أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الطالبي - رسالة إلى معالي و زير الخفافيش















المزيد.....

رسالة إلى معالي و زير الخفافيش


احمد الطالبي

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 23:59
المحور: الادب والفن
    


لكثرة ما ضجرت اليوم، و لكثرة ما انكسرت نفسي حزنا وغما، سمعت طنينا في أذني، فاسترخيت. ومن فرط كل ذلك التعب، سافرت بحثا عن ذكرى جميلة تزيح عن صدري ثقل الأحزان والهموم....
فجأة، وفي مكان قصي من ذاكرتي،رأيت قبسا ، فتوقفت عن التفكير.هذه هي اللحظة - كذلك اعتقدت - كان صباحا عبوسا، زمجر فيه الرعد بكل ما لديه من قوة وجبروت .اشتعلت البروق في ظلمة السماء، أصابتنا رعشة ، وامتلأت نفوسنا رهبة واعتقدنا أنها النهاية لكثرة ما تحدث عنها المنجمون . فقلت لأخفف عن نفسي من فزع اللحظة – ما أجمل آن تموت و أنت تبتل بالمطر. إنه ماء السماء، حيث الطهر، وأن تبتل بالمطرالطاهر يعادل عما من الصلوات. هكذا وسوست لي نفسي، وتمنيت أن تسقط علي قطرة من ماء السماء لحظة خروج الروح.قطرة واحدة تكفيني للدخول إلى الجنة ، لست جشعا يا ربي .بللني بقطرة واحدة من ماء العلياء البعيدة ، البعيدة جدا، العلياء التي لا نراها نحن،حيث أنت وحيث نورك وجلالك ...
قصف الرعد مجددا ، قفز قط كان بجانبي، من فرط الفزع ،هدأت من روعه ابنتي، ماسحة على رأسه فنام إلى جانبها . سمعت أزيزالنوافذ والأبواب من شدة القصف.........
في الظهيرة ، توقفت الزخات ، بعد أن ارتوت الأرض و سكن اللهيب الذي بداخلها ، ففاحت رائحتها الزكية ......
انسحب ما تبقى من السحب، فبدت السماء بفستانها الأزرق وبخيوط الشمس المنسابة من كل جنباتها عروسا أسطورية ، عشتار في أبهى حللها.
خرجت الكائنات الصغيرة والكبيرة ، المرئية وغير المرئية ، الكل يريد نصيبه من اللذة، نصيبه من لحظة نادرا ما تحصل.
بدوري ، خرجت لآخذ حصتي من الهواء الرطب الذي خلفه سقوط المطر كي أملأ خياشيمي ، و أعب رئتاي برائحة التراب المبلل ، اعشق تلك الرائحة ..
الأطفال هنا وهناك يرددون: أشتاتاتاتاتا أوليدات الحراثة ،الفتيات يرسمن مربعات على الأرض الندية للاستمتاع بلعبة بيسو.....
النمل بدوره كان من الخارجين ...توقفت لحظة عند مغارة، صف طويل اسود ومنتظم يدب بالحركة ، أصغيت بكل ما لدي من تركيز،لعلي اسمع دبيبها فلم افلح .فتذكرت للتو ما قاله لنا أستاذ ونحن صغار في المدرسة، ليشرح لنا –عبارة إن الله سميع...- فقال : يسمع دبيب النملة السوداء ، على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .حملقنا الصغار في بعضنا البعض فقال لي زميلي : ما معنى دبيب ؟ فقلت لا اعرف .وكان الأستاذ قد شرع في كتابة ملخص للدرس على السبورة .وببراءة الطفل، قال صديقي :النملة السوداء ،السبورة السوداء. رد مجتهد: دبيب ، دب الحلزون فوق حجارة ..فركت عيني. فتمتمت :البشرلايسمع دبيب النمل، وانصرفت عن الذكرى، وقلت في نفسي: سبحان الخالق وتابعت سيري.
تفلسفت قليلا: كم هو رائع تفسير المعتزلة لصفات الله .. سميع بذاته ، بصير بذاته ،عليم بذاته .الصفات هي عين الذات، يا حلاوة العقل...
انبسطت أساريرالناس ، واستبشروا خيرا بغزارة المطر، سمعت احدهم يقول لصاحبه:لا شك هذا عام الخير.
و لأني لا أملك ضيعة ولا فدانا، وليس لي فوق الأرض سوى ما يسع قدماي مشيا أو ما يسع جثتي قبرا إذا يسرا لرحمان .قلت : بم سينفعني المطر؟
ولأني رومانسي الطبع تذكرت شيئا له علاقة بالمطر، شيء لا يتذكره، ولا ينتشي به، ولا يسكر به إلا الغاوون - وفي الغواية حياة -...تذكرت بدر شاكر السياب. في قصيدة : أنشودة المطر:
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر.
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر.
عيناك حين تبسمان تورق الكروم.
و ترقص الأضواء كالأقمار في نهر يرجه المجداف وهنا ساعة السحر.
كأنما تنبض في غوريهما النجوم ...
و تغرقان في ضباب من أسى شفيف..
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء......
بدأت استمتع ،وأتساءل :هل يستمتع الآخرون مثلي ؟ لا يهم ، لكل بلواه والغواية بلواي هههه..
غير بعيد عن المكان الذي و صلت إليه، لمحت في حديقة عمومية شابا يهمس في أذن فتاة شقراء شيئا...
تذكرت من جديد قصيدة – حب تحت المطر لعبد الوهاب البياتي:
واترلو كان البدء..و كل جسور العالم تمتد لواترلو
لتعانقه ، لترى مغتربين التقيا تحت عمود النور .
ابتسما، وقفا وأشارا لوميض البرق وقصف السحب الرعدية......

