظام إلى أحضان القمع الوهابي الجهادي. مشكلة سكان بنش الوحيدة هي أن العديد من المجاهدين الذين يريدون نقل هذه الحرية الرائعة لا يتقنون من العربية سوى قول "السلام عليكم" لمن اتبع الهدى طبعاً وليس عندهم مانع من "التكبير" على أي شخص يخالفهم أو يعترض عليهم.
الأهالي في بنش بدأوا بالتذمر من وجود هؤلاء الغرباء بينهم وطلبوا منهم المغادرة، إلا أن عصابات النصرة هددت بتكفير كل من يطالب بخروجهم مستعينين بذلك بأئمة الجوامع. ومن الحوادث التي حصلت مؤخراً قيام المجاهدين بضرب أحد شباب بنش لحمله ما يسمى بعلم الثورة وقاموا بدعس وحرق العلم لأنه بحسب رأيهم علم "كفر"، إضافة إلى قيامهم بترهيب شباب بنش بالخطف إذا لم ينضموا إلى صفوف الجبهة ويقاتلوا معها. وقد قاموا أيضاً بحظر ذهاب الفتيات اللواتي تجاوزن الرابعة عشر من العمر إلى المدارس. ربما نسخة جبهة النصرة من الحرية هي ما يستحقه هذا الشعب أو لعلها النتيجة المتوقعة لثورة تنهل من فكر محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية وتحركها أموال الخليج وشعب "جائع" بلا شرف يقبل أن يجعل من بلده قبلة لكل حثالات الأرض ومن بناته سبايا للبيع لعجائز العرب.
حتى لو سقط النظام لن ينتهي الصراع إنما سندخل مرحلة صراع بين الكتائب الإسلامية التي تريد دولة "إخوانية" وتلك التي تريد دولة "خلافية" عادلة لا فرق فيها بين السوري والفلسطيني والأفغاني والليبي والشيشاني إلا بالتقوى والسلاح الذي يحمله.
بإمكانكم أن تستعينوا بالشيطان لتتخلصوا من عدوكم، لكن بمن ستستعينون لتتخلصوا من هذا الشيطان! وإذا كنتم تعتقدون أن الله سيعينكم عندما تريدون التخلص من الشيطان، فتذكروا جيداً أن الله بالأساس لم يساعدكم لكي تتخلصوا من عدوكم وإلا فلماذا استعنتم بالشيطان!!
"العقاب" الذي أدمى الأسد
لم ينفعه اسمه "عقاب" ولا كنيته "صقر" ووقع بالشرك لأنه لاعب متهور ومكشوف. كلنا نعرف أن عقاب متورط بتهريب السلاح وتقديم المال والدعم للمليشيات الوهابية وهذا ليس شيئاً مخفياً، فعقاب صقر بالنسبة لقادة العصابات هو "بنك" مال وسلاح متحرك، لكن وجود صوته بالتسجيلات التي نشرتها صحيفة الأخبار يختلف عن مجرد سماع أقاويل. أنا أعرف أن عقاب ومنذ الأيام الأولى لما يسمى الثورة كان يمول العديد من المعارضين ومنهم الثائرعمار القربي وزوجته وائتلافه وبسام جعارة وغيرهم. تصريح عقاب صقر واعترافه بأن التسجيلات حقيقية وأن هذا نيشان على صدره هو الذي يدعو إلى التساؤل عن مدى الضعف والذل الذي وصل إليه نظام بشار الأسد حتى يتجرأ شخص كعقاب وفي بلد كلبنان على قول ذلك. هذه حالة إعلان حرب مباشرة من طرف سياسي يفاخر بتورطه بالدم السوري ومع ذلك لم نسمع تهديداً واحداً أو احتجاجاً من أي مسؤول في هذا النظام الفاشل الجبان ضد الدولة اللبنانية، إن لم نقل أن الطائرات السورية كان عليها أن تقصف مكاتب ومقار تيار المستقيل وجماعة 14 آذار كردة فعل طبيعية كانت ستتخذها أي دولة أو قوات مسلحة تحترم نفسها وتدافع عن شعبها. النظام لا يفكر هنا بكرامة الشعب السوري بل مازال يفكر بصفقات وحسابات وتسويات وبالنهاية لا مصداقية لجيش يقوده جبناء.

في انتظار حريق دمشق!
