عادل محمد - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 11:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السادية هي الحصول على اللذة والمتعة بتعذيب الآخرين. ولكن بالنسبة للقادة الطغاة يتطور هذا الداء إلى مرض جنون العظمة وحب الهيمنة المفرطة، وإجبار الآخرين بما يريد عن طريق ترهيبهم . كما يعاني من العصبية الشديدة وعدم الشعور بالذنب، ويستخدم العنف والوحشية مع الآخرين بهدف السيطرة وإجبارهم على القيام بما يريد، ويعتقد بأن القوة والسلطة أهم شيء في الحياة، ويمارس الشتم والسخرية والتقليل من شأن الآخرين وتجريح المشاعر وسحق الكرامة. الشخص السادي يشعر باللذة والنشوة من إيذاء الآخرين، وفي أكثر الأحيان تصل درجة العنف في الممارسة السادية إلى قتل الضحايا. هذه أوصاف وصفات الطاغية الخميني والمجرم البغدادي ومعظم طغاة العالم المصابين بجنون العظمة والمتعطشين للقتل والدمار.
عرفت الخميني في بدايات ظهوره عندما زرت إيران في أغسطس 1964، وكنت أسمع خطبه وأحاديثه بواسطة الأشرطة الصوتية، وصرت مغرم به لأنني كنت أعتقد بأنه معارض للنظام الملكي ويدافع عن حقوق الشعب الإيراني. بعد عصيان الشعب ضد الشاه وعودة الخميني إلى إيران في 1979، سعدت كثيراً بسقوط النظام الملكي وكنت أدافع عن الخميني وكبقية الوطنيين واليساريين أصبحت من أنصار الخميني وما كنت أظن الثورة الشعبية، لكن اتضح لي فيما بعد بأنها ثورة زائفة. لكن بعد نحو عامين من متابعة الخميني والأحداث في إيران وخصوصاً سماع خبر حرق سينما ركس في مدينة آبادان وقتل نحو 500 شخص بواسطة الملالي، عشية الثورة الكاذبة واتهام "السافاك" لهذا العمل الشنيع من أجل تحريض الناس ضد الشاه، وثم تفجير مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد بعد الثورة، واتهام منظمة مجاهدي خلق بهذه الجريمة لهدف القضاء على مجاهدي خلق، تغير اتجاهي وموقفي من الخميني وأعوانه وصرت مناهض للزمرة الخمينية.
الخميني كان شخصية غامضة ومعقدة ومصاب بداء جنون العظمة ونادراً ما كان يُشاهَد وهو يبتسم، وكان يتحاشى النظر المباشر في عيون الشخص الذي يحاوره. واتضح للجميع بأن وعوده وأقواله كانت أكاذيب وفقاعات تتطاير في الهواء. بعدما أحكم سيطرته على إيران قام بإصدار أوامر إعدام الوزراء والقادة العسكريين في النظام السابق، والسجناء من أعضاء مجاهدي خلق، وثم اليساريين وحتى أمر بإعدام مترجمه ومشاوره في المنفى ووزير خارجيته "صادق قطب زاده" بتهمة المشاركة في الانقلاب ضد الملالي، بالإضافة إلى إعدام رئيس الوزراء أمير عباس هويدا و"السيدة فرّخ رو بارساي" وزيرة التربية والتعليم. الطاغية الخميني المصاب بالسادية كان يستمتع بمشاهدة أجساد ضحاياه المضجرة بالدماء فوق سطح مدرسة العلوية التي كان يسكن فيها، كما قام بقمع الأكراد في كردستان. الغدر والخيانة كانت من صفات الخميني الذي ورثه قادة نظام ملالي المستبد والفاسد أمثال خامنئي ورفسنجاني، اللذان خططا لاغتيال أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض "عبد الرحمن قاسملو" الذي دعا إلى الحوار مع الحكومة الإيرانية لحل الخلافات الجوهرية، لكن خامنئي ورفسنجاني غدرا به وتم اغتيال قاسملو مع أثنين من مساعديه أثناء الاجتماع في فيينا في 13 يوليو 1989، بواسطة رجال الاستخبارات الإيرانية الذين حضروا بصورة أعضاء الوفد للتفاوض. كما تم اغتيال خليفة قاسملو وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني "صادق شرفكندي" وثلاثة من رفاقه في مطعم ميكونوس في برلين عام 1992. هذا بالإضافة إلى اغتيال عشرات من المعارضين الإيرانيين داخل وخارج إيران.
"الخميني وصدام وجهان لعملة واحدة": الشعب العراقي المغدور وجميع شرفاء العالم لا ينسون جرائم المقبور صدام حسين ضد الشعب العراقي وخصوصاً الأكراد الذين أبادهم صدام بالسلاح الكيميائي، وكان البادئ في الحرب العراقية الإيرانية. هناك وجه تشابه بين الخميني وصدام في الغدر والخيانة وقمع وقتل المعارضين الإيرانيين والعراقيين بطريقة وحشية، حيث صدام حسين كان قاسي القلب ومصاب بالسادية وجنون العظمة. وهذه الأوصاف توجد في قادة المنظمات الإرهابية كالقاعدة وطالبان وبوكو حرام، والجماعة الإسلامية وجبهة النصرة والحوثيين، وحزب الشيطان اللبناني وميليشيات التيار الصدري، وخصوصا الإرهابي والجزار أبو بكر البغدادي زعيم عصابات داعش المجرمة، الذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويقطع الرقاب بدم بارد، وينسف ويدمر البيوت والمدن ويقوم بتهجير آلاف المواطنين من ديارهم، ويهدد ويقتل أهل الشيعة والمسيحيين ويدمر المراقد والكنائس، وحتى فجّر بيت أمير قبيلة سنية لأنه لم يبايعه.
