أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل














المزيد.....

في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4284 - 2013 / 11 / 23 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في مقدمة التداعيات الناتجة عن زيارة الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند لإسرائيل ، مضاعفة حالات الرعونة والعجرفة والتشدد في مواقف حكومة اليمين الفاشي برئاسة بنيامين نتنياهو ، التشدد في كافة القضايا المشتعلة في الشرق الاوسط ، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، تليها الشد على ايادي الاسرائيليين في تحديهم و" حردنتهم " ومعارضتهم لغالبية دول العالم ، وعلى رأسها سيدتهم - ماما امريكا - خاصة في مواقف اسرائيل المعادية للسلام العادل مع الفلسطينيين وموقفها من كسر الجمود خلال المفاوضات مع ايران حول المشروع النووي .
ان سياسة الترضية التي تتبعها امريكا وحلفائها وفي مقدمتهم فرنسا وبريطانيا اتجاه حكومة اسرائيل الرافضة لكل الحلول السلمية ، تذكرنا بسياسة الترضية التي حاول رئيس وزراء بريطانيا " تشمبرلين " اتباعها مع هتلر لمنع نشوب حرب كونية ثانية ، لكن سياسة " تشمبرلين " فشلت ، لأن هتلر كان يريد الحرب ولم ترضيه المناطق التي سيطر عليها في اوروبا قبل الحرب وهي النمسا ومقاطعة السوديت ثم تشيكوسلوفاكيا .
هذا ما يريده نتنياهو الذي يفتعل الغضب و" الحردنة " ويطلق التصريحات التي يحاول من خلالها عض حلفائه ، فهو يريد منع وصول اسلحة روسية الى مصر ، ويريد منع وصول اسلحة روسية الى سوريا ، ويريد ان يرى سوريا دولة محطمة لا حول لها ولا قوة ، ويريد تدمير وتحطيم ايران حليفة اسرائيل السابقة لأنه يرى بإيران قوة اقليمية صاعدة قادرة على دعم المقاومة وقادرة على الوقوف في وجه كل المشاريع الامريكية والصهيونية في منطقة الشرق الاوسط ، اضافة الى ذلك فهو يريد الحرب ويرفض رفع اصابعه عن الفتيل الذي يشعلها ، يريد الحرب لان اسرائيل فاقت في مواقفها العدائية مع جيرانها دويلة اسبارطة اليونانية .
الحرب بالنسبة للمؤسسة الاسرائيلية الحاكمة المدنية منها والعسكرية تعتبر من ضروريات وحتميات وجودها ، غالبية تصريحات قادتها السياسيين والعسكريين لا تتحدث سوى عن الحرب والدمار .
في الذكرى الأولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتي عرفت بعامود السحاب اعترفت السلطات الاسرائيلية بانها قد وضعت خطة عسكرية لاحتلال مدينة غزة ، وصرح قائد المنطقة الشمالية بأن مسألة الحرب بين اسرائيل وبين المقاومة اللبنانية هي مسألة وقت ، كل شيء جاهز لإشعال فتيل هذه الحرب .
هذه هي اللغة التي يعرفها ويفهمها الاسرائيليون ، لا يعرفون غيرها لأنها لا تجد من يردعها ويعاقبها ، فطيور السنونو القادمة من اوروبا وامريكا لترضيتها والشد على اياديها لا تتوقف ، آخر هذه الطيور كان الرئيس الفرنسي ، جاء لكسب رضاها والانحناء أمام قادتها ، جاء حاملاً على لسانه قاموس كامل من النفاق والدعم ، لقد جعل هولاند من نفسه قاضياً وشاهداً على التاريخ فأعلن أن فلسطين محللة لليهود ، فهم وحدهم من يستحقها دون ان يذكر شيئا عن سكانها الاصليين من العرب الفلسطينيين ، لقد جدد هذا الضيف المنافق وعد بلفور بروح فرنسية.