الأسد أو نحرق البلد هو شعار مليشيات الأسد وقواته والسؤال هنا ماذا سيحرقون بعد أن أحرقوا أو تسببوا بإحراق تقريباً كل البلد وبقي الأسد؟! لم يبقى شيء له قيمة للحرق إلا وسط العاصمة دمشق، حلب أصبحت مدمرة جزئياً وبعد بضعة أشهر يمكننا أن نعلن حلب مدينة (مهرشمة) كحمص وهو مصطلح اشتقيته من مدينة هيروشيما اليابانية.
قذائف الهاون أصبحت تستهدف أي مكان في دمشق، وهو سياسة للحرب النفسية تعتمدها العصابات الإسلامية المسلحة ومن يحركها. هم يريدون نقل المعركة إلى دمشق والانتقام من النظام ومن أهل الشام الذين يعتبرون موقفهم متواطئ مع النظام. لكن ما يلفت النظر هو التقية والمكر"الإسلامي" التي تمارسها العصابات الثائرة على منطق "أن الحرب خدعة" فهم يرمون الهاون ومن المعروف أن الهاون غير دقيق فإذا استهدفت القذيفة منطقة موالية كجرمانا مثلاً لا يعلقون وكأن شيئاً لم يكن طبعاً في السابق كانوا يتهمون النظام بأنه يحاول إخافة "الأقليات"، الآن هذه الكذبة لم تعد مفيدة فالأفضل هنا الصمت. أما إذا رموا الهاون وأصابوا موقع للجيش أو حاجز للأمن فإن ما يقولونه هو "اللهم سدد رميهم... أنباء سارة عن عدد كبير من فطايس كلاب و"قرود" الأسد ". أما إذا أصابوا المناطق السكنية وقتلوا مدنيين (من طائفتهم) كما حصل بأبورمانة وشارع بغداد، يبدأون بلصق القصة بالجيش السوري والدعاء عليه " اللهم إنا مغلوبون فانتصر" اللهم عليك بهم فهم لا يعجزونك" اللهم شتت شملهم ولا تبلغهم غاية ولا ترفع لهم راية" أو يقولون وبكل براءة "حسبنا الله ونعم الوكيل".
ما حصل قرب المطار ولو أنه لم ينجح كما كان مخططاً له ولم يتمكن "ثوار" الكابتن صفوت الزيات من الوصول إليه، إلا أنه يدل أن الضربات أصبحت أقرب وأخطر وأن النظام لم يبقى له سوى الدفاع. مجرد الاضطرار إلى إغلاق المطار وطريقه هو مؤشر ضعف وعجز من النظام السوري ولكنه بالتأكيد لا يعني أن النظام سيتنهي أو أن حمد بن خليفة سيصلي في المسجد الأموي قريباً.
ما الحل؟
هذا هو السؤال الذي يمطرني به العديد من الأشخاص دائماً.. أو كما يصيغونه أنت تنتقد وتحلل من دون أن تقدم حلاً للمشكلة. وردي على هذه القصة أني وكغيري ممن يقف خارج الموجتين الجارفتين "النظام" أو "المعارضة" لا يملك سوى رأي لا يُسمع وغير مدعوم ببساطة لأن هذا الرأي لا يتناسب مع الطرفين المتصارعين. كيف تطالبون شخص مكروه ولا يملك سوى الكلمات أن يواجه أشخاص ومرتزقة مدعومين من قبل حكومات وأجهزة مخابرات. وهنا أقصد طرفي الصراع المعارضة والنظام.... فيكفي مثلاً على سبيل المقارنة أن نشاهد صفحة أحد هؤلاء المرتزقة أو تجار الأزمة على الفيسبوك لنفهم أن القطيع السوري منقسم بين عصابات منحبك (المعروفين أحياناً بسوريانا، والفنيقيين، وتحيا سوريا، وأسود الجبل، وكلاب الوادي...) وبين عصابات الله أكبر المعروفين أيضاً بأنصار الحرية وأوقفوا القتل و"العرائس" والجميلة فدوى والساروت الوحش، يضاف لهم حرائروأحرار باريس والقاهرة واستنبول وواشنطن، والعراعرة، وآل الأتاسي،وآل المالح، وآل كابوني....) وهؤلاء يمثلون بالمحصلة القسم الأكبر مما يسمى "الشعب" السوري. وضمن هذه الفئة فإن ما تقوله عاهرة أوشبه شاعرة أو ما يقوله قواد أو شيخ أهم بكثير من رأي لا يعبر عن هذه القطعان الهائجة.... هل تستحق هذه الكائنات حلاً لتبقى في السلطة أو لتصل إلى السلطة؟ هل هم أصحاب القرار فيما إذا اقترحت عليهم حل أم أن هناك من يقرر عنهم في الخارج؟ إذاً أنت مع من ؟؟ هذا هو السؤال الذي يأرقهم!! يجب أن تكون معنا لنصفق لك أو أن تعلن صراحةً أنك مع خصمنا لكي نبصق عليك أو نقتلك!! ماذا يريد هذا الخبيث!؟
