أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - مأزق المسلمين حضاري وليس سياسيا













المزيد.....

مأزق المسلمين حضاري وليس سياسيا


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم كل النكسات والخيبات المريرة التي مر بها المسلمون خلال القرن الماضي، و التي مازلوا يواجهونها في القرن الحالي، يبدون مصرّين على تكرار نفس السلوكات التي أفضت إلى نتائج كارثية في بلدان عديدة، والتشبث بها باعتبارها الخيار الوحيد الممكن، الذي سرعان ما يتبين أنه خيار انتحاري يرهن مصير الكل، من أجل وهم جماعي استمر لأزيد من قرن، وهو وهم الاعتقاد في عدم وجود إمكان للنهوض بغير العودة إلى الماضي، وبأن أسباب نهضة الأمم والشعوب المتقدمة لا يمكن أن تكون هي نفسها أسباب نهضة المسلمين، الذين قدرهم دون غيرهم من الأمم أن يعيشوا تراثهم الذي تحول إلى جرح لا يندمل، بل إنه أصبح بعد تعفنات وإصابات جرثومية عديدة، يهدّد من حوله بالعدوى القاتلة.
ثمة قناعة لدى المسلمين ترقى إلى درجة الفكرة البديهية، مفادها أن أخطاء المسلمين إنما هي أخطاء في التطبيق لا في الفكرة ذاتها، وأن ما يرسخ الخطأ وجود مؤامرة تحاك دائما من الخارج، أي من قوى الشر الأجنبية، وهو ما يضفي طهرية على الذات تجعلها آخر من يعلم بنقائصها التي تصبح في بعضها فضائح مدوية.
يحتل الماضي في العقل العربي ـ الإسلامي موقع المركز والأساس، لكن المسلمين رغم ذلك لا يحبون التاريخ، لأنه ينتهك أحلامهم ويفسد مشروعهم المبني على المتخيل، فإذا كان المشروع المستقبلي هو استعادة الماضي، فإن الماضي لا بدّ أن يظلّ مثاليا في الأذهان، لا تشوبه شائبة، ولهذا نجد بعض المسلمين ـ ومنهم الشاب الطالب بمدينة أكادير ـ مستعدين لذبح من يخدش المثال في عقولهم.
ينزعج العقل العربي الإسلامي انزعاجا كبيرا من تفوق الآخر في كل الميادين، فيعمد إلى هجائه أخلاقيا، فالغرب منحلّ وبلا أخلاق، هكذا يخبرنا السيد طه عبد الرحمان، وكأن المسلمين معدن الأخلاق السامية النبيلة، وهم الذين يتسترون منذ قرون طويلة على كل أنواع الموبقات والأمراض النفسية والاجتماعية، الظاهر منها أو الذي يخفونه وراء ستار سميك من تقاليد النفاق والرياء ومظاهر التديّن الفولكلورية.
قد يصحو المسلمون يوما بفضل صدمة قوية يتلقونها من التاريخ، فيجدون الطريق الصحيح إلى النهضة الحضارية الحقيقية، وقد يظلّ هذا حالهم لزمن غير يسير، لكن الذي نحن متأكدون منه، أنه لم يسبق لأمة من الأمم أن انبعثت بدون أن تعترف بتخلفها وترى رأي العين أسباب ضعفها فتعمد إلى تغيير جذري في الاتجاه، تعطي بموجبه الأولوية للواقع على الحلم، وللفكر على الاندفاع والعاطفة، وللعلم على الخرافة، ولدينا حالات شاهدة يكفي استلهامها، فقد نهضت اليابان بعد أن قررت تطليق أوهامها الأمبراطورية وثقافة الساموراي العتيقة، وأصبحت بعد هزيمتها العسكرية سيدة أسواق العالم، ونهضت ألمانيا بعد أن قررت توديع فكرتها الأسطورية عن تفوق الجنس الآري الذي ينبغي أن يحكم العالم، وصنعت معجزتها الصناعية، ونهضت تركيا بعد أن قطعت قطيعة موجعة مع تخلف الشرق العتيق وتاريخ الإقطاع والٍإرهاب العسكري، وانتفضت شعوب أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية ضد الاستبداد العسكري وإيديولوجيا الحزب الوحيد، وأسست ديمقراطيات فريدة تتقوى يوما عن يوم. ولم تستطع شعوب ما يسمى بـ"الربيع لعربي" أن تتخطى أسباب تخلفها، ولم تؤد انتفاضاتها إلى ما يقطع مع ماضي الاستبداد والتخلف، بل انتقلت من الصراع ضد الاستبداد إلى شرعنته دينيا وإيديولوجيا، ليتبين بأن الثورة الحقيقة لا تتمثل في إسقاط الحكام والتخلص من بعض الوجود، بل تقع قبل ذلك في العقول والأذهان.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يزهر ربيع الإسلاميين ؟
- -صامدون- ضد من ؟
- أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلم ...
- حول -المحاكم الشعبية الأمازيغية-
- السلفية ومستقبل المسلمين
- دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد
- كيف نحول الإسلاميين إلى ضحايا وهم في الحكم ؟
- الإعلام والوصاية الدينية
- تعليم الأمازيغية بين الشعار والممارسة
- المشروع الإسلامي والمشروع العلماني أو الدين ضد الإنسان
- الوصاية الدينية والدولة
- حوار مع السلفيين
- مفهوم الحرية بين العلمانيين والمحافظين
- هل تهدد حكومة الإسلاميين المكاسب الديمقراطية للمغاربة؟
- مستقبل المسلمين بين أردوغان و القرضاوي
- ردود سريعة إلى رئيس الحكومة الجديد
- أمازيغ -الويكيليكس- بين أمريكا والإسلاميين
- نماذج وتجارب من -ديمقراطية الأغلبية العددية-
- الديمقراطية والمشاركة السياسية للإسلاميين
- معنى الديمقراطية بين اليساريين والإسلاميين


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - مأزق المسلمين حضاري وليس سياسيا