أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - الى اولادي بعد التهجير














المزيد.....

الى اولادي بعد التهجير


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عند مغادرتكم العراق في بداية التسعينات بعد هزيمة النظام السابق المنكرة، توفرت لكم فرص يفتقدها الغالبية من جيلكم في الداخل، فتعاملتم مع الكومبيوتر بشكل مختلف وقبل سنواتكم الاولى في الابتدائية. وشهدتم معالجة الحقائق التاريخية والعلمية من مناقشات زوارنا ومع اطياف مختلفة، وتبينتم ذكاء البعض وحمق البعض الاخر وجهل الاخرين. واثرت سلبا عودتكم للعراق قبيل السقوط على عدد الزوار ونوعية المناقشات، ليذكرنا الجيران باهمية ووجوب الاحتفال بعيد ميلاد القائد الضرورة! واصرار المدارس على ترديد كلمة النصر المبين لينسى الناس مرارة الهزيمة والحصار، وكيف تابعوا مغادرتي الدار في ساعة مبكرة من ذلك اليوم لكي لا اشترك في الاحتفال.
ومن القضايا الساخنة ايامها (خارج القطر) كانت التعامل مع النص وخاصة النص الديني والتفسير ودور العقل واشارات المعتزلة الاولية لدور العقل. وتبلدت عقول العديد لتلتصق بالنص الحرفي، وتقدس اراء رجال امضوا سنوات العمر في الصوامع خوفا من الدنيا واشكالاتها والتعامل مع المتغيرات ويجترون ما كتبه رجال القرون الماضية لأنها الصواب.
كيف ستجدون قدسية النص الديني بعد الان وبعد ان تفقدوا ذويكم وبعضكم (لا قدر الله). فقد وردتنا ورقة الانذار بترك المنزل (نهاية شهر حزيران) بنص اية لتزعزع كيان الاسرة حيث الخوف والقلق والارتباك والانتقال السريع الى مكان اخر يخلو من معظم اثاث دارنا وترتيب سكن جديد لنترك اعمالا فكرية (اكمال كتابة بحث من نتائجه وانجاز مقال ومتابعة طالب دراسات عليا) وتموت الامال والاحلام. واذ كنا شيعة جاورت اغلبية من السنة فتكابد عوائل سنية تجاور اغلبية شيعية مثلنا. وكل اوراق الانذار بترك السكن تستند لايات نزلت على الرسول (ص) من اجل انقاذ العرب والعالم من الهاوية (وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله اياته لعلكم تهتدون) (ال عمران الاية 103). والمصيبة ان هناك بين السنة والشيعة من يبرر هذه التصرفات بايات من القران الكريم ذلك لتهدأ النفوس (وان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس ....) (سورة ال عمران الاية 140) فيدلوا بارائه مفسرا كلام الله سبحانه.
هل ستدركون يوما ان اللغة العربية (لغة القران) سببت كل هذه الاشكالات في المجتمع نتيجة الاختلاف في التفسير حيث الكلمة وموقعها من الاعراب والصورة البلاغية، وبعدها الاستجابة للامر من الاية. فيهدد المسلمون ويهجر بعضهم بعضا ناهيك عن الديانات الاخرى. وربما ادرك ذاك النفر نتيجة تصرفاته، والايات وقد بقت قرون طويلة في اللوح المحفوظ (حاول نصر ابو زيد مناقشة هذه البديهية من خلال اسباب النزول واللغة ويعطي للزمان دورا ايجابيا في ذلك فكفره الازهر وطلقت محكمة شرعية مصرية زوجته بدون ارادتهما فعاقبوه لاستخدام عقله فترك مصر ومن فيها). وتؤثر في الادراك عوامل عديدة منها الذكاء (الوراثي والمكتسب) والتطور الزمني لاستخدام الكلمة والجملة وفعالية الحواس والقدرة على التصور والمكان.
