أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد














المزيد.....

دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقوم السياسة الخارجية الأمريكية على المبدإ الخالد للمذهب البراكماتي كما أرساه وليام جيمس: لا شيء له قيمة في ذاته، وإنما يستمد قيمته من المنفعة التي نجنيها منه. وهو المنطلق الذي يجعل أمريكا بلا أصدقاء ولا أعداء دائمين، لأنها حريصة على دوام مصالحها.
هذا المبدأ جعل أمريكا تعيد النظر في سياسة تحالفاتها، فإذا كانت الأنظمة الحليفة تقليديا في طور التآكل أو التهاوي، فإن ذلك ما يستلزم البحث عن بديل استراتيجي يضمن بقاء المصالح الاستراتيجة لأمريكا بعيدا عن أي تهديد، وهكذا فقد تتغير وجوه الحكام وتوجهاتهم وشعاراتهم، لكن ذلك كله ينبغي أن يتمّ في إطار مصالح العمّ سام.
بعد الثورة التونسية، وما نجم عنها مباشرة من انتفاضات هنا وهناك، أصبح ما يشغل أمريكا هو مصير الخريطة التي أرستها بإحكام على مدى عقود، والتي تجعل آبار البترول وأمن إسرائيل في مأمن من عواصف السياسة في الشرق الأوسط . انكشفت ثورات الربيع الديمقراطي عن صعود حتمي للإسلاميين في عدد من البلدان، صعود أدى إليه تراكم عدد من العوامل التي صنعتها أنظمة الاستبداد على مدى عقود، كان أكثرها تأثيرا الإصرار على استعمال الدين في الدولة، وإشاعة القيم السلفية عبر المدرسة ووسائل الإعلام، في إطار المزايدة على التيارات الإسلامية التي يتمّ التضييق على بعضها والتحالف مع بعضها الآخر حسب حاجات المرحلة.
خلال الانتفاضات وما بعدها بقليل ظهر بوضوح اتجاه قطر والسعودية نحو تطويق الوضع لصالح حلفائها الغربيين، وفي إطار لا يبعد عن توجهاتها المحافظة، وهي المعادلة التي تختزل في الفكرة التي راجعت على أفواه عرابي هذا المشروع ومنهم أمير قطر نفسه: صعود إسلاميين "معتدلين" لا يضرون بالمصالح الغربية أو بإسرائيل، ولا يزعجون الأنظمة العربية "المستقرة". وهي معادلة لا تستحضر مطلقا أهداف الحراك الشعبي ولا تطلعات شعوب المنطقة في الدمقرطة والتحديث والتنمية.
لم يتأخر الإسلاميون الصاعدون في ردّ التحية بأفضل منها، فمنذ توليهم مسؤوليات التسيير لم يفتأوا يبعثون بالإشارات المطمئنة سواء تجاه الخليجيين أو نحو الغرب أو إسرائيل، آخرها القرار الأسرع في التاريخ بتعيين سفير مصري بإسرائيل من قبل الرئيس الإخواني مرسي قبل أيام، وهو الرئيس الذي لم يأل جهدا في حملته الإنتخابية في توعّد "العدو الصهيوني" بأوخم العواقب بعد فوزه بالرئاسة. ولسنا بحاجة إلى التذكير بحضور إسرائيلي في مؤتمر "البيجيدي" المغربي والمسرحية الهزلية التي أحدثها انكشاف ذلك فيما بعد تخديرا للأتباع السذج البسطاء، كما لا ننسى أصابع الإتهام التي وجّهت لحزب النهضة التونسي بهذا الصدد، وهو ما قد تكشف الأيام القادمة عن المزيد من تفاصيله.
يتضح مما جرى ويجري أن الإسلاميين سيكونون حتما وبلا شك "أبطال التطبيع" مع إسرائيل في المراحل القادمة، والهدف واضح لا لبس فيه، إعطاء الضمانات الكافية للغرب بعدم المس بمصالحه، والتحالف معه في خططه الاستراتيجية بالمنطقة، ثم العمل بالتدريج واعتمادا على المال الخليجي بوفرة، من أجل أسلمة داخلية قسرية بكل الوسائل السلمية والتسلطية، دون إثارة انتقادات الغرب الذي سيكون ملزما بالسكوت عن النكوص الديمقراطي في هذه البلدان.
وبما أن لكل تحالف حدود ، كما أن لكل مخطط ثغرات، فلا شك أن ما لم يتمّ حسابه في هذا المخطط الجديد هو دور الفاعلين الديمقراطيين في هذه البلدان، ودرجة وعي الشعوب، ومطالب الشارع التي جاءت بالإسلاميين إلى الحكم، رغم أنهم لا يتقاسمون مع شباب الثورة نفس الأهداف الديمقراطية.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحول الإسلاميين إلى ضحايا وهم في الحكم ؟
- الإعلام والوصاية الدينية
- تعليم الأمازيغية بين الشعار والممارسة
- المشروع الإسلامي والمشروع العلماني أو الدين ضد الإنسان
- الوصاية الدينية والدولة
- حوار مع السلفيين
- مفهوم الحرية بين العلمانيين والمحافظين
- هل تهدد حكومة الإسلاميين المكاسب الديمقراطية للمغاربة؟
- مستقبل المسلمين بين أردوغان و القرضاوي
- ردود سريعة إلى رئيس الحكومة الجديد
- أمازيغ -الويكيليكس- بين أمريكا والإسلاميين
- نماذج وتجارب من -ديمقراطية الأغلبية العددية-
- الديمقراطية والمشاركة السياسية للإسلاميين
- معنى الديمقراطية بين اليساريين والإسلاميين
- المنتخبون والسلطة
- لماذا تنتهك السلطة دستورها الجديد ؟
- كيف يصبح الدين من عوامل الإستبداد ؟
- الدولة الإسلامية ليست دولة مدنية
- ترسيم الأمازيغية في الدستور المغربي المكاسب والمعيقات
- المغرب الخليجي هل يقايض التغيير بالمال ؟


المزيد.....




- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وترقب لقرار حاسم من ترامب
- قائد القوات البرية العراقية يوجه الجيش بالاستعداد القتالي وا ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في استخدام صاروخ إيراني برأس متفجر يزن ...
- سفارة الصين لدى إسرائيل: هناك حالة ضبابية بشأن الوضع مع استم ...
- بعد فشل القبة الإسرائيلية.. الدفاعات الأمريكية تعترض الموجة ...
- -أكسيوس-: شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتح ...
- كوريا الشمالية: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصرف غير قانون ...
- -إيه بي سي-: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة -فوردو ...
- ?? مباشر: ترامب يترك الباب مفتوحا أمام العمل العسكري ضد إيرا ...
- ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد