أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الخليفي - البداوة والمواطنة














المزيد.....

البداوة والمواطنة


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4444 - 2014 / 5 / 5 - 18:33
المحور: المجتمع المدني
    


سِمة حياة البدوي هي الترحال ، ولدى لم تكن مُفردة وطن موجودة ضمن مُفردات قاموس البدوي.

فالوطن الوحيد الذي عرفه البدوي وأنس إليه هو ظهر ناقته ، التي كان يرخي لها العنان لتضرب في الأرض وتتنسم مواطن الكلاء والماء ، وحيثما توفر قدر من ذاك الكلاء والماء ، أناخ البدوي بعيره ، وحط رحاله ، ونصب خيمته ، وأقام وِأستقر في تلك البقعة حتى يأتي هو وإبله على ذاك الكلاء والماء وتيقن له أن تلك البقعة قد صارت قاعا صفصفا ، نزع أعواد خيمته ، واعتلى ظهر ناقته ، باحتاً عن وطن مؤقت آخر.

لم تتغير عقلية البدوي هذه وفهمه لمعنى الوطن حتى بعد أن خرج من صحرائه المقفرة .
ظلت مفردة وطن في قاموسه دائما مرادفة لكلمة الغنيمة .

ولدى عندما خرج بدو قريش من صحرائهم المُقفرة وإجتاحو ما حولهم من بلاد تحت مُسمى الفتوحات الإسلامية ، تعاملو مع البلاد التي استولو عليها بعقليتهم البدوية تلك ، فرغم أن البلاد التي وقعت تحت سيطرتهم توافرت فيها كل شروط الحياة الصالحة للإستقرار ، إلا أن عقلية البدوي المهوسة بالترحال تعاملت مع تلك البلاد على أنها ليست سوى غنيمة ، ليست إلا محطة في طريق ترحالها الطويل والأبدي.

فبدلت ما بوسعها لإستنزاف كل موارد الحياة في تلك البلاد ، وسخرت تلك الموارد للقيام بإجتياح جديد لبلد آخر مجاور ، ولم يوقف زحفها ذاك إلا قمم جبال بلاد الغال .

ثقافة البداوة التي تقوم على الترحال والضرب في الأرض ، تلك الثقافة فُرضت على البلاد المنكوبة التي وقعت تحت سيطرتهم على أنها دين سماوي،
وصارت مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال ثقافة للشعوب الأصلية لتلك البلاد .

فتلك الشعوب التي كانت تستوطن تلك البلدان لفترات تاريخية متطاولة ، وأسست فيها لحضارات عظيمة ، أنساها إعتناقها لدين البداوة ثقافة الإستقرار التي توارتثها عن أسلافها ، وتحولت عنها لتعيش بثقافة الترحال التي جاء البدوي يحملها لها على أنها وصايا من السماء.

تحت مُسمى الجهاد تحول أهل تلك البلاد من حياة الإستقرار التي تقوم على الزراعة والصناعة والإعمار إلى حياة الغزو .
إستبدل الفلاح معوله الذي كان يشق به الأرض ليخرج خيراتها بسيف ورمح ، وتحول من صانع للحياة والنماء إلى هادم للحياة ومؤسس للموات والفناء.

تحت مُسمى الجهاد تحول الفلاح والصانع إلى مُرتزق في جيوش البدو يقاتل ليُقتل فيغنم جنة الحور العين ، أو يَقتل فيغنم أسلاب قتيله .
.......يتبع.



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل
- دمشق العصّية
- البحث عن الله بين أنقاض الأديان الفضائية
- سرطاناتنا الحميدة
- عذرا معشر الكلاب
- من يتآمر على من في مصر؟
- الثورة لا تخرج من جامع
- دعوة إلى التشيع
- ما الذي تبقى من إسلامكم؟!!
- ديمقراطية الولي الفقيه
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 2/2
- قراءة شيطانيه في ثقافة شيطنة العقل 1/2
- الربيع الفرعوني .. هل يفعلها الفراعنة ؟
- حتى لا تحكمنا موزة
- الجُموع ليست مُقدسة
- لماذا لا للإسلامجيه
- الدولة المدنية الدينيه
- الله يتضور جوعاً
- تضحيات الكفار يحصد ثمارها المؤمنون
- بين المدنية والتدين 3/3


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الخليفي - البداوة والمواطنة