عبد الصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 17:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السياسي والارهابي في العراق لايؤمن الابنفسه و رغم ان له قدرة على التضليل والخداع للنفس والغير كبيرة جدا الا ان لايثق بشيء ابدا حتى يفقد الثقة بنفسه اخيرا وهنا يكمن مقتله.
في البدء يجب الاشارة الى اننا هنا نقصد بالسياسي فئة الاعم الاغلب من الفشلة واللصوص القتلة من قادة العراق يتصرفون بسلوك ارهابي قمعي ولا اقصد طبعا جميع الساسة والقادة انصافا للحق و للحقيقة ، حتى اكاد اقول في الاعم الاغلب ان الساسة ارهابيين وان لم ينتموا وبان الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة. ولان السياسي العراقي كالارهابي لا نتنتظر منه ان ياتي بغير ابدا.
في العراق نجد ان الارهاب على نحوين دموي وهو الاعم الاغلب وغير دموي تحت غطاء ديمقراطي الا ان القاسم المشترك بين النوعين هو استخدام القوة لاجبار وابتزاز وارعاب الناس لاتخاذ مواقف معينة .
ان السياسي القائد في العراق في الاعم الاغلب منهم كالارهابي مصاب بالبانورايا ميكافيلي تبريري انتهازي يسعى الى اذلال الغير ولا يشعر بالندم ابدا ولا يعترف بالخطأ لانه يتعامل مع الغير على انهم عبيد وجهلة لايستحقون الا الذل والاذلال . ولقد اعتمدت فيما اكتبه الان على دراسات البرفسور قاسم صالح العديدة كمصدر اساسي لذا اقتضى التنوية الى ذلك.
ان (الارهاب) في العراق هو استخدام العنف المفرط و نشر الذعرو الرعب لاجبار الناس على اتخاذ موقف معين او الامتناع عن موقف معين..بهدف ابتزاز و اسقاط النظام السياسي الخصم والعدو عن طريق بث الرعب الجسدي والنفسي والانهيار العقلي في الية منظمة تقوم بها حركة سياسية في استخدام العنف المفرط. والارهابي مصاب بالعدوان المرضي يكون الارهاب فيه سلوكا اجراميا ضد العرف والقانون والشريعة وضد نظام الحكم لتحقيق اهداف عدوانية مرفوضة. والارهاب جريمة عن سابق الاصرار والقصد متعمدة لتحقيق اهداف سياسية يراد منها تغيير الواقع الاجتماعي وليس الحصول على السلطة فحسب. لذا في العراق نجد الارهاب يسعى الى زعزعة النظام الديمقراطي السياسي القائم،في محاولة للقضاء عليه كما سعى في بداية الاحتلال الامريكي الى الحيلولة دون قيامه.
تقوم العقلية المشتركة بين الارهابي والسياسي العراقي الحاكم على القناعات الاتية :.
1- ان هناك اهداف مشروعة في التسلط دون الغير في ذهن الارهابي والسياسي معا وعلى سبيل المثال ان السياسي العراقي فاسد اداريا لانه يرى الفساد هو حقه من المال العام في التعويض عن نضاله واضطهاده وهو مصدر قوته ونفوذه وبقائه ، وكذلك الارهابي فهويرى انه استحقاقه الشرعي ومصدر تمويل جهاده وانه اولى من النظام الجائر به خاصة في عمليات السطوالمسلح والاتاوات ،لذا يعد الغير عند كليهما عدوا يعيق هذا الحق يجب ازالته.
2- يشعر الارهابي والسياسي العراقي الحاكم بان المجتمع والقوى السياسية الاخرى تعيق تحقيق الاهداف والطموحات المشروعة العامة والشخصية خاصة الشخصية منها وبان هذا ظلم واضح وبذلك لاعدالة اجتماعية والفرق بين السياسي والارهابي هو ان السياسي يجد ان الاسلوب الديمقراطي وسية لتحقيق اهدافه في حين يجد الارهابي نفسه منبوذا اجتماعيا وعاجزا عن استغلال الاسلوب الديمقراطي او ان الاسلوب الديمقراطي لن يكون اسلوبا كافيا يحقق طموحاته وان كان يعد غطاءا شرعيا لحمايته ووقايته وخاصنة وخط دفاع له ليس الا ، لذا يلجأ الارهابي الى استخدام العنف المفرط بصورة اكثر من السياسي لتحقيق اهدافه.
3- الدافع الاقتصادي لفساد السياسي العراقي يتفق مع الدافع الاقتصادي للارهابي فكلاهما يشعر بالحرمان الاجتماعي وبظلم المجتمع وبالاستغلال والحقد الطبقي وبانانية وجشع الاثرياء وكلاهما نشأ في بيئة اقطاعية عشائرية بيئة الجهل و الفقر والبطالة وهي بيئة مهئية للارهاب الذي تكون من اهم اسبابه الجهل والفقر والبطالة.
4- كلاهما السياسي العراقي والارهابي ضيق الافق معرفيا يعيش على الاختلاف والخلاف مع الغير الاخر وتضخيم الصراع وينمو على ردود الفعل من اجل تاكيد الذات واثبات الوجود بدافع من الانا وحب الذات وحب الظهور بمظهر المختلف المغاير ،لذا تجد التعصب للمذهب او الفرد ديدنهم رغبة في التفرد والتميز.
