أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني















المزيد.....

صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني
تميم منصور



العدوان البربري الاسرائيلي على قطاع غزة يضيف كل يوم تراكمات جديدة ومعالما كانت لا تزال تتستر وراء ظلال الواقع الصعب الذي يغطي سماء الشرق الاوسط ، كما انه كشف وبشكل واضح التحالفات الاقليمية التي عملت امريكا كل جهودها لرسم حدودها السياسية والجغرافية .
اهم ما ظهر حتى الآن بانه على جميع المواطنين العرب داخل الاقطار العربية وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني التسليم بان مصر لن تعود في المستقبل القريب على الاقل لأخذ دورها العربي والاقليمي الطبيعي والشرعي ما دامت سلاسل وقيود اتفاقية كامب تصادر ارادتها ولا تحررها من العزلة والطوق الذي يمنعها من العودة الى ذاتها كدولة مواجهة .
اعتقدنا ان ثورتين شعبيتين متتالتين كافيتان لإزاحة هذه القيود وتحرير مصر من التبعية والعدمية القومية والسياسية ، هاتان الثورتان لم تقدرا على ربط الشرايين التي كانت تضخ الدم الثوري المصري الى العرب ، تم تعيده من العرب الى مصر ، أعادت هذه الاتفاقية مصر الى سنوات الثلاثينات والاربعينات ، وقد صدق احد المفكرين اللبنانيين انطوان الجميل رئيس تحرير الاهرام في سنوات الاربعين عندما قال : نريد ان نكسب مصر لجانب فلسطين ولبنان وسوريا ، انهم يسموننا بالدول الشرقية ، لا فرق عندهم بين موقع القدس وموقع دمشق ولا فرق عندهم بين مشكلة اليهود ومشكلة الاقباط ، الكل عندهم سواء ، وما موقف مصر من المقاومة الباسلة في غزة ، والمقاومة اللبنانية والهجمة الشرسة التي تقوم بها العديد من الشخصيات السياسية المصرية ووسائل الاعلام المغرضة واغلاق معبر رفح سوى صورة من صور موقف مصر الهزيل من قضايا الامة العربية باستثناء الفترة والمرحلة الناصرية .
ان الدماء التي تسير في شرايين غالبية القيادات السياسية المصرية ، منذ عهد السادات حتى اليوم ملوثة بالتواطؤ والخنوع وفقدان الارادة ، لذلك لا يقبلها سوى جسد سلطة ابو مازن ، لأنها تتكرر داخل مختبرات امريكية وسعودية واماراتية واسرائيلية .
لقد كشف هذا العدوان معدن الحكام الجدد في مصر ، واثبت بأن مصر لا زالت كبيرة في حجمها ومقزمة في جوهرها وقدراتها .
لقد افلحت اتفاقية كامب ديفيد بعزل مصر وانطوائها ورجوعها الى الفرعونية اكثر من اقترابها من محور العروبة الثوري والقومي التحريري ، في عهد السادات حاول ايجاد كل المبررات لانحرافه وهروبه في مصر وقذفها داخل معسكر الامبريالية التي نهبت ولا تزال كرامة العرب وثرواتهم ، ابعد مصر عن حليف استراتيجي قدم لها كما اعترف الرئيس الخالد عبد الناصر من الابرة للصاروخ ، والغريب ان غالبية الشعب المصري لم يتحرك ساكنا رغم آلاف المصانع التي اقيمت بفضل وبدعم الدول الاشتراكية في حينه ، وهذا دليل على انه لا يملك اية ثقافة قومية او أي اجماع فكري تقدمي قادر على تنظيم الطبقات الكادحة التي خرجت من رحم ثورة 23 يوليو سنة 1952 .
ففي الوقت الذي تقوم به حكومة اليمين الفاشي في اسرائيل بإحدى اكبر الجرائم بحق البشرية التي وقعت بعد حرب فيتنام ، فان الرئيس المصري لم يتفوه بكلمة واحدة لإدانة العدوان ، ولم يتطرق في أي تصريح عما يحدث على مرمى حجر من معسكرات جيشه في رفح المصرية والعريش وغيرها ، الجميع ادانوا هذه الجرائم من ايران الى تركيا الى ماليزيا والصين وكوريا الديمقراطية وكوبا ، فقط غالبية الملوك والرؤساء العرب وفي مقدمتهم الرئاسة المصرية لم يدينوا هذه الجرائم ، ان تحرير مصر من حركة الاخوان الذين نادوا بالأممية الاسلامية لم يغفر له عزلها ووقوفها هذا الموقف المجرد المتواطىء .
انه يكرر دور السادات عندما وقف يصرخ بأعلى صوته وهو يصافح اسرائيل اثناء عدوانها على لبنان عام 1982 ، قال ارفعوا اياديكم عن لبنان ، وكان يقصد سوريا التي ضحت بالآف الجنود دفاعا عن عروبة لبنان ووحدتها ، اليوم السيسي يكرر السيناريو ذاته ولكن بصمت وحصار وملامة وتصفية حسابات الى درجة التشفي ، جاء مبارك واستمر بالتفريط بمقدرات وقدرات وكرامة مصر ، وحول مصر الى حليف وعمق استراتيجي لأمريكا واسرائيل والغرب عامة ،السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ماذا يقول المصريون قيادة وشعبا واضرابا عندما يتذكرون بان الوقود الذي يحرك آلات القتل والدمار من طائرات وسفن حربية ودبابات هو وقود مصري فرضته اتفاقية كامب ديفيد ، لماذا لم يفرض ثوار مصر وملايين ميدان التحرير على النظام الحالي وقف هذا النزيف الخياني الذي لم يتوقف ؟ لماذا يصرون على المحافظة وتثبيت تركة السادات ومبارك وعمر سليمان واحمد نظيف وغيرهم ، اذا لم يفعلوا ذلك لماذا قامت الثورة اذن.
ان موقف مصر من العدوان الحالي لا يشير الى أي موضوعية ومجردا من كل مقومات التضامن ، بل هو جزء من الحصار الذي تفرضه اسرائيل ويثبت بان دورها العربي والاقليمي لا يتعدى كونها ساعي بريد او حاملة لحقائب وملفات الوساطة بين اسرائيل والدول والمنظمات التي تعتدي عليها ، آخر المهمات البريدية والحقائب التي حملتها مصر ما هي الا امتداد للمهمات التي كانت تقوم بها في عهد مبارك ، اختارت مصر اكثر الواجبات والمهمات سهولة وسرعة ، تمثل هذا بتقديم اقتراح مستعجل وارتجالي بوقف اطلاق النار دون التشاور مع اصحاب الشأن وهي المقاومة في غزة . ان هذا الاقتراح السريع الارتجالي زاد من اتساع شرخ الانقسامات والخلافات بين حركة فتح وحركة حماس ، وكاد ان يعصف بالمصالحة وهذا ما تسعى اليه اسرائيل ، هذا الاقتراح وضع المقاومة في خانات الارتباك والحرج لأن اسرائيل شريكة في هذه اللعبة وسارعت الى الموافقة عليه ، وهذه هي المرة الاولى التي توافق بها اسرائيل على وقف عدوانها قبل ضحيتها المعتدى عليها .
المبادرة المصرية لا تمثل مصر الثورة التي كنست جماعة الاخوان المسلمين ، ولا تمثل مصر التي اطاحت بالسادات ومبارك ، لكن هذا المد الثوري على ما يبدو قد توقف بوصول السيسي الى قصر الاتحادية وقصر القبة وغيرها من القصور الرئاسية ، لأنه ما زال يحبو في مجالات السياسة وعوده لّين ، تلعب به السعودية وامريكا كما يريدان خدمة لإسرائيل او ربما انه لا زال اسيرا للوضع الداخلي ، بسبب حالات التفكك الاجتماعي في مصر وبسبب الفقر المدقع وارهاب الاخوان المدعومين من قطر وتركيا .
اهمية المبادرة المصرية لوقف العدوان كشفت عن خارطة التحالفات القائمة في المنطقة خاصة ، وهذا ما خططت له امريكا في عهد بوش ، شرق اوسط ينزف بشكل دائم ، اقتراح السيسي بعكس تحالف مصر والسعودية والامارات وامريكا وحلفائها وفي مقدمتهم اسرائيل .
كما ان رفض حركة حماس لهذا الاقتراح جاء متسرعا وغير مدروس ، لأن هذا الرفض كان موجهاً أكثر من كونه قراراً مستقلاً ، لأن قيادة حركة حماس برئاسة مشعل قد زجت هذه الحركة المقاومة في تحالفات اقليمية لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ، ولا تعمل على وحدته .
يجتهد بعض المحللين بأن رفض حركة حماس للاقتراح المصري ما هي الا جزء من موقف تحالفها مع تركيا وقطر المعارض للتحالف السابق الذي ذكرته .
اذن العدوان كشف هوية هذه التحالفات والصراع بينها ، لكن الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع الثمن ، الغريب بان قادة حماس اعترفوا بان ايران وسوريا هما من امدا المقاومة بالأسلحة المتطورة خاصة الصاروخية منها ، وان كل من تركيا وقطر لم يقدما للمقاومة طلقة واحدة خوفاً من اسيادهما في البيت الابيض ، امريكا تمسك برؤوس الحليفين المتخاصمين ، حلف تركيا وقطر وحماس ، والحلف الثاني برئاسة السعودية ومصر .
رحمة بأطفال ونساء وشيوخ جميع ضحايا العدوان الهمجي الاسرائيلي كان اجدر بحركة حماس الموافقة على وقف اطلاق النار في حينه مع الاصرار على ثوابتها اثناء المفاوضات ، الحرب والقوة العسكرية بحاجة الى مرونة وتكتيك لتحريكها ، لو فعلت ذلك لقامت بتعرية مصر اكثر و لأحدثت تصدعاً داخل المجتمع الاسرائيلي .
في رأيي ان هذا الرفض منع سقوط حكومة نتنياهو وانقذه من مطبات سياسية وعرة ، كما ان عدم القبول هذا كان لصالح عصابات اليمين المتعطشة لشرب نخب اجرامهم من دماء اطفال فلسطين في قطاع غزة ، لأن غزة بشعبها ومقاومتها خنجراً في خاصرتهم وسوف تبقى كذلك .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركات احتلالية خاصة بالصهيونية
- النقد البناء كسكين الجراح الذي يجرح ليشفي
- لكل زمن وموقف دايتون جديد
- قلة الشغل تعلم مفكر النيتو التطريز
- عندما يبكي السجان دموع النفاق
- في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل
- بين أنصار المخلوع وانصار المعزول حبل من مسد
- النقد هو الجانب الآخر للحقيقة
- قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة
- تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب
- مصالحة نتنياهو اردوغان سكاكين جديدة فوق الجسد الفلسطيني
- في حكومة نتنياهو تعددت الضفادع والنقيق واحد
- طقع حكي بماركة صهيونية
- اليمين الاسرائيلي يريد انتفاضة ثالثة
- لكل قديس نزوة
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - صراع المصالح فوق الجسد الفلسطيني