أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - لماذا يكرهون إسرائيل ؟















المزيد.....

لماذا يكرهون إسرائيل ؟


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 11:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا سؤال مُحرم ، يدخل ضمن قائمة الأسئلة التي أُمرنا أن لا نسألها ، حتى لا تُبدي لنا الإجابة ما يسؤنا .

يولد الواحد منا في هذه المنطقة ليجد قائمة جاهزة تُحدد له الحلال والحرام ، ومن عليه أن يُحب ، ومن يجب عليه أن يكره ، وتمضي حياة الواحد منا وهو يحمل قائمته اللعينة هذه ، ويتقيد بكل حرف جاء فيها ، دون أن يمتلك من الجرأة ما يكفي ليقف ولو للحظة أمام أي بند من بنود تلك القائمة ليتدبر فيه ويتفكر ويُكون رأيه الخاص حوله.

نحن عبارة عن كائنات مُبرمجة ، ليس لنا موقف من أي شأن من شئون الحياة ، وكل المواقف التي نزعم أننا نتبناها وندافع عنها ، إنما هي ميراث ورثناه عمن سبقنا .

جميع سكان هذه المنطقة يجمعون على كراهية إسرائيل ويتمنون زوالها ، ولو سألت أياً منهم عن سبب أحقاده الدفينة على دولة إسرائيل لوجدته عاجزا عن تقديم إجابة يُقنع بها نفسه ، فضلاً عن إقناع الأخرين .

إسرائيل مُكون أساسي من مكونات هذه المنطقة ، ساهمت في كل تاريخها سلباً وإيجابا ، ولم تخلو وثيقة من وثقائق التاريخ من إثبات لوجودها في هذه الأرض التي تقيم دولتها عليها اليوم .

ولكن من يستطيع إيجاد وثيفة تاريخية واحدة تتبث أن للأعراب البدو أي وجود أو حتى ذكر في تلك الديار .

أن يقدم الفلسطيني نفسه كوريث للأمم التي سبق وجودها مجئ اليهود لهذه البلاد ومن تم يطالب بحقه التاريخي فيها ، قد يكون أمر مقبول ومفهوم ويمكن مناقشته ، أما أن يُقدم الفلسطيني نفسه كعربي ، يدين بثقافة عربان نجد والحجاز ، ثم يزعم أنه صاحب الحق في هذه الأرض فهذا أمر يشبه تماماً إدعاء بدو نجد والحجاز بحقهم في أرض أسبانيا .

مادام الفلسطيني يُصر على نسبه العربي ، فعليه أن يعود ليبحت عن وطن أسلافه العرب في بقايا أطلال غطفان وتغلب وبكر في صحراء بني سعود ، فذلك هو المكان الوحيد الذي يمتلكه العرب ، والذي لم يكن لهم وطن سواه ، اما ما عدا ذلك من بلدان هذه المنطقة فلم تكن عربية في يوم من الأيام ، ولم تعرف العرب ، وإنما تم تعريبها تحت وطأة سيوف بدو قريش وحلفائهم من لصوص قبائل الصحراء تحت مُسمى نشر دين هُبلهم المُختل عقليا ،ً والذي حطموا تمثاله على الأرض ، وحولوه إللى أيقونة معلقة في السماء أسموها الله.

ليس للعراقي أو السوري أو المصري أو لسكان بلاد الأمازيغ في الشمال الأفريقي أية عداءات أو أحقاد مع اليهود ، تبرر كُرهم لدولة إسرائيل .

لقد عاش اليهود في الشمال الأفريقي جنباً إلى جنب مع سكان البلاد الأصليين ، ولم يحاولوا في يوم من الأيام تهوديهم أو السيطرة على أرضهم ، ولاتزال أعداد كبيرة منهم تعيش هناك حتى اليوم، وتلتزم بقوانين المواطنة في البلاد التي تعيش فيها، ولا تشكل اي خطر على هوية تلك البلاد .

بالمثل تنقل اليهود للعيش في كل أرجاء بقية هذه المنطقة وتحملوا وحدهم وزر تلك التعاليم الغبية التي إختاروا أن يعتنقوها ، ولكن لا أحد يستطيع إنكار الوجود التاريخي لهم في تلك الأرض التي يُقيمون دولتهم اليوم عليها.

فما هو الحق الذي يدعيه العرب لهم في هذه الأرض ، وماذا يمتلكون من وثائق التاريخ ليدعموا إدعائهم الكاذب هذا.

كل ما يملكه العُربان من أساس يُقيمون عليه إدعائهم هذا بحقهم في فلسطين هو مُجرد حُلم.

نعم مجرد حُلم ، حلمه أحدهم في ليلة قائظة ، تخيل فيه أن ربه أسرى به من مسجده الحرام إلى المسجد الأقصى ، ومن تم إنطلق به من هناك في مكوك فضائي إسمه البراق ليصعد به حتى مكتب الله تحت شجرة السدر التي تشبه أوراقها أذان الفيلة .

هذا كل ما يُقيم عليه العربان دعواهم بحقهم في فلسطين ، فياله من حق يقوم على حلم ليلة صيف .

ليس للسكان الأصلين لسوريا او العراق او مصر أو الشمال الأفريقي أي عداوات أو أحقاد مع اليهود عبر التاريخ ، لقد كان اليهود دائما جزاءً لا يتجزأ من نسيج هذه المنطقة ، ولكن الغرباء عن نسيج هذه المنطقة هم بدو الصحراء القاحلة ، الذين خرجوا من وراء كُثبانهم الرملية لينشوا أوبئتهم السامة والتي ظلت تعشش في مفاصل هذه المنطقة لأربعة عشر قرن.