القاتل والمجنون البغدادي ينصب نفسه خليفة للمسلمين ويطلب منهم مبايعته، مثل جميع الطغاة والمجرمين السنة والشيعة الذين يتسترون بالدين من أجل مآربهم وتحقيق أهدافهم القذرة.
في الختام أدعو القراء الكرام إلى قراءة بعض ما جاء في مقال "العبور إلى الجنة.. مفتاحها حزام ناسف" للكاتبة اليمنية سامية الأغبري، الذي يحكي لنا جانب من الجرائم البشعة التي يرتكبها الإرهابيين المجرمين الذين يسمون أنفسهم"المجاهدين الإسلاميين"؟!.
كانوا يستعدون للاحتفال بعيد الوحدة, كانت بروفات الاستعراض العسكري , وكانت حقيقة الموت ,هناك في السبعين تنتظر جنودا حديثوا التخرج لازالوا يحلمون بالمستقبل وبوطن تبنيه سواعدهم وتحميه أرواحهم أملوا بمعانقة المجد ,لكنهم بدلا من معانقة المجد-عانقوا الموت وعانقت أجسادهم وأشلائهم بعضها بعضا, أتاهم احد سفراء الموت ووكلاء السماء, مندوبوا الجنة والنار ,احد أنصار الموت عدو الحياة , احد الراقصون على الدماء والأشلاء, واحد من الذين بإسم الله يقتلون.. يذبحون .. يدمرون ويسحقون كل شيء جميل في الحياة, يصلبون, تقطع الأعضاء والأجساد, بحجة القيام بحدود الله !المهم أتوا إلى السبعين ليسقطوا أكثر من مائة شهيد وثلاثمائة جريح لايزالون صغارا,, مقبلون على الحياة وعلى المستقبل بفرح وطموحات وآمال كبيرة, وحتى ذلك الشاب الذي لف حول خصره حزام الموت هو أيضاً لايزال في مقتبل عمره , كيف أثروا به , كيف أقنعوه بتمزيق جسده وجسد إخوة له, إنه العبور إلى الجنة بالدم وبالجثث ,جنةٌ مفتاحها حزام ناسف! نستيقظ على فاجعة, ولما نزل تحت صدمتنا الأولى باستشهاد أكثر من 25 جندياً في أبين قبل جريمة السبعين بيوم كانوا يتقدمون وقيل دون ذخيرة ليطهروا المدينة من عصابة القتل والإرهاب فيقتلون في كمين!.
نعم استيقظت صنعاء على صوت ذلك الانفجار, واستيقظ اليمنيون وكل العالم على تلك المشاهد المروعة, الجثث والأشلاء المتناثرة في ميدان السبعين, جريمة يهتز لها عرش الرحمن, صنعاء حزينة شاركتها وقاسمتها كل محافظات الجمهورية الألم الحزن.. والدموع, كأخرى,وكل شهيد ينتمي لهذه الأرض, لهذا الوطن! فاجعة بعد أخرى , وكم هي فواجعنا ومواجعنا , وكما قلوبنا كم يقطر هذا الوطن دموعا ودم! لم يغمض لي جفن يوم المذبحة, كلما حاولت النوم رأيت الأشلاء المختلطة بالدماء ,و جثث شباب مكومة تعانق بعضها, واعتقد اليمن كل اليمن لم يغمض لها جفن تلك الليلة , اليمن كلها تبكي أبنائها الذين قتلوا بيد من يفترض أنهم إخوتهم في الدين! ولكن كيف قضى المدبرون لتلك الفاجعة ليلتهم؟أيألمون كما نألم, كما تألم الثكالى واليتيمات والأرامل؟! هل تخيلوا حجم معاناة ومأساة ذوي الشهيد؟ربما لو كان في معركة لتوقعوا عودته شهيدا, لكنهم في بروفات فرائحية أحداً لم يتوقع وصول الإجرام والإرهاب لهذا الحد ولذلك المكان؟!، هل يدركون كم أم كانت تنتظر رؤية ابنها المتخرج حديثا من كلية الشرطة لتراه ببزته العسكرية في عرضٍٍ عسكري بميدان السبعين وتفاخر به"إنه ولدي فلذة كبدي" وبدلا من ذلك رأته جسد ممزق ؟كم أم عاد إليها ولدها من أبين وقد فصل رأسه عن جسده بيد أنصار الشيطان؟ كم جثة متفحمة أبى فؤادها التصديق أنها جثة ولدها ؟! لكن من يقطع الأيدي والأرجل ويجز الرقاب بإسم الله لن يتورع في ارتكاب تلك الجريمة وبتلك الوحشية والبشاعة.
#عادل_محمد_-_البحرين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