أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الصمد السويلم - الشخصية الموصلية وداعش















المزيد.....

الشخصية الموصلية وداعش


عبد الصمد السويلم

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يكثر الان عن رد الفعل السلبي من قبل المصلاوية تجاه جرائم داعش من تهجير وقتل وتدمير ونسف لمراقد الاولياء وابادة كل معارضة ،فضلا عن استقبالهم لدخول داعش وعدم مقاومتهم لاقتحام الموصل.
وللاجابة عن ذلك نلاحظ بعدا تاريخيا في شخصية الموصلي اثرت وتاثر فضلا غسل دماغ وهابي متطرف اسهم في تاصيل الفكر التكفيري والاجرام الارهابي ضد الغير عند بعض اهل الموصل فضلا عن جذور السلوك البعثي البراغماتي والانتهازي المخادع في سلوك الكثير منهم واذ عرف السبب بطل العجب. ولعل افضل دراسة للشخصية الموصلية هي ما قدمها شخصية ابن الموصل في ضوء الأمثال الشعبية الموصلية (صلاح سليم علي) والتي اعتمد فيها على ذكر الامثال الشعبية للموصلاوي حين ذكر أن الشخصية الموصلية تقليدية محافظة تشكلت في سياق تاريخي وحضاري شاركت في تصميمه وفي مساره وتجسيماته الظروف الأجتماعية والأقتصادية والمدنية عبر القرون..فالموصلي يحمل في خلاياه روح الصحراء وماورثته فيه من قدرة على المطاولة ومقارعة الصعوبات ولهذا انجبت القادة العسكريين منذ العهود القديمة ومابرحت. والموصلي يتمسك بالأواصر الأسرية ويبذل جهدا لكي يكون مفيدا لمجتمعه على الرغم من قوة فرديته واستقلاليته في اتخاذ القرارات..وهو بصفته تاجرا يعرف ان الطرف الثاني في التعامل لايمكن ان يستمر في التعامل الناجح مالم يكن راضيا ومن يحسن الأخذ لابد ان يحسن العطاء..وهو بموقع السلطة يضطلع بالمسؤولية بكل ماتمليه من التزامات وقواعد وتدرج في سلم المراتب..وهو في اسرته يهتم بالمراتبية الأجتماعية فيعطي لكل حقه وبخاصة فيما يتعلق بالميراث واحترام الكبار وحب الصغار ورعايتهم ولا يتقبل النقد بروح من عدم التأثر. إلا أن في ابن الموصل غلبة المزاج السوداوي وهو انحدار مرضي في الشخصية الأيجابية المنفتحة ..وهذا الأنعطاف يدخل الكآبة والتزمت والأنطواء وأحيانا الشك والفوبيا والحذر، وغالبا ما يحدث مع التقدم بالعمر او نتيجة صدمة، ويعرف ها التطور بظاهرة العامل (ك) اي الكآبة وهي حالة نادرة الحدوث لدى ابناء الموصل بسبب حبهم للعمل وتعلقهم بالحياة وتمسكهم بتقاليد الصحراء القريبة من مدينتهم هذا فضلا عن تاريخهم القتالي منذ العصور القديمة مرورا بالحروب الصليبية فحروب الجهاد الى جانب العثمانيين وحتى العصر الحديث..فبينما كانت بابل في معظم عهودها تنتج الفنانين، كانت الموصل ومابرحت تنتج القادة ..واهل الموصل بحكم طوبوغرافيا مدينتهم وكونها جزء من الجزيرة الفراتية التي تعتمد في مواردها الزراعية على الأمطار امتهنوا التجارة بينما امتهن اقرانهم في الفرات الأوسط الزراعة مما جعل الموصل مدينة تجار واصناف . وهي بذلك ليست وحدها في المشرق اذ تشابه كثيرا مدينتي حلب السورية وقونية العثمانية..فالماضي شاخص في الموصل وابناء الموصل مقطع عرضي في جدار الزمن..وفي الحفاظ على النمط التقليدي لحياتهم واقتصادهم وعلاقاتهم الأجتماعية وموروثهم القيمي ورموزهم الحضارية بل وعلى ثقافتهم المحلية... وفي محور التقاليد والأفكارالمحافظة يتمثل الميل الرئيس لدى الموصلي بالتمسك بالثوابت الأخلاقية واحترام الموروث القيمي والحرص على العلاقات الأسرية والأجتماعية السليمة، مما يدعو الى نبذ النقيض النوعي وترتبط بالبعد الأجتماعي ابعاد المرونة والمطاولة وبعد النظر وتعكس الأمثال الشعبية الواقعة في هذا المحور البعد الحكمي العقلاني في الشخصية الموصلية ويقع تحت طائلة محور البعد الإجتماعي والمسافة عن الآخر ..وترتب على كل ذلك ميل ابن الموصل الى المحافظة وتوخي الحذر من الغرباء من ابناء مدينته من الملل الاخرى ومن الأمثال التي تقع تحت محاور الحذروالأعتماد على النفس وحسن التدبير والأحتياط للمستقبل ألأمثال الآتية التي ظهرت في مراحل مختلفة من تاريخ الموصل وبخاصة في فترات القحط والمجاعة وتعرض المدينة للحصار والفوضى مرات عديدة..حتى وصف المصلاوي بالبخل وأخيرا نجد الموصلي في محاورالأعتماد على النفس والأنضباط الذاتي والتوتر معتدا بذاته ميالا الى الوحدة يقف الموصلي مثالا يحتذى بالكتمان والدهاء فهو دبلوماسي ماهر بطبيعته .. وفي محور الأستعداد للتغيير يتصف الموصلي بالتمسك بالتقاليد وبالأفكار المحافظة وتوجهه الرئيس الى الماضي والحفاظ على الماضي ويندر ان تراه منفعلا. وفي محور الحذر والأنتباه، نرى ان الموصلي لا يمنح ثقته بسهولة لكل من يتعامل معه غير ان حذره الشديد لايرقى الى الشك المعرقل للعمل. في دراسة الشخصية الموصلية ففي محور المسافة من الاخرين نلاحظ ان الموصلي يحافظ على مسافة من الآخرين في مجال العمل وهي مسافة تنعدم على صعيد الأسرة المصغرة وتتأرجح على صعيد الأقارب. والموصلي اجتماعي ولكن بحذر..وفي محور القدرات الدراسية نلاحظ ان الموصلي يتميز بسرعة التعلم واللجوء الى الحلول العملية المباشرة للمشكلات التي تجابهه.. اما على محور الأستقرار العاطفي، فنجد ان الموصلي يتميز بقوة الأنا الذاتي من خلال قدرته على التكيف وحفاظه على الأستقرار العاطفي ومعالجته للمواقف الصعبة والصدمات بهدوء.. وفي محور السيطرة والأذعان نلاحظ ان الموصلي في الوقت الذي يتجنب فيه الأصطدام ويصمت في الحالات المفروضة ولكن على مضض، يتميز بحب التنافس الأيجابي وبخاصة في مجال التجارة بل قد يصل حد الدفاع اللاذع عن حقوقه ان اقتضى الموقف ذلك.. وفي الواقع ان الموصلي قيادي في طبعه لكن عقلانيته المحافظة تدعوه الى انقاذ مايمكن انقاذه مع زيادة ان امكن..ولهذا فأن مواقفه في هذا المحور تخضع لمتغيرات خارجية اكثر منها لأستعدادات طبيعية..وفي محورالأنفلات والتحفظ يقدم الموصلي نموذجا للشخصية الجادة المنضبطة الحصيفة الصامتة ..وفي محور الأنا العليا (السوبر ايكو) فعلى الرغم من ميل الموصلي الى اغتنام الفرصة بسرعة عند سنوحها، يراعي القواعد ويلتزم بالنظام تفاديا للخطوات غير المحسوبة او القفز في الظلام وتوخيا للسلامة. والموصلي في محور الجرأة والتراجع على الصعيد الإجتماعي، شديد الحساسية ازاء المخاطر المحتملة غير انه يفكر مرتين قبل الدخول في تعاملات مجهولة النتائج..وفي المحور الأنفعالي فهو،على الرغم من حدة الحدس لديه، ويندر ان تراه منفعلا. وفي محور الحذر والأنتباه وفي محور الدهاء والغشم، يقف الموصلي مثالا يحتذى بالكتمان والدهاء فهو دبلوماسي ماهر بطبيعته .. وفي محور الأستعداد للتغيير يتصف الموصلي بالتمسك بالتقاليد وبالأفكار المحافظة وتوجهه الرئيس الى الماضي والحفاظ على الماضي متجددا في الحاضر من خلال ثوابت الموروث القيمي والعلاقات الأسرية والأجتماعية..وأخيرا نجد الموصلي في محاورالأعتماد على النفس والأنضباط الذاتي والتوتر معتدا بذاته ميالا الى الوحدة وليس الى الأخويات والتجمعات..فرديا دقيقا في علاقته.. ومن الأمثال الموصلية التي تقع تحت محوري التمسك بالتقاليد والأذعان والسيطرة نجد الأمثال التي تبين ميل ابناء الموصل الى تفادي الأذى وتجنب عداوة السلطان.
وبعد هذا لاغرابة في ان يحتفلوا بتدمير قبر نبي الله يونس عليه السلام ويقدموا النساء الى جهاد النكاح وختان المراة دون اي مقاومة معتد بها من قبلهم ، خاصة بعد قتل وابادة وترحيل من يمكن ان يكون عدوا لداعش.



#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الحالمين تلك قسمة ضيرى
- ازدواجية التعامل بين هولوكوست الشيعة وتهجير المسيحين
- ما الذي سيقدمه بديل المالكي للعراق
- ماذا لو رحل المالكي
- المالكي الرهان الخاسر
- الغزل البعثي –الداعشي ماذا وراءه؟!
- الارهاب الطائفي في العراق وارهاب السلطة
- الصفعة المهينة
- عراق الانهياروالاختيار ما العمل؟!
- عراق الخيانة و الغدر الطائفي
- عراق نعوم تشومسكي
- الامامة بالقنص لا بالشورى او النص
- عراق الحقد القاتل والانتحار المتبادل عراق الحقيقة كاملة
- حوار مع السيد علي الماجدي حول التقسيم الثورة هي الحل
- تأجيل مشروع التقسيم وبدء مؤامرة الانقلاب
- العراق حتمية التقسيم
- العراق حكومة أبو موسى الاشعري وبرلمان عمر بن العاص صفين عادت ...
- بارنويا الزعيم الأوحد في تهميش البعيد والابعد
- عراق الانسان بين ابادتين
- سقوط المالكي والاتحاد العراقي الكونفدرالي محاولة لقراءة واقع ...


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الصمد السويلم - الشخصية الموصلية وداعش