أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الخليفي - العَورة لا تُنجِب إلا أعور














المزيد.....

العَورة لا تُنجِب إلا أعور


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 19:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العورة لا تُنجب إلا أعور .. أعور البصيرة وليس أعور البصر .. فالعوار الذي يعتري البصر يمكن علاجه وتصحيحه على يد طبيب عُيون ماهر .. وفي حال إستعصى عن العِلاج .. فالتعاش معه أمر ممكن .

أما ما لا يمكن علاجه على يد أمهر الأطباء .. وما بستعصي بل يستحيل النعايش معه .. فهو عوار البصيرة.

عوار البصر الذي يصيب عين الوجه ، يؤدي إلى قصور في رؤية الأشكال الخارجية للأشياء المُحيطة، ولكن عوار البصيرة يصيب عين العقل ، مما يجعل هذا العقل يرى الأشياء بصورة مشوشة ومُشوهة، ويُفقده قدرته على إدراك جوهرها.

يقول نيتشة ، "الإنسان الكامل هو إبن الحُب الكامل" ، والإنسان الأعور البصيرة ليس إنساناً كاملاً ، بل هو إنسان مُشوه ، لإنه نتاج لعلاقة مُشوهة بين طرفين ، تقوم على تعاليم تُجرم وتُحرم الحُب ، الإنسان الأعور البصيرة هو المُنتج الطبيعي لتلك العلاقة التي لا يوجد تكافؤ بين طرفيها ، بل أن الطرف الأهم فيها وهي المرأة ، لا يُسمح لها بأن تلعب أي دور في بناء هذه العلاقة ، فهي ليست سوى وعاء للطرف الآخر ، يقتني منه العدد الذي يطيب له من مثنى وثُلاث ورُباع.

كيف يمكن للبذرة أن تنمو أو تُثمر ، إذا ما زُرعت في رحمِ أرضٍ جرداء قاحلة مُتحجرة .

المرأة هي الأرض التي تزرع فيها تلك البذرة الإنسانية ، فكيف لتلك البذرة أن تنمو وتُنتج إنسان كامل ، وهي مزروعة في رحمٍ مقهور ، يُمارس عليه كل أنواع الإذلال والتسلط ، ما الذي يمكن أن تمتصه تلك البدرة ، وهي في أطوار تكوينها الأولى ، من ذلك الرحم المقهور الذي زُرعت فيه سوى القهر.

هذه العلاقة المُشوهة الخالية من الحُب ، لايمكن لها أبداً أن تنتج إنسان سويّ ، هي لا تنتج إلا كائن مُشوه ، يحاول تبرير تشوهاته الخُلُقِية ، عبر التمترس وراء تعاليم بدوية بالية ، ينسبها للسماء، والسماء والأرض منها براء.

لو تطلعنا فيما حولنا للمُجتمعات التي تحط من شأن المرأة وتُعاملها بدونية ، لوجدنا أنها أحط وأدنى مُجتمعات الأرض في جميع مناحي الحياة.

فالمرأة هي واهبة الحياة ، وسمو أو دنو هذه الحياة يرتبط إرتباطاً كاملاً بسمو أو دنو مكانة المرأة ، فإذا ما قُهرت المرأة وعُوملت بدونية ، فما هو شكل الحياة التي يمكن أن تَهبه لنا ، إنها تماماً هذه الحياة التي نرى المجتمعات التي تُهين المرأة تعيشها ، حياة مليئة بالجهل والتخلف والقسوة والعنف ، حياة يتزعمها ويقودها عُور البصائر نحو مصائر كارثية.

حياة ضنكا لايمكن لها أن تثمر شيئاً سوى الخراب والدمار والفشل.



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مريم يحيى تتحدى بجيدها الجميل قُبح إلهكم
- العسكرجية شرٌّ لابد منه
- Turd sandwich ~ سندويتش الغائط
- بين النعل والبيادة
- نُصوص بدوية ~ الإله الماكر والحياة الضنكا
- نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة
- نصوص بدوية ~ البركة المسروقة والمُغتصبة
- البداوة والمواطنة _ 3
- البداوة والمواطنة _ 2
- البداوة والمواطنة
- الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل
- دمشق العصّية
- البحث عن الله بين أنقاض الأديان الفضائية
- سرطاناتنا الحميدة
- عذرا معشر الكلاب
- من يتآمر على من في مصر؟
- الثورة لا تخرج من جامع
- دعوة إلى التشيع
- ما الذي تبقى من إسلامكم؟!!
- ديمقراطية الولي الفقيه


المزيد.....




- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الخليفي - العَورة لا تُنجِب إلا أعور