أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الناس والمسؤول .. وإزدواجية المعايير














المزيد.....

الناس والمسؤول .. وإزدواجية المعايير


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الأستعراض والتبجح والفذلكات والادعاءات والتذاكي عقداً من نقص يحملها سياسيوا البلدان المتخلّفة مع أبناء شعوبهم وعلى حد سواء بل وكل مَنْ له جذور في بلاد مغلوبة كبلادنا المنكوبة بشعوبها قبل أنظمتها ، وهذا هو مصدر الغرابة في كل هذا البؤس العربي وبإمتياز كبير ، وترى الجميع في هذه الشعوب ومنها شعبنا وبلا إستثناء قد ساهم بطريقة أوبأخرى في صناعة هذا البؤس وهذا الشقاء والمرارة ، ولم يسأل أحداً ما إطلاقاً نفسه ذات مرة ، ولم يقده تفكيره حتى مع تحليلاته وفذلكاته وإدّعاءاته إلى جم الشتائم والسباب والتأوّه والتهكّم على كل شيء في هذا البلد له علاقة بالسياسة أوالمجتمع من بعيد كان أومن قريب ، ولم يصل أبداً إلى السؤال أن من أين أتى هذا الكيان اللعين أوذاك المكوّن الفاسد ليمسك بزمام المقادير للأمة ، وحتى بعد أن أمسك الفاسدون بالسلطة وتجاهرت الناس ووسائل الأعلام بفسادهم ، فلم يكلّف أي أحد ما من المثقفين والواعين نفسه عناء سؤال واحد جدلي أن من أين أتتهم كل هذه القوة والمكنة للأمساك بأرض القرار رغماً عن الجميع ، ورغماً عن أنها تجري عكس تيارات الرياح ، فأذا كان هذا هو حال المثقف ، فكيف بالمواطن البسيط أن يسأل نفسه لماذا يمتد نفوذهم بين الناس يوماً بعد آخر وبشكل أكبر ، وتراهم يختلقون لهم قواعداً إبتاعوها بأموال الناس أنفسهم من مخزون المال العام ، وكل هذا يجري برضى من الناس ، ولكن مَنْ مِنَ الناس ؟ ولماذا ؟ ، وبسكوت من ؟ حتى وصل الحال إلى الأستفحال وآل إلى أمر أشبه بالواقع المحتوم ، وعندنا أمثلة كثيرة وعديدة لهذا النكوص الذي لاينبجس إلاّ عن حالة مرضية مستعصية شكلت دوّامة مزمنة عند المواطن لايستفيق منها حتى آخر عمره ، فمن شبّ على شيء فقد شاب عليه ، ومثلهم مثل ذلك الرجل الذي يقول لزوجته أن الشاي بارد وهو يرتشفه أمامها ، فتقول له ولكنّه يغلي ، فيسكب الشاي من القدح بيده الأخرى ويرشقه على وجهه ليقنعها أن الشاي بارد ، ولكنها ترد عليه مرة أخرى فتقول مصرّة : ولكنه كان على النار يغلي ، وهذا هو بالضبط حال شعبنا وبكل فئاته وشرائحه وتدرّجاته ، فعندما يكون هناك رجل دين فاسد ، وتوضّح لهم بالدلائل والقرائن مدى فساده ، فتراهم سرعان مايجيبوك : نعم صحيح ولكنه رجل دين !!! وهذه هي المصيبة ، فكيف تقنع مثل أولائك إذاً أن هذا السياسي غير نزيه بالمرة ولعوب وفاسد ، والغريب أنّهم ينظّرون بشكل جيد ، ويشخّصون الخلل والأختلال بشكل عجيب ، ويقرّون بذات الوقت بكل مفاصل الفساد والتلاعب بالدولة ومقدرات الناس ، ويسب ويشتم ويلعن الساعة التي ولد فيها في هذا البلد ، وحين تسأله : وما الحل برأيك ؟ فيعاجلك قائلاً : والله لا أعلم والحل عند الله ، وعندما تحاول أن تفهمه أن المفتاح بيدك أنت فأدره كيفما تشاء ، وأن كل ما أنت فيه الآن هو حال من يأس وقنوط وهزيمة وإستسلام هم أرادوا لنا ذلك ضمن برنامج طويل المدى عريض ليحققوا من خلاله كل مبتغاهم وكل ماتربوا وتهفوا وترنوا إليه نفوسهم وكل ما تشرئب له أعناقهم في السطو والسيطرة على مقدّراتنا والتلاعب حتى بأمانينا ، وها أنت ذا تجسّد ذلك تجسيداً حيّاً في الرضوخ والقنوط والأستسلام ، وهنا الدوائرالمضحكة المبكية حيث يصرّح لك وبكل بساطة بأنه يخجل لأن فلان أوعده بتعيين شقيقه وأخذ مني عهداً أن أنتخبه ، وأن فلان جاري وبيننا علاقات عائلية ، وآخرون أصدقاء لشقيقي فلان ، وآخرون لنا معهم علاقات مصاهرة ، وبهذه الأبجديّات من علاقات إجتماعية بسيطة نضيّع بلداً بحاله ، وفعلاً يضيع البلد إن لم نكن قد أضعناه فعلاً ، وأن الحياة في بلد يعيش أبنائه بهذه الهامشيّة من علاقات سطحيّة فارغة باتت جحيماً لايطاق لأنّها حياة هادرة للكرامة وبعيدة عن القيم الروحية والأخلاقية بسبب ضياع الحقوق وعدم الأنتصاف للقانون مجرد القانون لأن العلاقات الأجتماعية والمنسوبية المزيّفة أقوى جذراً وتأصّلاً عن رجل الدولة المتمثل بالشرطي والعسكري ورجل المرور في الشارع ، فعندما يقف رجلاً ما عادياً بسيطاً بسيارته في مكان يمنع فيه وقوف السيارات ترى رجل المرور يقف عنده فوراً ، ويحاسبه بشدة وقسوة ويملي عليه غرامة فورية وإن كان أمر وقوفه لضرورة قاهرة كأن يكون قد أتى لعيادة طبيب وهو يحمل إمرأة في آخر نفس لها ، ولكن المكان نفسه لوحصل وتوقف فيه رجلاً من المسؤولين بسيارته أوضابطاً من الجيش أوالشرطة فأنه وأن تسبب بزحام ومضايقة للآخرين ولكن لايجرؤ أي أحد من الأقتراب منه لمحاسبته بل وحتى لايجرؤ على تنبيهه ، وبلداً وشعبه بهذا المستوى من الخوف والأنهزام حتى أنه بلداً وشعباً لايستحق الحياة .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة .. من داخل قبة البرلمان الجديد
- العراق بين فكي .. الأنقسام والأقتسام
- لماذا .. الجهاد كفائي ؟
- التغيير .. وأبجدية الخلاف والأختلاف
- في الكهرباء .. كذبت الحكومة وإن صدقت
- أمر الولاية الثالثة حسم الآن .. ولنعمل على الولاية الرابعة
- النكوص العربي .. وقذارة التفخيخ
- المتملّقون .. ولاحسي قصاع السلطان
- قراءة مبكرة .. في نتائج الأنتخابات
- مجرّد سؤال .. إلى مفوّضية الأنتخابات
- وطاويط .. ودخلاء
- الجبن والكذب .. وجهان لعملة واحدة
- الأحزاب في العراق .. والأنتخابات
- قراءة .. في حربنا مع الأرهاب
- قراءة تحليلية .. في الأنتخابات القادمة
- الثقافة .. والسلوك الثقافي بين أتون وترّهات المتثيقفين
- العلمانية .. بين أن تكون مستبدة ، أو مصلحة وبنّاءة
- بعبع التغيير .. بين الحقيقة والواقع
- للأسف .. مازال شعبنا مسكيناً
- كيف .. صار الجلاد مجاهداً


المزيد.....




- فرصة ذهبية نادرة: جزيرة اسكتلندية خاصة وقلعة منسية للبيع
- رئيس CIA الأسبق لـCNN: الحرب بين إسرائيل وإيران -لم تنته بال ...
- إحياء طقوس الإنكا القديمة في مهرجان إنتي رايمي في بيرو وسط ح ...
- تظاهرات في تل أبيب.. دعوات لإبرام صفقة تعيد الرهائن وتُنهي ا ...
- كيف استقبل الفلسطينيون في غزة خبر وقف إطلاق النار بين إسرائي ...
- أكبر مستشفيات إسرائيل تعمل تحت الأرض بعد وقف إطلاق النار
- خامنئي يظهر في كلمة مسجلة لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، ووزي ...
- غارة إسرائيلية على جنوب لبنان ومقتل العشرات في غزة وسط تعثر ...
- ما أبعاد الخلاف بين ترامب وإسرائيل بعد وقف إطلاق النار مع إي ...
- أمسية حوارية حول الثورات والديون الفلاحية من الماضي إلى الح ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الناس والمسؤول .. وإزدواجية المعايير