أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل ولٌى زمن الحرابي السياسة في العراق ؟














المزيد.....

هل ولٌى زمن الحرابي السياسة في العراق ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعروف عن الحرباء انه يلتهم ما يلاقيه من الحشرات و القوارض ما يلاقيها بسرعة بالغة و في لمحة بصر و لا يشرب الماء الا قليلا و لا ياكل النبات الا اذا لم يصادف اكلاته المفضلة، اضافة الى تغيير لونه وفق الوضع البيئي المتغير و تغير حدة اشعة الشمس .
الحرباوات الانسانية في هذا الزمن كثيرات و بمختلف الاشكال و السمات، ومن المعلوم بان صفتها الشهيرة وهي تغيير الوانها من اجل الحفاظ على نفسها و مصلحتها فقط دون اي افادة لغيرها و موقعها . اما الحرباوات البشرية العراقية المتعددة الصفات تشبهها بالضبط، انهم يتغيرون في لمحة بصر . من المعلوم ان كان التغيير متبنيا على ما يهم المجتمع فلا غبار عليهو اصلا يكون مفيدا و مستوجبا و مفروضا للمجتمع الحيوي، و لكن هؤلاء حرباوي التغير، اي ليس التغيير نحو الاحسن دائما بل وفق ما يريده السلطان، اضافة الى ذلك ان حرابي العراق السياسية اليوم اخطر و اضر من التهام الحشرات و القوارض، انهم يفتتون الثعابين و يبلعونها ليس للتخلص من سمها و اضرارها على الناس و عدم ملائمتها للبيئة البشرية و نشر الخوف بين الناس بل لاجل اسد الغابة التي يغيرون الوانهم متملقين له ومن اجله ولما يهمهم و لمصلحتهم على حساب الاخر، و الاخطر فيهم انهم باكلون و يلتهمون النباتات الصالحة للبيئة و ان كانت اكلاتهم المفضلة متوفرة امامهم .
كلنا على الدراية الكافية بالعديد من الرؤس الخاوية التي فعلت ما بوسعها لاجل قضم ولو جزء صغير من الكعكة من الجهة التي يساعدهم عليه من هم محسوبين عليه و منسوبين له اجتماعيا و حزبيا و مصلحيا . انهم انكشفوا للعراقيين و فضح امرهم و الجميع يشير اليهم بالسوء، فقدوا سمعتهم و اهليتهم لاداء اي مهمة التي يمكن ان توكل اليهم و لتنفيذ اي واجب وطني يمكن ان يلقى على عاتقهم، و ان كانت المصلحة الحزبية هي التي تقتقضي بقاءهم حتى اليوم بين الجمع للمصالح الضيقة، و لكن لم يبق من عمرهم الا القليل .
طالما سارت السياسة العراقية على المحاصصة، لا يمكن ان نتوقع خلو الساحة كاملة من الحرباوات المتغيرة مع كل سلطة، الا ان الوعي المطلوب و انكشاف امر من يتصف بهذه السمات سيقلل من فرصة نجاحهم في اية بقعة و موقع سياسي كان .
منذ انتفاضة اذار 1991 و انا ارى العديد منهم في كوردستان و شاهدت كيف غيروا متاريسهم و حتى احزابهم و ما تشدقوا به من المباديء التي يحملونها و وفق تغيير الظروف و السلطات و القوة التي اكتسبتها الاحزاب، و هم من ابخس الخلق على الارض يعيشون دون عزة وكرامة كجثة هامدة تمشي دون ان تعلم بنفسها انها منبوذة من الجميع . بعد سقوط الدكتاتورية العراقية، امتلات الساحة العراقية بهم، الم نرى جماعة الوشم على الجبين و هم سكارى و من حثالى البشر، الم نرى من يرتاد المساجد و لم يراه من قبل في حياته احد، الم نرى من يصلي في الساحة و على الشارع و يكفر بكل خالق في قرارة نفسه، الم نرى من صام في الدائرة و موقعه السياسي و هو خمار في بيته . يالهم من حرابي زمانهم .
اليوم و بعد اختيار السلطات العراقية الجديدة، من واجب القادة الجدد الصالحين عليهم الا يقتفوا خطوات من سبقهم من التعامل مع الحرباوات التي كانوا سببا لفشلهم، و من واجبهم اختيار من يصح للمرحلة الجديدة و الا ستكون سلبياتهم اثقل علىهم من احتمال اخطائهم، فمن الواجب تصفية و تمشيط المركاز السياسية من هؤلاء، لتحس الناس بالتغيير المؤمل منهم، فليعاملوا الدرجات الوظيفية وفق الكفاءة العملية على ارض الواقع و من نتاجاتهم و ليس من كلامهم المعسل المتغيير الالوان و الملائم و الموافق لكل عصر و مرحلة وهم فيه . هل يمكن ان نقول ان زمن الحرباوت ولى الى الابد ام نحتاج لمرحلة اخرى لاستئصالهم، ام طالما بقى نظام المحاصصة مستمرا ظلت مستوجبات بقائهم تفرض نفسها على السلطات .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرصة الذهبية امام السلطات العراقية الجديدة
- هل خفت حدة طوفان داعش ؟
- ان لم ترض بكله سوف تنحني لجله
- القوى العالمية و الموقف المخجل مما يحصل للمسيحيين !!
- هل يتحمل الكورد صعوبات مابعد الاستقلال
- شردوا حمامة السلام من عشها
- من حقي ان ارشح لرئاسة الجمهورية و لكن؟
- موقف مصر من استفتاء اقليم كوردستان
- ندوة حوارية حول الوضع الراهن في العراق
- اين النخبة مما يحدث في العراق
- متى ستنتهي الصفقات الداخلية و الاقليمية حول العراق
- هل نجح الكورد في التعامل مع الاحداث الاخيرة في العراق
- هل يتمكن الجيش من دحر داعش ؟
- الجذوة التي كانت دائما تحت رماد التاريخ
- استفتاء كوردستان كرد فعل لمجيء داعش
- هل تصريحات اسرائيل لصالح كوردستان
- لماذا لم تتحرك امريكا جديا في العراق ؟
- هل يستضيف المالكي الملايين من المصريين
- اقليم كوردستان بين خيارين صعبين
- هل بقت من الديموقراطية شيء في العراق


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل ولٌى زمن الحرابي السياسة في العراق ؟