أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - إلى المقامرين بالوطن














المزيد.....

إلى المقامرين بالوطن


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 23:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا صحّ أن بعض الشخصيات السياسية المغربية من التيار الإسلامي الإخواني تدعم التطرف المسلح بالعراق وسوريا، وتجمع له التبرعات المالية وتحشد المؤازرة المعنوية، وتشجع الشباب المغربي على الانضمام إليه سرا أو علانية، فسيكون علينا أن نكون صرحاء ونقول إنّ هؤلاء يمثلون خطرا حقيقيا على أمن بلادهم واستقرارها.
فالذي يصل به عمى البصيرة إلى درجة أن يدعم بالمال جماعات من القتلة، لا مشروع لهم بتاتا سوى نشر الخراب وعرقلة بناء الدولة، وإشاعة ثقافة الذبح والتقتيل وقيم الكراهية، وأن يجعل شباب وطنه وقودا لفتنة ليس لها أي هدف نبيل سوى إشعال نار الطائفية والحقد الديني، لا يمكن أن يحمل الوطن في قلبه وضميره، ولا يمكن أن يتم الاطمئنان إليه وهو يندسّ بين الطبقة السياسية للعب دور من يتظاهر بالرغبة في الإسهام في تسيير شؤون البلاد وتدبير أوضاعها.
سيكون علينا في مثل هذه النازلة أن نميز تمييزا مبدئيا واضحا بين حرية كل واحد في التعبير والرأي والموقف، والتي نعتبرها مقدسة، ومستعدون للاستماتة في الدفاع عنها إلى آخر رمق، وبين الكيد للوطن والانخراط في مشاريع الدمار الأجنبية، التي لن تجر علينا إلا الفتن والخراب الشامل، نقول هذا لسببين لا لبس فيهما:
ـ أولهما أن هؤلاء يتظاهرون بالانخراط في الخيار السياسي السلمي ويشاركون في الانتخابات، ويضعون أقنعة من يتقاسم مع الناس الشعور الوطني والخيار الديمقراطي، ولا يصحّ أن ينضموا في نفس الوقت إلى خيار العنف الوحشي والدمار الشامل وتهديد أمن المجتمعات الأخرى، دون حساب العواقب الداخلية والتداعيات على بلدهم المغرب.
ـ ثانيهما أنّ تشجيع الشباب المغربي على الالتحاق بمعسكرات القتال في دول تواجه مصيرا مجهولا، يلقي بهم في أتون حرب طاحنة يعيشون فيها أحداثا مهولة، إن لم يُقتلوا فيها فسيعودون إلى وطنهم بتدريب عسكري على أنواع السلاح الفتاك، وبأمراض نفسية خطيرة يستحيل معها أن يعودوا إلى سابق حياتهم الطبيعية، مما يجعلهم قنابل موقوتة وعوامل تهديد حقيقي لأمن المغاربة وللخيار الوطني السلمي.
إن أزمة الثقة في الأصولية الدينية تزداد مع ازدياد النزاعات المسلحة، التي وقودها الناس وأموال البترول، وهي نزاعات تظهر بالملموس انعدام الحكمة والتبصر، وغياب مشروع واضح للنهوض، فالأحقاد الطائفية حرب خاسرة مهما كانت التضحيات المبذولة فيها، وضحاياها أبطال بلا مجد ولا كرامة، لأن ما يموتون من أجله لن ينتج عنه إلا تشظي خرائط بلدان أنهكها الاستبداد والفساد باسم الدين تارة وباسم الحزب الوحيد أو الحكم الفردي تارة أخرى، وهي تتهيأ الآن لدخول مرحلة محاكم التفتيش والردّة القيمية والسياسية والثقافية التي لن تنهض منها إلا بعد عشرات السنين، دون أن ننسى إمكانية أن يسفر كل ذلك عن تفتيت الأوطان وتقسيمها إلى دويلات لن يكون لها شأن يذكر، سوى أن تظل مصدر تهديد للجوار الإقليمي، وتتصدر لمدة غير يسيرة نشرات الأخبار باعتبارها مصدر فرجة غير مسلية.
إن خطر المقامرة يكمن في أن المقامر انتحاري بطبعه، كما أنه لا يحسب حساب العواقب إلا بعد فوات الأوان، ولهذا من حقنا أن نخشى على وطننا من هؤلاء، لأن الوطن عندهم مجرد وسيلة وليس غاية، ولأن الغاية سراب يقضي المرء عمره في اللهاث وراءه، وعندما يخيل إليه أنه أدرك شيئا منه، يكتشف أنه لا يمكن أن يعوض دفء الوطن وجماله.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا تنجح الانتخابات في بلدان المسلمين
- مأزق طارق رمضان
- لماذا نحن ضد إعدام 529 إخوانيا مصريا
- من أين تأتي جاذبية خطاب العنف والتطرف ؟
- حقوق المرأة في الدستور المغربي، مكتسبات معطلة
- جذور الإسلاموفوبيا من أجل نظرة واقعية
- من المسئول عن جعل الفنانين المصريين سفراء للعسكر ؟
- لماذا تظل الحقائق صادمة في بلدان المسلمين ؟
- ثورة القبل
- مأزق المسلمين حضاري وليس سياسيا
- لماذا لم يزهر ربيع الإسلاميين ؟
- -صامدون- ضد من ؟
- أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلم ...
- حول -المحاكم الشعبية الأمازيغية-
- السلفية ومستقبل المسلمين
- دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد
- كيف نحول الإسلاميين إلى ضحايا وهم في الحكم ؟
- الإعلام والوصاية الدينية
- تعليم الأمازيغية بين الشعار والممارسة
- المشروع الإسلامي والمشروع العلماني أو الدين ضد الإنسان


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - إلى المقامرين بالوطن