ظهرت قواعد اللغة العربية بعد اكثر من قرن على انقطاع الوحي، فقد اهمل العرب قواعد لغتهم رغم اهمية اللغة العربية في القران. لقد وضعها ذوي الاصول الفارسية بعد محاولات الامام علي بن ابي طالب (ع) وابوالاسد الدؤلي الاولية. ويضيفوا وضع علم العروض بعد قرون طويلة على توارد الشعر العربي. وبدء تدوين وتوثيق الحضارة العربية ورغم اهمال العرب التوثيق والتدوين والاستنباط والاستنتاج والقياس حتى بعد اختلاطهم بالامم وحضاراتها نتيجة الفتوحات التي كدست ثروات ضخمة لهم ليبتعدوا عن حضارة الاخرين بدعوات القادة (قدم ونشر الحضارة الاسلامية للعالم ابناء الجاليات الغير عربية كما يوضح عدد من المفكرين مثل حسن الترابي وربما لاهتمام العرب بالسيف فقط).
ويتداول جيلكم بعد ذلك خصومات اعضاء البرلمان العراقي عند مناقشة التهجير! ليدعي نواب كل طائفة بان العوائل المهجرة منهم اكثر! حيث لعبت الافكار ومن محاولات التفسير المشار اليه في ايصالهم الى البرلمان العراقي. وبارك رجال الدين للطوائف التهجير استنادا للاية (واخرجوهم حيث اخرجوكم) (سورة البقرة، الاية 191) لينسوها كاملة (واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل ولا تقاتلوهم في المسجد الحرام حتى يقاتلونكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين)(سورة البقرة الاية 191) والخطاب واضح للمهاجرين والضمير للكفار من قريش (القرطبي) وتم نسخ الاية بنزول سورة براء.
حاول العديد ان يلمع صورة السلف الصالح في مناهج الدراسة (ساطع الحصري واتباع القائد الضرورة بعده)، فتجاوزوا احداثا تاريخية واشكاليات كثيرة وعلى سبيل المثال القتل الجماعي في قبيلتي جذيمة وكنانة (يبررها المؤرخون باخطاء في استيعاب لهجات القبائل العربية وقتها). ويفخر المؤرخون بطرق معالجتها (دفع الدية والتعويض والاخبار عن دخول القتلى نتيجة خطا قائد عسكري للجنة). ويفوز ذلك القائد بالجنة بعد ان تبرأ رسول الله (ص) من اعماله واختلف القوم عليها بعد وفاة الرسول (ص). لقد فاز بالدنيا بعد ان حرمها على من قتلهم خطأ، واصبح مثالا يحتذى به فشاعت عبارة دخول البريء للجنة عند قتله هذه الايام. وتبرز اشكالية للعدالة حاشا لله ذلك. وتغنى ادباء العراق بالخراب الجميل على صعيد القصة والقصيدة والمقالة ابان الحرب العراقية الايرانية والحصار تحت ظل العريف الرقيب وبعد ان شارك قادة فرق الاعدام في الانتاج الادبي وابدعوا بوصف القتل والدمار فقد تعززت افكار العنف لدينا عبر الزمن. لقد لعب الادباء في العراق دورا في تجميل العنف والخراب ابان المرحلة الماضية واضافوا له نكهة دينية مستخدمين الايات لغير اغراضها ليلعبوا دور المفسرين.
والامويون (طلقاء قريش) مثالا لقتلة هذه الايام، فهم اول من قطع الرؤوس احتفالا ونقلوها عبر الصحراء الى دمشق مقر الخلافة الاسلامية (واقعة الطف حيث قتلوا الحسين عليه السلام وصحبه الطاهرين). واصبحت تقليدا وظهرت هذه الايام الرؤوس المقطوعة في الافلام ثم في الصناديق على قارعة الطريق.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيانات ثلاث
- الخزرجي والحرب العراقية الايرانية
- هذيان بعد اعلان نتائج الانتخابات
- مهام اهملتها الحكومات المتعاقبة في العراق لتتبناها الحكومة ا ...
- هذيان عشية الانتخابات في العراق
- هذيان سياسي مرة اخرى
- مرشحون!
- التيار الديمقراطي في الحياة السياسية
- العراق، الدولة المازومة
- انتاج الصحة
- ندوة حول واقع حرية التعبير عن الراي في العراق
- ذكريات من اذار 1991
- حرب وحروب
- مفراس القلب الملون في اطروحة ماجستير
- تكريم طبيب
- دعوة لقراءة جديدة للاحداث في العراق
- ليبرالي
- وهم حادث تكرر في بغداد
- سيرة اب - ابو الشهيد
- سيرة اب حب المغامرة


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - الى اولادي بعد التهجير