الوزيرة الحقاوي تتحرش بالمجتمع المغربي

احمد الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4288 - 2013 / 11 / 27 - 01:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ما كنت أعود لموضوع الوزيرة الحقاوي ومشروع قانونها حول التحرش الذي تبتغي من ورائه حسب زعمها المساهمة في تقليص العنف ضد المراة ، لولا ملامستي لخطورة أشياء بدأت تلوح في الأفق و التي استباقا لها قلت في مقال سابق أن مشروع الحقاوي متهافت..

فمن خلال تتبعي للنقاش حول الموضوع وبعض ردود الأفعال، لاحظت أن المسالة بدأت تنزلق و تتخذ أبعادا قد تكون خطيرة في المستقبل، إذ أن بعض دوي النظرة الإختزالية مثل الحقاوي يربطون التحرش بالتبرج وبدأوا يحملون المرأة مسؤولية ما تتعرض له بدعوى أنها متبرجة ،لاتحترم نفسها و لاتحترم الآخرين في الشارع، حيث تبدومن منظورهم الشهواني المعقد طبعا مستفزة، وهذا ما يهدد اختيارات المرأة و حريتها الفردية خاصة وان هؤلاء يوظفون الدين في حربهم الجديدة .

وهذا في حد ذاته تحريض على العنف ضد المرأة باسم المقدس يستوجب هو كذلك تشريع قانون لمحاربته والمعاقبة عليه حتى تسلم المرأة من العنف المتستر بالدين أو العنف المقدس ، وهنا تكمن خطورة ما ذهبت إليه الحقاوي ، إذ فتحت شهية الغوغاء من جديد للهجوم على المرأة.

وإذ قلت سابقا بأن مشروع قانون التحرش يعكس قصر نظر الوزيرة فذلك من باب حسن الظن بها،علما أنه يمكن أن تكون الحقاوي و- لإعتبارات ايديولوجية صرفة- تهدف أساسا إلى خلق جبهة جديدة للحرب ضد المرأة المغربية وجعلها نشازا في الفضاء العام لأن السياسة لاتقوم دائما على حسن النوايا.....

قلت بأن المشروع متهافت لأن الحقاوي لم تدع الحركة النسائية المغربية للمساهمة في النقاش حول الموضوع الذي يحتاج إلى نقاش مجتمعي تشارك فيه الحركة النسائية والفاعلون السياسيون و المدنيون و الأكاديميون من مختلف التخصصات لعلنا نكون صورة جامعة وشاملة حول موضوع العنف بدل اختزاله في البعد الجرمي و الجنحي.....

قلت أن المشروع بنظرته الإختزالية تلك ما هو إلا للتوظيف السياسوي، ذلك اننا نتذكر جميعا أن الوزير سعيد السعدي في حكومة التناوب الأولى جاء بخطة وطنية لإدماج المرأة في التنمية وهي خطة جامعة شاملة كان سيكون لها الأثر الإيجابي على المرأة المغربية ، فقامت الحقاوي آنذاك و معها حزبها- العدالة و التنمية- بحرب ضروس ضدها واصفين الخطة بالكفر و الوثنية و الزندقة، فجابت الحقاوي آنذاك المغرب طولا و عرضا لتقول لا لرفع الحيف عن المرأة لا لإدماج المرأة في التنمية ، و ذلك بتحريض الغوغاء و الجهلة ضد المرأة فسقطت الخطة ولم يبق منها سوى الشق المتعلق بالأسرة و بعد التدخل الملكي..

بعد كل هذا الا ترون أن الحقاوي تتحرش بالمجتمع المغربي وتفرغ قضاياه من مضمونها الحقيقي وتعمل على تجنب النقاش الحقيقي والعلمي حولها ؟
-أليست الحقاوي و حزبها من أنصار العنف و الإقصاء الذي يستهدف المراة بتحريضهم ضد الخطة المذكورة .؟
- ألا تتناقض الحقاوي مع نفسها كليا بحيث يبدو قانونها قزما أمام خطة السعدي في حكومة التناوب ؟
- أليس العنف الإقتصادي الذي يمارسه حزب المصباح من خلال سن سياسة الغلاء و المصالحة مع الفساد و الإستبداد تحرشا بالرجل و المرأة والطفل معا ؟
- أليست الزيادة في حليب الرضع حربا على الأمومة وطعنا للمرأة والطفل الرضيع؟
- أليس المطلوب من الحقاوي و من الحكومة عموما إقرار المساواة و المصادقة على كافة المواثيق الدولية المرتبطة بقضية المرأة؟
إن عدم أخد مسألة العنف ضد المرأة في جميع مناحيها و تشعباتها ، و إلهاء المغاربة بقضايا جزئية معزولة عن سياقاتها لخير دليل على أن الحقاوي لا تملك استعدادا و لا إرادة سياسية للتعاطي الإيجابي مع قضايا المرأة ، و هي دليل كذلك على فراغ جعبة الحكومة و عدم امتلاكها لأي مشروع مجتمعي قادر على تحسين الوضع الإعتباري للمواطن المغربي المقهور....

#احمد_الطالبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل