أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - لماذا تظل الحقائق صادمة في بلدان المسلمين ؟














المزيد.....

لماذا تظل الحقائق صادمة في بلدان المسلمين ؟


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 20:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زال المجال الثقافي الإسلامي شديد الحساسية ضد حرية التعبير والرأي بسبب الصراعات التي تثيرها الأفكار والمواقف الحرة والنقدية، حيث تبدو المجتمعات الإسلامية ممانعة ضدّ أي نقد جذري، بينما تقبل بالنقد الذي يحرص على البقاء في إطار "الثوابت"، وهو نوع من النقد ينتهي في الغالب إلى تكريس ما هو موجود.
ويعتقد كثير من الناس أن سبب كون بعض الحقائق صادمة لمشاعرهم هو أنها قضايا كاذبة وغير صحيحة، والحقيقة غير ذلك، فردود الأفعال المتشنجة أو الرافضة لحقائق كثيرة يثبتها العقل والواقع والتاريخ، إنما مرجعها إلى أمور لا تتعلق بصدقيتها، بل بعوامل أخرى نوضحها فيما يلي:
ـ أن الكثير من القضايا المثيرة للصدام والزوابع الإعلامية سببها أن المنتفضين يدركون في قرارة أنفسهم صحتها، لكنهم يعتبرونها متعارضة مع مصالحهم في ظرفية ما أو سياق معين.
ـ أن الكثير مما يُقال ويثير اعتراضا وصخبا إنما يكون موضوع رفض بسبب الاعتقاد في ضرورة "عدم التصريح به" وليس بسبب خطئه، حيث أنّ المشكل لدى هؤلاء هو أنّ التصريح ببعض الحقائق قد يؤدي إلى نتائج عكسية مما يهدف إليه المصرِّح، إما بسبب تخلف المجتمع أو عدم ملاءمة السياق أو لوجود ظروف عرضية.
ـ أن ثمة من يعتمد شعار "ما كل شيء يقال" حتى ولو كان حقيقيا، غير أنّ من يتبنى هذا المبدأ لا يشير في ظاهر خطابه إلى حقيقة موقفه، حيث يميل إلى تكذيب الفكرة والاعتراض عليها بالطعن في صدقيتها، وعندما تناقشه في بعض التفاصيل يعترف بأنها حقيقة لكن ليس من "الحكمة" أن تقال، لأنه لا يمكن قول كل شيء.
ـ أن ثمة من ينتفض ضد فكرة ما فقط لأنها تزعزع طمأنينته إلى بديهيات كان قد استقر إليها ذهنه وطابت نفسه، ووجد فيها ما يغني عن قلق السؤال وجهد البحث وفضول المعرفة، حيث تقدم له تلك البديهيات أجوبة جاهزة في صيغة كليشيهات وعبارات نمطية تشفي الغليل وترضي الوجدان الفردي.
ـ أن الغضب والانفعال الجماعي من رأي أو موقف أو فكرة معبّر عنها قد يكون بسبب أزمة حضارية خانقة أدت إلى انسداد الآفاق وشيوع الإحباط، مما جعل الناس يتعلقون جماعيا بشعارات مهدّئة توقظ الماضي وتستعيد أمجاد التاريخ في صيغ ذهنية تلعب دور المخدّر أو العزاء الجماعي، ويجعل بالتالي من يكشف الغطاء عن أوهام المرحلة كما لو أنه يسيء إلى الناس ويؤذي مشاعرهم.
ـ قد يكون قول الحقيقة مستفزا وباعثا على النكران والجحود في حالة وجود شعور بالذنب لدى مجموعة ما تجاه واقعة أو ظاهرة، حيث تتحول تلك الواقعة إلى طابو يمتنع البتّ فيه أو إثارته، وعندما يتمّ ذلك يصبح الأمر مدعاة لصراعات خطيرة.
ـ الاعتقاد المسبق لدى بعض الناس بأن الآخر شيطان يتربّص بمصالحهم أو بمعتقداتهم، وتعدّ الأحكام المسبقة أكبر حاجز أمام العقل لأنها تصرف عن التفكير وتحث على الممانعة ضد أية فكرة عبر المعاندة الشديدة ورفض الحقّ حتى ولو كان ظاهرا، حيث يكون المعيار الحاسم في هذه الحالة لتصديق خطاب ما أو نبذه هو صاحب الخطاب وليس مدى مطابقته للواقع أو للعلم أو لمنطق العقل.
ـ تصدم الحقائق مشاعر الناس كذلك لأنهم لم يتلقوا عبر النظام التربوي مبادئ وقيم نسبية الفكر والمعرفة، فكانوا ضحية المطلقات التي حولتهم إلى آلات مبرمجة وفق قانون "الاستجابة الشرطية" (المثير ـ استجابة)، فصاروا كلما سمعوا عبارة نقد استشاطوا لها غضبا وهم يعتقدون بأنهم بذلك يدافعون عن "الثوابت" التي ترسخ في الواقع عبوديتهم.
ـ من بين ما يؤدي أيضا إلى الانزعاج من الحقائق عدم شيوع ثقافة الحوار والتناظر والتبادل السلمي للمعارف والآراء، وغلبة لغة التهديد والوعيد والتحريض، أوعقيدة "الإجماع" ولغة الخشب، وأسلوب البحث عن الحلول الوسطى والرغبة في إرضاء الجميع على حساب الحقيقة، مما يُعوّد الناس على الركون إلى مسلمات الحقل السياسي والتقاليد المتبعة في المجتمع.
في المجتمعات والدول المتقدمة التي حسمت في اختياراتها الكبرى، واندفعت نحو المستقبل بروح الأمل والإبداع والتجديد والاكتشاف، لا تصدم الحقائق مشاعر الناس بقدر ما يتلقونها بصدر رحب، بسبب استعدادهم المبدئي للإصغاء والمراجعة والنقد.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة القبل
- مأزق المسلمين حضاري وليس سياسيا
- لماذا لم يزهر ربيع الإسلاميين ؟
- -صامدون- ضد من ؟
- أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلم ...
- حول -المحاكم الشعبية الأمازيغية-
- السلفية ومستقبل المسلمين
- دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد
- كيف نحول الإسلاميين إلى ضحايا وهم في الحكم ؟
- الإعلام والوصاية الدينية
- تعليم الأمازيغية بين الشعار والممارسة
- المشروع الإسلامي والمشروع العلماني أو الدين ضد الإنسان
- الوصاية الدينية والدولة
- حوار مع السلفيين
- مفهوم الحرية بين العلمانيين والمحافظين
- هل تهدد حكومة الإسلاميين المكاسب الديمقراطية للمغاربة؟
- مستقبل المسلمين بين أردوغان و القرضاوي
- ردود سريعة إلى رئيس الحكومة الجديد
- أمازيغ -الويكيليكس- بين أمريكا والإسلاميين
- نماذج وتجارب من -ديمقراطية الأغلبية العددية-


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - لماذا تظل الحقائق صادمة في بلدان المسلمين ؟