|
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 50
مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 19:06
المحور:
الادب والفن
في مرحلة ما ، تذكرُ ، كنتُ قد خرجتُ لأكسر ضده / ضدهم كل جدران الصمت .
ثمة ، في هذه المرحلة ، جدران أخرى لا بد أن تُكسر لما بقي من صمت :
الوطن ، معه / معهم ، لم يكن ..
سوى ذاك السجن الكبير السيئ الذكر ... سوى ذاك المنفى الداخلي المهين ...
ها الحب ، معك ، مواطن تعيس بلا حقوق ، بلا كرامة ، إن قضى ليلة بحضنك لا يخرج منه إلا وهو جثة !
***
كنت أعتقدُ .. أن ما بيننا أكثر من حنين وعطر ، أنبل من جوع وانتشاء ...
كنت أؤمنُ .. أن ما بيننا هو ذاك الحب ، هو ذاك الجسد !
فإذا نسخة مشوهة للحب أنتَ يعاني منها الجسد ! فإذا غيرَ محنة تمر بها هذه الرواية ، لن تكونَ !
ألستَ ، إذ أعلنتُ الحب والفن والجسد رموزاً للثورة ، من أساء الفهم ؟!
ألستَ ، إذ انطلقت الشرارات الأولى لكل ثورة ، من هب لمحاصرة الحب ، لاغتصاب الجسد ، لإقصاء الفن ؟!
عزيزي ..
هو أنتَ .. بثورة غير ثورتي ، بعطر غير عطري ، المتلبس دوماَ ، لمَ الإصرارُ ، إذاً ، على جسد امرأة لا تتسع له كل فلسفاتكَ ؟!
عزيزي ..
ما كان لكَ أن تشبع جوعي إلى ذاك الجسد ، إلى ذاك الحب ، إلى تلك الثورة ...
فماذا لو أعتقَلُ بتهمة تفجير ما بقي من أكاذيبك ؟! ماذا لو يحكم عليَّ بمزيد من التورط فيكَ حتى آخر قصيدة انتحارية ، حتى آخر رواية مضادة ؟! ماذا لو يتم منعي من أي تمتع بحقي في ظروف التخفيف ؟! ماذا لو أمنح أخيراً ما أستحقه من أوسمة الشكر على جريمة تفجيرك ؟!
***
عزيزي ..
لا تأت هذا المساء ، لا تأت أي مساء ...
تعلمتُ كيف أسكر بعيداً عن كل جسد لك ، عن كل عطر ...
تعلمتُ كيف أقطع أجنحة تحرر كاذب كنت تريده لي ... تعلمت متى أقطعها مساهمة مني فقط في إفلاس سماواتك !
عزيزي ..
الحق أنك الرجل الوحيد الذي جُن به سريري ، لكن ذهب الجنون وبقي السرير !
فلا تترك ، بعدُ ، قميصَ نومك ، لهيبَ أنفاسك ، آهاتِ انتشائك ... لا تبعث ، بعدُ ، بهدايا مكرك ، برسائل عطرك ...
مواطنة أنا استغنت عن وهم الرجال !
***
عزيزي ..
قد يحصل أن يعاودكَ الحنين إلى الجسد ، إلى مجرد جسدٍ ،
قد يحصلُ .
عزيزي .. إن حصل فتعالَ !
تعال لأحبكَ بقلب أقلَّ ، تعال لتقبلني بشفتين تعانيان من ضعف في المواطنة ، من خيانة في التواصل !
تعال ، سأعصر لك الجسدَ ..
حتى آخر قطرة حب ، حتى آخر قطرة سم !
تعالَ ،
لن نشيخ وحدنا الليلة ، كل الأشياء الجميلة ستشيخ معنا ..
حتى الوطنُ ، حتى الثورة ُ ، حتى الفـنّ ُ ، حتى الحـب !
آهاً .. كم هو مؤلم أن يشيخ معنا الحب !
أجل ، الحب ، ذاك الذي وحده كان يشعل لديَّ فتيلَ الكتابة !
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 51
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 52
-
إلى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 53
-
الى ضمة من عطرك / رواية / المقطع 54
-
من روايتي - إلى ضمة من عطرك / المقطع : 55
-
سيدتي .. أنا يوبا ...
-
امرأة لا تشبه النساء
-
ضدا على كل منطق عربي إسلامي متعصب !
-
خذ عِطركَ ، وارحلْ !
-
ضد مثقف معلوم !
-
حتى لا يشيخ معنا الحب !
-
عاشقاً ، من النوع الرديء ، لن تكون !
-
مليكة مزان صوت شعري أمازيغي تجاوز عصره وتجاوز حدود المغرب !
-
رؤية انطباعية حول شعر مليكة مزان
-
أثافي البوح : قراءة في شعر مليكة مزان / بقلم الناقد المغربي
...
-
قراءة في ديوان - لو يكتمل فيكَ منفاي - للشاعرة الأمازيغية مل
...
-
من الظلم أن تستمر سرقة إنجازات شعب أمازيغي بأكمله !
-
النظرة الدونية للمرأة تراث عالمي لكل الإنسانية !
-
ثم صارت نفسي تكره كل صلاة ...
-
مواقف ذَكورية ليس إلا ...
المزيد.....
-
بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية
...
-
مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
-
أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
-
نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من
...
-
روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي
...
-
طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب
...
-
الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو
...
-
الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض
...
-
الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة(
...
-
شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|