ذكرني عناقه مع نتنياهو بالمثل العربي الشعبي الذي يقول " طنجرة لاقت غطاها " كلاهما مطابق للآخر في الشذوذ السياسي ، هولاند ملائم لأن يكون اما الغطاء واما الطنجرة وشمعون بيرس ثعلب الصهيونية العجوز لم يكن اكثر من واجهة لأنه بالنسبة لنتنياهو حاضر غائب ، في اللقاء بين الطنجرة وغطاها تطابق العنف والاحتلال والتوسع وسياسة القبضة الحديدية مع زعيم فرنسا الاستعمارية المذدنبة دائما لسياسة امريكا وبريطانيا ، فرنسا التي كانت دائما تحاول المشاركة في كافة المعارك العسكرية لم تنتصر في معركة واحدة ، من معركة واترلو مع نابليون الى معركة سدان سنة 1870 بقيادة نابليون الثالث ضد المانيا ، ألى معارك الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية الى هزيمتها في معركة بيان بيان فو في فيتنام سنة 1955 ، وهزيمتها في الجزائر رغم اقدامها على ارتكاب مذابح ضد حركة التحرر الوطني الجزائرية ، فرنسا هي فرنسا ، هناك عداء مزمن بينها وبين قوى التحرر والتقدم العربية ، انها مبنيه على ذلك ، انها تتعامل مع هذه القوى بروح الاستعمار القديم والحديث ، فهي لم تكتف بالمساهمة في تقسيم وتجزئة العالم العربي بالتعاون مع بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى ، اليوم هي تعمل على تجزئة ما جزأته في اتفاقيتي " سياكس بيكو" و " سان ريمو " من أجل ذلك هي لا تتوانى على دعم اسرائيل في احتلالها وعدوانها ، كما انها لم تتأخر عن المشاركة بالعدوان على العراق سنة 2003 ، ونتيجة هذا العدوان معروفة ، كما أن فرنسا كانت السباقة في العدوان على ليبيا رغم الرشوات التي قدمتها عائلة القذافي للرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ، كانت نتيجة هذا العدوان تجزئة ليبيا الى دويلات وامارات وعشائر لا حصر لها .
ومنذ بداية المؤامرة على سوريا قبل حوالي ثلاث سنوات ، كانت فرنسا السباقة في دعم عصابات القتل والتكفير في سوريا ، وحاولت اكثر من مرة استصدار قرار من مجلس الامن يجيز تكرار مأساة العراق وليبيا في أرض الرباط سوريا ، لكنها فشلت بفضل وقوف الشعب الروسي والشعب الصيني الى جانب الشعب السوري ، وعندما حاولت امريكا ركوب رأسها وبدأت بالاستعداد للعدوان على سوريا ، وقف الرئيس الفرنسي هولاند وحكومته الى جانب امريكا ، رغم رفض غالبية الشعب الفرنسي لهذا العدوان .
الملفت للنظر بأنه أصبح متبعاً أن كل شخصية سياسية امريكية اوروبية هامة تقوم بالحجيج الى اسرائيل ، لا بد الا وان تعرج الى رام الله وتمر من فوق البساط الاحمر الفلسطيني لدخول المقاطعة ، كل المعطيات تؤكد بأن هذا المعراج ما هو الا عبارة عن رشوة سياسية واحيانا مالية يقدمها هؤلاء الى سلطة رام الله .
لقد عرج الرئيس الفرنسي هولاند من القدس الى المقاطعة ، وقدم كسابقيه فاتورة زائفة ورخيصة من الترضية للفلسطينيين تمثلت بزيارة ضريح الشهيد ياسر عرفات ونثر تصريحات من باب رفع العتب ضد الاستيطان ، كما فعل وزير خارجية امريكا قبله ، وقد كحل هذه التصريحات وزينها بحفنة مالية سوف تقدمها فرنسا لخزينة السلطة لصرف رواتب امرائها وعسكر دايتون .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أنصار المخلوع وانصار المعزول حبل من مسد
- النقد هو الجانب الآخر للحقيقة
- قاطرة المفاوضات تبحث عن سكة حديد واضحة
- تركيا واسرائيل توأم سيامي في قهر الشعوب
- مصالحة نتنياهو اردوغان سكاكين جديدة فوق الجسد الفلسطيني
- في حكومة نتنياهو تعددت الضفادع والنقيق واحد
- طقع حكي بماركة صهيونية
- اليمين الاسرائيلي يريد انتفاضة ثالثة
- لكل قديس نزوة
- الجيش خاسر إن لم يربح الحرب والمقاومة رابحة إن لم تخسرها
- الازمات تلد الهمم
- حق القوة لا يهزم قوة الحق
- عباس فرط بكل الثوابت الفلسطينية وماذا بقي ؟؟؟
- السجن في الوطن ولا الحرية في المنفى
- من مذكرات معلم سابق (1): مدير ليوم واحد .. !
- أمريكا تحصد زرعها..!
- نتنياهو ومرسي ينفخان في قرب الخداع
- الحشاشون الجدد
- مبروك لمصر بعد أن استقر مرسي تحت عباءة عبد الله وإبط كلنتون
- صمام أمان القومية العربية مربوط بأيدي حماة الديار .


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - في انتظار طيور سنونو جديدة قادمة الى اسرائيل