أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الطالبي - شيء ما يستعصي على الفهم














المزيد.....

شيء ما يستعصي على الفهم


احمد الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مع كل التعاطف الذي يجب إبداؤه مع الشعب الفلسطيني في محنته ، ومع كل الإدانة التي يمكن تسجيلها ضد إسرائيل كدولة صهيونية ، لا ينبغي الإنجرار إلى الإنفعال العاطفي المؤطر بالعقل الغريزي ، والإنفلاتات اللاشعورية النرجسية عند اتخاذ موقف من هكذا قضايا ، لأنها قضايا سياسية كبرى ، لا يسمح فيها بالتقدير العاطفي ، خاصة و ان قنوات إعلامية تبث أخبارا لا تهمها الحقيقة ولا الضحايا من الشعب الفلسطيني بقد رما هي منشغلة بدعاية إعلامية رخيصة هدفها استثارة جمهور عريض من بسطاء المسلمين، خدمة لأجندات سياسية و ايديولوجية تشكل أكبر خطر على مستقبل الشعوب الإسلامية وتطلعها إلى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والتنمية وغيرها من المسائل المتعلقة بالحرية وكرامة الإنسان عموما – نموذج داعش- وهذا شأن بعض ما تبقى من حركات قومية ، تركب على كل حدث من هذا القبيل لتسويق ما تبقى من سلعة بائرة ، لا تنفع شعبا ولا تبني مستقبلا ولا وطنا..
لا نبتغي من هذا الكلام تبخيس قناعات الناس ، ولا إبداء تعاطفهم وفق الطريقة التي يرون ، لأن في ذلك مس بحقهم في حرية التعبير، إنما نريد التأكيد على أن النظر إلى الموضوع من زوايا متعددة ضروري جدا ، على الأقل لتجنب المواقف الانفعالية التي تسقط صاحبها في العدمية و اللامعنى ، ولا تخدم من قريب أو بعيد قضية شعب مضطهد ومهدد في كيانه....