فقلت في نفسي، ربما الشابان ليسا على علم بغزوات، كتائب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ظهرت في بعض المناطق، ضدا على القانون وحقوق الإنسان . والذين يفهمون في تلك الأمور، قالوا إن هذه الكتائب تسمى – الخفافيش- ولهم وزراء .همهمت: لماذا يسمونهم خفافيش؟ لماذا يقولون عنهم ذلك وهم بشر مثلنا.
لماذا ؟ خ ف ا ف ي ش ؟ خ فا ف ي ش..؟
هؤلاء بشر وعندهم لحي، و الخفافيش ليست لها لحي، بل أجنحة. هذه مشكلة وأنا لا أفهم في السياسة واستعصى علي الأمر فقلت في نفسي : اسأل أحدا من المارة ؟ سيضحكون علي ، أخاف على كبريائي...
خمنت ولم لا أقصد مغارتهم واسألهم : لماذا يقولون عنكم خفافيش؟ أوابعث رسالة إلى كبيرهم - و أطلب منه بموجب الدستوران يمكنني من – المعلومة –
المواطن لا يجب أن يبقى جاهلا بحقائق الأشياء لكي تتقدم بلادنا أكثر.
كيف سأكتب ؟ كيف ؟ هل أراجع كتاب الرسائل ؟ و بما أن الموضوع مهم ومستعجل، فقد قررت للتو أن أكتب رسالتي :
إلى معالي الوزير كبيرمغارة الخفافيش ..
تحية واحتراما لكم سيدي الوزير، و بعد:
أطلب منكم بموجب الدستور،أن تمكنوني من حقي في المعلومة المتعلقة بما يلي :
لماذا يسمونكم- خفافيش- ؟
ولا يخفى عليكم سيدي،أن تمكين المواطن من المعلومة، يعتبر لبنة أساسية في التأسيس للشفافية و محاربة الضبابية في تدبير الشأن العام والسلام عليكم، ودامت لكم الصحة والعافية يا معالي الوزير- كبيرا لخفافيش-
و أنا أختم رسالتي، تذكرت درسا في البلاغة: التشبيه والاستعارة ؟
آه، فهمت. ما أبلدني، الخفافيش تعيش في الظلام، وتخاف من النور. والآخرون ؟
إنهم يقترفون كل الكبائر في المغارة : منهم من.. و منهم من.. ومنهم من.. وعندما يطلون علينا يقولون: نحن أئمة الزمان، و ملائكة الرحمان :
في تلك اللحظة عادت السماء إلى حالها، قصف رعد ثم ثان ، فانهمرت و أسرع الناس للاختباء .
مطرمطر مطر......
أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟
و كيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
و كيف يشعر الوحيد فيه الضياع ؟
بلا انتهاء، كالدم المراق ، كالجياع ، كالحب ،كالأطفال كالموتى هوالمطر........
فجأة سمعت زوجتي تقول: هل سمعت الخبر ؟
قلت: لا ماذا جرى ؟
قالت: استشهدت نعيمة بالمصحة وهي تصارع المخاض ، صعقت وعدت إلى حالي أقول: نعيمة قتلت بالإهمال وقبلها نجمة وأخرى في زاكورة وووووووووووو.. فراودتني الأحزان والوساوس من جديد، في وطن الأحزان....
وعادالطنيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين إلى أذنييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي.



#احمد_الطالبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وساوس في باب ما جاء في زواج المخزن و الحكومة الجديدة
- وساوس في السياسة
- الوطن أولا و أخيرا
- نحن لا نخاف منهم .
- عن الفساد و الإستبداد و الإستفزاز
- فصل المقال في ما بين الديمقراطية و الشورى من انفصال
- في الحاجة الى العلمانية او الديمقراطية المفترى عليها
- أزمة التنوير في بلاد الاسلام
- التعددية النقابية و مأزق الانتماء
- الانتقال الديمقراطي بين الزعيق المخزني و تكديب الواقع
- ملاحظات بصدد المسألة الاجتماعية - عالى هامش دعوة كدش للاضراب ...
- ما هي السلطة ؟
- هل يمكن التسليم بديمقراطية المخزن ؟
- الديمقراطية تهل علينا من الرحامنة
- هل حقا يتجه المغرب نخو الديمقراطية


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الطالبي - رسالة إلى معالي و زير الخفافيش