أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ان لم ترض بكله سوف تنحني لجله














المزيد.....

ان لم ترض بكله سوف تنحني لجله


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفق الدستور العراقي، يحق لكل محافظة او عدة محافظات معا انشاء اقليم خاص و اتباع النظام الفدرالي بطرق ديموقراطية، سواء عن طريق استفتاء الشعب او من خلال خطوات مجالس المحافظات و باسلوب سلس .
في بداية السقوط و البت في التحضيرات الضرورية لتجسيد النظام الجديد، كانت مواقف المكونات على غير ما اصبحوا عليه فيما بعد بشكل قاطع، حيث كُتب الدستور و عُرض على الاستفتاء و كانت النسبة الكبيرة من المعارضين له من المكون السني رافضين الفدرالية و الاشتراك في العملية السياسية، لانهم تفاجئوا مما حصل و لم يقتنعوا بان السلطة اصبحت بيد الاخر بعد اكثر من ثمانين عاما من احتكارها من قبلهم .
مُرر الدستور حسب القانون، و من ثم بدات المكونات تحاول الحصول على ما يهمها وفق ما جاء فيه . و المكون الشيعي تمسك بزمام الامور و كان وراءه القوة الاقليمية بكل ما تملك من الامكانيات، واشتد فرح هذه القوة و كانها عثرت على اطنان من العسل على الشجرة كما يقول المثل الكوردي، و حققت مرامها و مدت في يدها و حاولت بكل الوسائل السيطرة على العراق و نجحت بالاخص بعد خروج القوات الامريكية منه، الى ان تمكنت من النيل مما ارادت بنسبة كبيرة، و تخطت بعض الصعوبات و فرضت على من كان على سلم السلطة احيانا تصرفات و اساليب و سلوك و تعاملات خارج نطاق مساحة الدستور و ما تخوله بنوده .
ازداد المكون السني احتقانا و حس ومن معه و يدعمه من القوى الاقليمية ايضا ان السلطة باكملها اصبحت بيد الاخر، و يمكن ان تخرج من يده الى الابد لو استمر على ما سار عليه في البداية و احس بخطاءه الكبير. تراجع المكون السني عما كان يعمل عليه و بينما كان جاحدا لم يرض بالفدارلية و الاقاليم منذ البداية و كان يتشدق بالعراق الواحد الموحد، اصبح في خانة من ينادي بالفدرالية و بناء اقليم لمكونه و لكن بخجل بداية و في المقابل اراد المكون الشيعي ان يسيطر على العراق كله و بكل ما يمكن ان يفعله و باية طريقة كان بعدما احس بانه في موقع القوة و خصمه تنازل عما كان يرفضه في السابق و يرتجيه الان، فلم يقبل بما وفره الدستور و منع انبثاق اي اقليم رغم كثرة مطالبيه، و كان وراء هذا السلوك ايضا القوة الاقليمية التي تفرض عليه كل ما يريد، من اجل مصلحتها الذاتية الضيقة البعيدة جدا عن مصالح العراق، فتصرف السيد الماكلي خلال الدورتين و بشكل دقيق و نفذ اوامر ايران و منع طرح فكرة اي اقليم لا بل همش و اقصى المكون و فرض غروره بافعال و اخطاء لم ينساه في حياته . و اُحتسب عليه ما اطلقه من كلمة( ما ننطيها) و تصرف حسب نواياه و من كان ورائه. فبعد ان رضي المكون السني بالاقليم الخاص بهم حسب الدستور، رفض الماكلي الخوض في هذا الشان و صرح دائما بان الاقليم ليس لصالح العراق و الحفاظ على وحدته و انه يضعفه، دون ان يلتفت الى الدستور . كان يعتقد المالكي بانه يسيطر على هذا المكون بالقوة الغشيمة في اخر الامر ليفرض تفكك الاقليم الكوردي او يفرض عليه قوانين مركزية صارمة مما يربطه بالمركز و يشل حركته فيما بعد، و هذا ما فرض الاحتقان و الاحتجاجات في المساحة السنية و لم يبال بل تعامل معها بالقوة الى ان ساعدته امريكا بتاسيس الصحوات، و كما اعتقد فيما بعد انه تخلص من شر السنة و بعدها توجه الى الاقليم و اراد ان يفرض ما كان يعتقد انه نجح به مع المكون السني . جميعنا نتذكر ما دار خلال الدورتين و تعايشنا مع التصريحات النارية و الغرور الذي تكلم به و كانه انتصر الى الابد، و تقدم خطوة حسب عقليته التي لم تفرق عما سبقه من الحكومات السابقة و الانظمة التي تعامل مع الشعب بالقوة، و لم يدرك انه سيخسر الاول و الاخير في النهاية، و تحضر لامور كثيرة وما كان يعتقد انه اجلها الى الولاية الثالثة له، كي يطبقها .
لم يتعض المالكي من الحكومات السابقة و كيف حكم، لقلة خبرته او خضوعه لما فُرض عليه من العرابين و الراعي الكبير له، ولو كان لديه خبرة و قراءة واقعية لما هو عليه العراق من كافة المجالات و ما عليه من المكونات الثلاثة المختلفة من كافة النواحي لاستغل الفرصة و سمح بتاسيس الاقليم السني، لا بل كسب الجميع من خلاله و نجح في اعادة السلم و الامن شيئا فشيئا و حافظ على وحدة العراق الفدرالية و سجل لنفسه تاريخا يفتخر به في حياته، و افاد الجميع و وفر الدماء الزكية التي سالت .
بعد مجيء الداعش و ما اختلط من الحابل بالنابل، انفرط العقد و لم تتوفر من الفرص تلك فيما بعد الا بصعوبة بالغة، فهل من المعقول ان تدع تنظيما ارهابيا مسيطرا على الارض بقوة و اعلن دولة سلفية انتهت مدة صلاحيتها، ان يكون جارا لك و للكورد و يضع حدا بين الشريكين التاريخيين و اصحاب اكثر النقاط المشتركة ،نتيجة طموحات شخصية و حزبية ضيقة، و من ثم منفذا لاوامر القوة التي تساندك و الذي دعمتك سواء كانت اقليميا او دوليا . لو كان المالكي و حزبه يؤمن بالدستور و الفدرالية من العمق، لاستغل مطالب السنة التي كانوا هم من رفضوه من قبل،و به فرض الحل على الجميع دون اي جهد يُذكر .
و هنا اليوم يتسائل الجميع، هل من الممكن التفاهم مع داعش او مع القوى السنية قبل مجيء داعش و التي كانوا مشاركين في السلطة المركزية، هل من الممكن ان تعود الحال الى ما كانت ام تحتاج لجهود مضنية، هلى يستمر من ياتي بعد المالكي على هذا المنوال و الاخطاء و يُفرض عليه خارجيا مايضمن مصالحهم، ام يفعل خيرا و يناور المطالب الخارجية و يعمل على ترسيخ السلم و الامان بالتفاهم بين المكونات الداخلية وينكب على العمل السلمي المقنع بين المكونات و ما يقررون هم ، بعيدا عن المركزية المهلكة . انا اعتقد ان ما رفضه المالكي بالامس لو قدر له اعتلاء السلطة للدورة الثالثة يشتريه و يخضع له بكل ما يمكن ان توفرت له الفرصة .
و عليه، من المفروض على من ياتيبعد المالكي ان يتحاور مع القوى الكوردية و السنية المعتدلة لاعادة المياه الى مجاريها و العمل وفق ما يوفره الدستور من الحقوق و الواجبات، و الفدرالية الحقيقية هي الحل الاوفر حظا للنجاح في هذه المرحلة، فقطرة دم بالف وطن .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوى العالمية و الموقف المخجل مما يحصل للمسيحيين !!
- هل يتحمل الكورد صعوبات مابعد الاستقلال
- شردوا حمامة السلام من عشها
- من حقي ان ارشح لرئاسة الجمهورية و لكن؟
- موقف مصر من استفتاء اقليم كوردستان
- ندوة حوارية حول الوضع الراهن في العراق
- اين النخبة مما يحدث في العراق
- متى ستنتهي الصفقات الداخلية و الاقليمية حول العراق
- هل نجح الكورد في التعامل مع الاحداث الاخيرة في العراق
- هل يتمكن الجيش من دحر داعش ؟
- الجذوة التي كانت دائما تحت رماد التاريخ
- استفتاء كوردستان كرد فعل لمجيء داعش
- هل تصريحات اسرائيل لصالح كوردستان
- لماذا لم تتحرك امريكا جديا في العراق ؟
- هل يستضيف المالكي الملايين من المصريين
- اقليم كوردستان بين خيارين صعبين
- هل بقت من الديموقراطية شيء في العراق
- لماذا تسيطر لغة التهديد على الساسة العراقيين
- اختيار رئيس الوزراء عراقيا هو الحل
- اليسار بين الداعش و مطالب الشعب


المزيد.....




- -انتهاكات سافرة-.. السعودية وقطر تدينان الغارة الإسرائيلية ق ...
- الدروز.. قصف إسرائيلي لمحيط القصر الرئاسي السوري وتهديد بعدم ...
- هل ستبني أمريكا قاعدة عسكرية في تيران وصنافير؟
- الجزائر تلجأ للقرعة لحصول الناس على الكباش الرومانية بسبب ال ...
- بعد صفقة المعادن... ترامب يسمح بتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعي ...
- لبنان يوجه رسالة إلى حماس: لا تحولوا أراضينا لمنصة لزعزعة ال ...
- أحداث العنف حيال الدروز في سوريا: برلين تدعو لضبط النفس ودمش ...
- سوريا.. محافظ السويداء يعلق على وضع المحافظة بعد يوم من التو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مجددا عن إجلاء عدد من الدروز بعد إصابت ...
- 100 يوم على العمليات الإسرائيلية في جنين


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ان لم ترض بكله سوف تنحني لجله