5- كلاهما السياسي العراقي والارهابي تاثر وخضع للمخططات ورضخ لضغوط الاجندات الامبريالية وساهم في صناعة الاسلاموفبيا حتى اصبح الاسلام المعتدل وهم وعدم واصبحت كل الاحزاب الاسلامية طائفية ارهابية فاسدة في نظر الراي العام العالمي ،لذا اشتركا معا في تدمير البنى التحتية عن طريق الفساد والارهاب وايضا تمزيق وحدة الوطن العراقي من خلال المزيد من التخندق الطائفي وكل هذا خدمة لمصالح امريكا واسرائيل وحلفائهما من الدول الرجعية المستبدة الفاسدة في المنطقة.
6- كلاهما الارهابي والسياسي العراقي استغل حرية الاعلام في التحريض الطائفي والتمزق السياسي وفي تبرير الظلم الاجتماعي وشرعنة انعدام العدالة في العراق.
7- كلاهما السياسي العراقي والارهابي استغل جهل وتخلف شعبنا وسؤاء وفشل العملية الانتخابية وووجود الحكومة والبرلمان والقضاء الغير نزيه والفاسد وشيوع الفساد والبطالة واحتكار السلطة والثروة والقوة والولاء الحزبي والشخصي والعشائري والطائفي والمناطقي والاثني واختراق الاجهزة الامنية وضعف ادائها في اتساع رقعة الارهاب وزيادة قوته وضخامة عنفه حتى اصبح يهدد وجود الوطن برمته. ان الارهابي والسياسي العراقي كلهما من نمط الشخصية المركبة المضطربة الغير سوية:. نرجسية مصابة بالبارانويا تشكل شخصية تتسم بالعداونية الاجتماعية ذات جذور عائلية واجتماعية اتسمت بالعنف والاضطهاد والعنف والتحقير والاهانة ، كلاهما يعتقد انه على حق وغيره على باطل ولذا تجده يحتقر المجتمع ويتصرف بعجرفة وغرور وتعالي وبجنون العظمة ويرفض التسامح الجاد ولا يشعر بالندم ابدا او الذنب عند اذى الغير كلاهما تبريري بكفاءة عالية الا ان السياسي يتميز عن الارهابي بالمرونة الانتهازية واللا مبدئية الميكافيلية في حين ان الارهابي يعيش وسواسا قهريا ويمتلك شخصية فصامية تعيش على معتقدات وهمية غير واقعية تحت تاثير رجال دين رجعيين طائفيين جهلة مكنته من الهروب من الواقع الخارجي ،لذا فهو يفتقر الى اي نمط من انماط المرونة في السلوك والتفكير فضلا عن سيطرة الميول الانتحارية عليه وهنا يكمن مقتله فضلا عن خطره.
البرفسور قاسم صالح يقول في احد مقالاته الجميلة(( ان العراقيين هم من اصعب خلق الله. فأنت لو تمعنت في تاريخ كلّ شعوب العالم فانك لن تجد أصعب من العراقيين في علاقتهم بالسلطة.فتاريخهم يحدّثنا بأنهم أكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات.واللافت أن جوهر المسألة لا يتعلق بظلم السلطات التي حكمتهم فقط،بل بطبيعتهم الشخصية ايضا.فهم وصفوا بأنهم كانوا حتى قبل الاسلام:كبارا،أعزّة..يمتازون بعنفوانهم ويعتقدون برفعتهم وعلّو شأنهم..وانهم ما استسلموا لظالم ولا انبطحوا لسلطة.ولهذا كان الخلفاء الراشدون أول الحكّام في التاريخ الاسلامي الذين فهموا سيكولوجية العراقي فكانوا يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد.ولدى الجاحظ تفسير لطيف فيه بعد سيكولوجي للشخصية العراقية بقوله :( والعلّة في عصيان أهل العراق على الأمراء..أن أهل العراق أهل نظر وذو فطن ثاقبة ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث ، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء واظهار عيوب الأمراء..وما زال العراق موصوفا أهله بقلة الطاعة والشقاق على أولي الرئاسة ).وروي عن معاوية أنه أوصى ابنه يزيد أن يغير الوالي عليهم ان هم لم يرضوا عنه..حتى لو تطلب الأمر اجراء ذلك كل يوم!.فضلا عن ان العراق هو البلد الوحيد في المنطقة الذي ينفرد بتعدد مكوناته الاجتماعية وتنوعها العرقي والديني والمذهبي والثقافي..وهوياته الفرعية..توصلنا الى نتيجة منطقية ان العراق لا يمكن ان يدار في الزمن الديمقراطي الا من قبل شخص كفوء ذي خبرة وسمعة طيبة..ومستقل سياسيا!..وتلك أمنية يتحسر عليها العراقيون ويحرمهم منها السياسيون..لسنين..ان لم يقطّعوا العراق بسيوف التقسيم!)).
#عبد_الصمد_السويلم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