النظام يدرك أن الحل أو التفاوض ليس مع شعبه أو مع معارضته أو مع كلابه إنما مع القوى التي تحرك كل شيء من الخارج. مستقبل سوريا يتقرر الآن خارج سوريا (في باريس واستنبول وموسكو وطهران وواشنطن) وما يؤخر سقوط النظام في الحقيقة هو إدراك كل القوى الدولية أن سقوطه يعني سقوط سوريا وهذا السقوط سيغير خريطة المنطقة تحت منطق أن الدم الكردي واحد (الأكراد سيفكرون بالإنضمام إلى أكراد العراق) .. الدم السني واحد هذا ما قرأته في لافتات طرابلس "الشام" ومن ثوار تلبيسة القادمين لنصرة أهل طرابلس من المجوس والنصيرين بعد أن ينتهوا من النظام السوري، وكذلك المنطقة الشرقية من سوريا قد تندمج مع وسط العراق السني..... إلخ.
النظام يفكر إلى آخر لحظة أو يحلم بالعودة إلى الحالة التي كانت قبل اندلاع الأحداث ولم يقدم أي تنازل أو خطوة ملموسة لحل الأزمة أكثر ما يمكن أن يقدمه هذا النظام هو تعيين عميل للمخابرات السورية يدعى علي حيدر كمراقب أو لنستخدم كلمة لها علاقة أكثر بأسواق المال والأعمال والموت "كمضارب" في صفقات تبادل الأسرى والمخطوفين. الأسد لم يعد حاكماً لكل سوريا ووجوده هو وعائلته جزء من المشكلة، هو الآن يصارع من أجل البقاء أو الأصح من أجل تأخير النهاية والجيش "الباسل" في وضع صعب جداً فهو فقد عملياً الثقة (الضعيفة أصلاً) بالعنصرالسني بالجيش وخصوصاً في سلاح الطيران وأصبح يعتمد على القطع والكتائب العسكرية "العلوية" المخلصة والمعدة لهذه اللحظة ولكنها لا تكفي للسيطرة على سوريا أو لإعادة السيطرة على أي منطقة "معادية". فمجرد تحريكها من دمشق سيعني أن العاصمة قد تسقط بأي لحظة، لأن المليشيات الإسلامية وكما هو واضح عندها تفاصيل دقيقة عن تحركات هذه القوات. كما أن ارتكاز هذه الكتائب على العنصر العلوي يجعلها عند دخولها إلى المناطق السنية المتمردة في وضع أقرب إلى وضع الجيش الإسرائيلي إذا ما حاول اقتحام غزة أي هدف سهل لا مانع "شرعي" من قتله.
لن يخرج أحد من هذه المعركة منتصراً بعد تدمير سوريا وتفكيكها، هذه نتيجة متوقعة لبلد كسوريا ولشعب كشعبها لا يملك بأغلبيته شعور قوي بالانتماء للوطن وهكذا فإن ولاءه الأول لطائفته ودينه وعرقه وللمال أيضاً. أنصار الأسد والطائفة العلوية ربطوا مصيرهم بالأسد وإيران وروسيا والشيطان و"ثوار" الله أكبر ربطوا مصيرهم بمحمد بن عبد الله والخليج وتركيا والشيطان. إذا بقي الوضع كما هو فالأمور تسير نحو حريق دمشق وهو لن يؤدي إلى سقوط النظام فقط بل إلى بداية مرحلة أكثر عنفاً وأكثر دمويةً وهي مرحلة تقسيم الكعكة السورية "المحترقة".



#نوار_قسومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق الموت السوري
- مات المجلس ...عاش الائتلاف
- سوريا وتوازن الطبيعة
- الإرهاب في الثورة الفرنسية -1- إرهاب الدولة وتبريره


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوار قسومة - في انتظار حريق دمشق