هؤلاء البدو هم من نشر ثقافة الحقد على اليهود ، وكراهية اليهود ، بحيثُ جعلوا تلك الكراهية والأحقاد جزاءً من الدين الذي ألقموه بالسيف والرمح لسكان هذه المنطقة .

لماذا علينا أن نعادي اليهود ونحقد عليهم ؟ أيجب علينا فعل ذلك إكراماً لعيون العربان العمشاء والرمداء؟

حقد بدو قريش ومن يتبع ملتهم على اليهود يعرف الجميع منشأه ، فهؤلاء البدو ضمنوا تعاليم دينهم كل ما يكفل لهم إفناء اليهود عن بكرة أبيهم ، وذلك لسبب بسيط جداً ، وهو علمهم بأن كل هذا الدين الذي يزعمون أنه أُنزل إليهم خاصة من دون الناس إن هو إلا نسخ ولصق من كتب اليهود الدينية ، ولذلك جعلوا من إفناء اليهود غاية من أسمى غايتهم وهم يظنون بذلك أنهم بإفنائهم سيفنون كل تاريخهم وتاريخ ديانتهم ، وبذلك يستطيعون دفن المصادر التي تفضح سرقاتهم المُخجلة لتعاليم غيرهم .

هذا هو سر كراهية بدو الصحراء لليهود ، إضافةً إلى أسباب أخرى لعل أهمها هو شعورهم بالدونية تجاه اليهود ، فلقد كان اليهود أنبل خلقاً منهم ، فيهود يثرب هم من فتحوا مدينتهم لهؤلاء الخارجين عن دين قومهم ، وهم من أواهم ، ووفر لهم الحماية لينشروا دينهم ويقيموا عباداتهم وليتعاظم شائهم بفضل خيرات مدينتهم ، حتى إذا أشتد عودهم وتمكنوا سحقوا أولئك اليهود الذين أحسنوا إليهم وأفنوهم وأخرجوهم من بلادهم ومدينتهم ليغتصبوها وليقيموا فيها إمارتهم المؤمنة جدا.

تلك هي الأسباب التاريخية للأحقاد البدوية على اليهود ، أما أحقاد سكان بقية هذه المنطقة من المُستعربين ، فرغم الزعم بمنشأها الديني إلا أن الحقيقة غير ذلك ، فحتى من لايملكون درة إيمان بهذا الدين البدوي من بعثين وشيوعين وعلمانين وليبرالين ، لا يجدون غير تعاليم الدين ليبرروا بها أحقادهم على اليهود ، وحقيقة الأمر أن أحقادهم تلك لا شأن لها بالدين ، لأنهم بلأصل غير متدينون ، ولكن المشأ الحقيقي لتلك الأحقاد هو الفشل .

فالفاشل دائما ً يحقد على من حالفه النجاح.
هذه الشعوب الفاشلة في كل شيء ، يجب أن تحقد على دولة إستطاعت في ستة عقود أن تتحول إلى دولة من مصاف الدول المُتقدمة ، يُحسب لها ألف حساب ، دولة يحظى مواطنها بالإحترام والتقدير في كل أرجاء الدنيا ، بينما تعيش هذه الشعوب على بقايا ميراث البداوة الذي ينحط بها من درك إلى درك أسفل منه كل عام حتى أوصلها اليوم إلى الدرك الداعشي.

هذا هو السبب الحقيقي الذي يحعل مؤمنو وكافرو هذه المنطقة يُجمعون على كراهية إسرائيل والحقد عليها ، لأن وجودها بينهم يمثل لهم مرآة تعكس لهم قبحهم وقبح واقعهم المزري ، ولو كانت هذه الشعوب بالفعل تسعى إلى الحياة وتعيش على ثقافة الحياة ، لكان وجود إسرائيل بينها دافع لها يدفعها لبناء أوطان ديمقراطية ، تحترم مواطنها وتشن الحروب لأجل كرامته وأمنه ، لو كانت هذه الشعوب جادة في بناء أوطان لأجيالها القادمة لصادقت إسرائيل ، ولتعلمت منها ، ولجعلتها قدوة لها تتعلم منها كيف تُبنى الأوطان .

ولكن ورتث ميراث الجعجعة البدوية لا يُجيدون سوى ثغاء التيوس ، ورغاء البُعران ، الذي توارثوه عن أسيادهم ومُستعمريهم من اللصوص وقطاع الطرق من بدو صحراء الأوبئة المُقدسة.



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطالة العقول ~ عقول عاطلة عن العمل
- خِلافة داعش الراشدة
- مفاهيم مشوهة ~ القرامطة
- صُرَّةُ الميراث
- لِتَسْقُط مملكة الكورونا
- مفاهيم مُشوهة ~ الخوارج
- الفهم الخاطئ للإسلام
- العَورة لا تُنجِب إلا أعور
- مريم يحيى تتحدى بجيدها الجميل قُبح إلهكم
- العسكرجية شرٌّ لابد منه
- Turd sandwich ~ سندويتش الغائط
- بين النعل والبيادة
- نُصوص بدوية ~ الإله الماكر والحياة الضنكا
- نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة
- نصوص بدوية ~ البركة المسروقة والمُغتصبة
- البداوة والمواطنة _ 3
- البداوة والمواطنة _ 2
- البداوة والمواطنة
- الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل
- دمشق العصّية


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - لماذا يكرهون إسرائيل ؟