إذن في مثل هذه القضايا ، يصعب الاصطفاف بشكل متسرع و أعمى . ومع أن قضية الشعب الفلسطيني مشروعة و لا يجادل فيها إلا من كان في قلبه غل، فذلك لا يمنع من إبداء الرأي في قضايا المقاومة، والمساندة و التعاطف....
مسألة التعاطف و المساندة، لا تستوجب نقاشا بل هي من أقل الواجبات التي تفرضها القيم الكونية الإنسانية تجاه كل مضطهد، كيفما كان جنسه، دينه، أو وطنه، أو لغته. و من هذا المنطلق نسجل تضامننا مع شعب فلسطين بكل أطيافه و مكوناته ضد حرب الإبادة التي يتعرض لها ...
لكن مسألة المقاومة تطرح إشكالات لابد من استحضارها، قبل التصفيق لهذا الطرف أو ذاك . ومع أننا لا نملك ما يكفي من المعلومات عن تاريخ المقاومة الفلسطينية ، وتفاصيل نشأتها ومحطات مفترق طرقها و تقسيمها ، فإننا سنكتفي بما يروجه الإعلام المدعم لفصيل حماس أساسا من دعاية ، تهدف إلى طمس حقيقة المقاومة الفلسطينية ، و اختزالها في حركة حماس،باعتماد الدعاية التي تسلب المشاهد وعيه و حسه النقدي ، خاصة الكثل الشبابية غير المحصنة فكريا بفعل التراجعات التي تسببت فيها هذه القنوات بذاتها ، والتي لاتنشر سوى التطرف خدمة لأجندات مغرضة ، و نحن إد نثير هذه المسألة بهذا الشكل فليس الهدف تبخيس تضحيات مناضلي و مقاومي حماس ، إنما لممارسه حقنا في النقد و إبداء الملاحظة ، وقد يكون في صفوف حماس و المتعاطفين معها ومناصريها من لا يرقون إلى مستوى إدراك خبايا الأمور ....
هذا من جهة ، من جهة أخرى ، لنقف عند اسم الحركة و دلالاته ، وما يوحي به و ما يهدف إلى تغييبه : فاسم الحرحة كما تدل عليه أحرفه الخمسة و كما يعرفه الجميع هو : حركة المقاومة الإسلامية ، ولا يهمنا من هذا إلا كلمة واحدة هي النعت : إسلامية ، وما له من دلالات في المخيال الجماعي لأمة المسلمين..
فهذا النعت يوحي بأن هناك مقاومة أخرى غير إسلامية ، و بما أنها كذلك ، فهي غير شرعية و لا مكانة لها عند الله ، وعملها ضرب من العبث وغير محسوب في ميزان حسنات المقاوم ، ولا ينفع في الدنيا و في الآخرة ، وهنا يبدو مكر و خبث التسمية ،الذي يهدف إلى تبخيس تضحيات شهداء فلسطين من الفصائل الأخرى التي اختارت ألا تزج بالمقدس في السياسة و المقاومة ، بل اكتفت بالمرجعية الوطنية و الديمقراطية ، والتي ما زال قادتها رهن سجون إسرائيل و دماء شهدائها تمتزج بأرض فلسطين....
و في مبدئية حركة حماس لا بد كذلك من استحضار خذلان حماس لدولة سوريا حليفها و معدمها الأول ، كما يجب تسجيل عدم حيادها في التعاطي مع الأزمة التي يمر منها الشعب المصري ، إذ اختارت أن تنصب نفسها وصيا على شعب بكامله و تدعم فصيل الإخوان رغم عدم إجماع شعب مصر عليه ، بل إن الرئيس ألإخواني المعزول إختار دعم الإرهاب في سوريا و إغلاق سفارتها ، في الوقت الذي يرفرف علم الصهيونية على بناية بالقاهرة ناهيك عن عدم وضوح علاقاتها مع قطر و تركيا حلفاء أمريكا و الناتو ...
و إذا كان من حق حماس أن تقاوم كما ترى هي كحركة ، فلا يمكن تحميل نتائج مقاوتها و تبعاتها لكل الشعب الفلسطيني : أطفال رضع ، شيوخ ، نساء شباب ، لأن العدو إذا رد على صواريخ حماس ، فلا يرسلها إلى عناوين مقاتليها ليستهدفهم ، بل يطلقها عشوائيا و الحرب لا أخلاق فيها ، خاصة في ظل ميزان القوى غير المتكافئ عسكريا ، دبلوماسيا و سياسيا ، وماذا لو أعطيت الكلمة لشعب غزة ليختار ، فهل سيختار صواريخ حماس أم شيئا آخر ؟
و في ظل هذا الواقع المتشعب ، وفي ظل كذلك ضعف مبادرة الأنظمة العربية ، لماذا لا تستلهم حماس تجربة شعوب أخرى في المقاومة أعطت نتائج لم تكن في الحسبان : تجربة غاندي في الهند ، ومانديلا في جنوب إفريقيا ، على الأقل ليلتقط الشعب الفلسطيني النفس ....
مجمل القول ، هذه مجرد أفكار تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ ، لكن إبداءها يدخل في صميم ممارسة الحق في تعددية الرأي و الإختلاف و النظر إلى الأشياء من زوايا نظر متعددة ، بعيدا عن عقلية القطيع الغريزية ، التي تحكم هذه الكثل البشرية من الماء إلى الماء .
و إلى أن نرتقي بوعينا إلى ثقافة التعددية، والاختلاف ،ونسبية الحقيقة ، وفصل المقدس عن المدنس ، وتتبيث فكرة الدين لله و الوطن للجميع ، أنحني تقديرا و احتراما و إجلالا لشهداء فلسطين الذين سقطوا غدرا ، او الذين قدموا أرواحهم تحت راية واحدة ووحيدة هي راية الوطن ، راية زينة الأمم.



#احمد_الطالبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب إرجاعهم إلى زمن ما قبل الصناعة..
- مرافعة تحت التراب
- شبح داعش
- في الحاجة إلى حراك جديد
- الفعل الكنفيدرالي بتيزنيت بين ضرورتي النقد و التحصين
- في حقد حزب العدالة و التنمية على الأمازيغ وتهديد تماسك المجت ...
- .الويسكي و الشمبانيا بين الدين و السياسة...
- في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي- الحلقة 2
- في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي
- السيد عيوش يجرب الشعبوية
- الوزيرة الحقاوي تتحرش بالمجتمع المغربي
- بدعة الوزيرة بسيمة الحقاوي
- إسلامية إسلامية أو محاولة فهم.
- ما العمل ؟
- خواطر شيخ علماني
- أصوات على ركح مصر
- رسالة إلى معالي و زير الخفافيش
- وساوس في باب ما جاء في زواج المخزن و الحكومة الجديدة
- وساوس في السياسة
- الوطن أولا و أخيرا


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الطالبي - شيء ما يستعصي على الفهم