أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - من المسئول عن جعل الفنانين المصريين سفراء للعسكر ؟














المزيد.....

من المسئول عن جعل الفنانين المصريين سفراء للعسكر ؟


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 05:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثار سلوك الفنانين المصريين بالمغرب وبلدان أخرى امتعاض التيار الإسلامي واستنكاره، بسبب إصرار هؤلاء خلال سهراتهم الغنائية أو ملتقياتهم السينمائية، وكلما تناولوا الكلمة أمام الجمهور على بعث تحية شكر إلى رئيس أركان الجيش المصري عبد الفتاح السيسي. الإسلاميون يعتبرون السيسي "انقلابيا"، بينما يعتبره الفنانون المصريون "منقذا" وحارسا لقيم المجتمع المصري.
بين الموقفين بون شاسع يجعلنا نتساءل عن السبب الذي جعل الناس ينقسمون هذا المنقسَم، ويقع بينهم هذا القدر من الشنآن.
لا يمكن الإجابة على هذا السؤال بدون تأمل وفحص ما حدث خلال السنة المنصرمة من حكم محمد مرسي والإخوان، كما لن نفهم الأسباب التي جعلت الكثيرين في مصر يتنفسون الصعداء أمام مشهد استيلاء العسكر على السلطة، عوض استنكار هذا السلوك الذي ينبغي أن يكون محط إدانة الجميع، إذ المكان الطبيعي للجيش هو الثكنات والثغور لحماية البلد من أي تهديد خارجي، وليس كراسي السلطة والتسيير.
جاء صعود الإخوان إلى سُدة الحكم في سياق ما عرف بثورة 25 يناير، وهي الحدث الذي استقطب اهتمام العالم بأسره نظرا لأهمية الدور المصري في المنطقة، ولتاريخ هذا البلد العريق، غير أن بروز دور الفاعل الإسلامي في هذه الثورة اكتنفه الكثير من الغموض بسبب تعارض المشروع الإسلامي مع أهداف الثورة، حيث اتضح منذ بداية التحاق الإسلاميين بثورة الشارع ـ بعد تردّد ـ وجود تحفظات وجدال حول الأهداف الحقيقية لهذه الانتفاضة الشعبية، غير أن انقسام قوى الشارع بين أزيد من ثمانين حزبا إضافة إلى مقاطعة نسبة هامة من شباب الثورة والفاعلين الرئيسيين في الشارع للمسلسل الانتخابي، جعل الآليتين الانتخابيتين الأقوى في الواقع هما آلة الإخوان وآلة النظام العسكري الذي استطاع بدهاء تخفيض التوتر بسحب ممثله حسني مبارك من السلطة وتسيير دفة الحكم عبر المجلس العسكري.
لكن تواجد الإخوان في موقع تدبير الشأن العام بعد الانتخابات وضعهم أمام مشكل حقيقي، هل ينتهجون طريق الديمقراطية التشاركية أم يستولون على كل دواليب الحكم لتحقيق حلمهم باستعادة "الخلافة" الضائعة، فالخيار الأول سيجعلهم يتقاسمون السلطة ويستمعون إلى الأصوات المختلفة التي ستفرض لا شك خيارات أخرى، بينما الخيار الثاني يرى ضرورة انتهاز الفرصة التاريخية المتاحة والتي قد لا تتكرر من أجل الاستئثار بالحكم والدولة. ولا نتوفر على المعطيات الدقيقة التي تبين الكيفية التي انقلب بها الإخوان من الخيار الأول الذي أعلنوا عنه غير ما مرة إلى الخيار الثاني فجأة وبدون سابق إنذار، ولكن الذي بدا أن النقاش الداخلي بين قيادات الإخوان قد مالت في اللحظات الأخيرة لصالح موقف الصقور من المتشدّدين ضدّ رأي الحكماء الذين كانت مسئوليتهم التنبيه لحساسية السياق وضروراته، وهكذا اتجه الإخوان نحو إحراق المراحل بهدف الأسلمة الشاملة للفضاء العام، عبر إقرار دستور على المقاس، ثم إصدار "إعلان دستوري" لحماية الرئيس الإخواني من أية محاسبة أو نقض قضائي لقراراته.
كانت تلك بداية النهاية بالنسبة لتجربة الإخوان السياسية، التي كان من تبعاتها الإفراط في أسلمة الأطر الإدارية وأسلمة الفضاء العام على الطريقة الإخوانية التي تنافي طبيعة التدين الشعبي في مصر، وكان من الأمور التي يصعب تجنبها استهداف الفنون والفنانين المصريين، باعتبار ما للفن في مصر من تأثير قوي على الجماهير، وما له من رصيد يمتدّ من الاجتماعي إلى الاقتصادي إلى القيمي، ولهذا لم يكن مستغربا أن تتوجه آلية الإخوان الدعائية ضد الفنّ والفنانين، وكان القصد الرئيسي تحطيم الرموز الكبرى في المخيال الشعبي ومحو الصور والمعالم، والتضييق على الإنتاج بسبب العجز عن احتواء الفن وتحجيمه لصالح التيار الديني، حيث ظل الفن متمردا ومستعصيا على التأطير والتوجيه الإخواني أو السلفي منذ عقود طويلة.
كانت الجهود التي بذلها الإخوان لطمس الفنون في مصر من أسباب هلاكهم وفشل تجربتهم، حيث كانوا يتصورون أن الإيديولوجيا الدينية أقوى من الفن، وذلك لسوء تقديرهم لموقع الفن وقيمته وتاريخه وتجذره في المجتمع المصري. وقد ظهر منذ اعتصام المثقفين والفنانين بوزارة الثقافة لشهور قبل انتفاضة 30 يونيو، بأن النظام (العسكر) سيعتمد بلا أدنى شك وبنسبة كبيرة على التذمر العام للفنانين والمثقفين من غلواء الإخوان، ليتمكن من تسريع وتيرة التصعيد ضدّهم والاستيلاء بعد ذلك على مقاليد الحكم من جديد بشكل مباشر.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تظل الحقائق صادمة في بلدان المسلمين ؟
- ثورة القبل
- مأزق المسلمين حضاري وليس سياسيا
- لماذا لم يزهر ربيع الإسلاميين ؟
- -صامدون- ضد من ؟
- أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلم ...
- حول -المحاكم الشعبية الأمازيغية-
- السلفية ومستقبل المسلمين
- دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد
- كيف نحول الإسلاميين إلى ضحايا وهم في الحكم ؟
- الإعلام والوصاية الدينية
- تعليم الأمازيغية بين الشعار والممارسة
- المشروع الإسلامي والمشروع العلماني أو الدين ضد الإنسان
- الوصاية الدينية والدولة
- حوار مع السلفيين
- مفهوم الحرية بين العلمانيين والمحافظين
- هل تهدد حكومة الإسلاميين المكاسب الديمقراطية للمغاربة؟
- مستقبل المسلمين بين أردوغان و القرضاوي
- ردود سريعة إلى رئيس الحكومة الجديد
- أمازيغ -الويكيليكس- بين أمريكا والإسلاميين


المزيد.....




- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...
- ثبتها بخطوات بسيطة… تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على ناي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - من المسئول عن جعل الفنانين المصريين سفراء للعسكر ؟