أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - أثافي البوح : قراءة في شعر مليكة مزان / بقلم الناقد المغربي مبارك أباعزي














المزيد.....

أثافي البوح : قراءة في شعر مليكة مزان / بقلم الناقد المغربي مبارك أباعزي


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 4015 - 2013 / 2 / 26 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


تعتبر مليكة مزان من الأقلام النسائية ذوات الباع الطويل في التمرد على أقانيم المجتمع المحنطة ومقدساته الزائفة. هذه المرأة الأمازيغية أرادت لنفسها أن تكون الصدى الذي يعكس صوت الهامش وتمرده، والقلمَ الذي يكتب صرخة الشعب وحرمانه، و"النهد" الذي يرضع الشعرَ ثورته.

إن من يتأمل أشعار مليكة مزان سيجد أن الشاعرة تسعى بخطى حثيثة غير متعجلة لتشكيل نص ذي تيمة مخصوصة، ولعل فرادتها تكمن في اختيارها لتيمة ربما كانت تدخل ضمن اللامفكر فيه؛ فإذا كانت موضوعة البحر مهيمنة في نصوص "حنامينة" ، والسجن والصحراء في نصوص "منيف" ، والقضية الفلسطينية في أشعار "درويش" و"سميح القاسم" ، فإن الموضوعة الأساسية التي تطفح بعبقها نصوصها هي موضوعة النهد الأمازيغي.

ولعل هذا ما يجعل نصوصها تمتاز بخصوصية الرؤية الأمازيغية إلى الأشياء؛ يمتزج الديني بالجنسي في كثير من الأسطر الشعرية وكأن بينهما صراعا من نوع ما، تقول مثلا:

"مضاجعة الفكرة بديلا عن أيما رب".

وهذه الطريقة في الخلق الشعري تصل باللغة إلى ذروتها البلاغية، ذلك أن الصورة الشعرية ليست عدولا عن اللغة العادية كما هو سائد في نصوص الحداثيين ، بل إنها عدول وانزياح عن اللغة المجازية نفسها في صيغتها التقليدية. لهذا تظل المعاني بعيدة وتحتاج لتقريبها إلى الكثير من التأمل الدلالي في العلاقات بين الكلمات والعبارات.

تحاول مليكة مزان أن لا تكبل قلمها بقيود الكتابة الشعرية التي تخنق القوة الإبداعية للشاعرة، فهي حمامة تغرد في وضح النهار وترى الأشياء بعين الصفاء، وتقتحم كل الأصقاع وتطرق كل الموضوعات دون خشية سطوة الأنا العليا، بدءا بموضوعة الدين، مرورا بالجنس، وصولا إلى السياسة .

بل إن نصوصها في حد ذاتها ثورة على تقاليد الشعر نفسها !

هكذا تكون الشاعرة في غير ما حاجة إلى التقيد والحذر لحظة الخلق النصي والنقدي للخطاب الديني، لهذا نجدها تتناص مع النص القرآني من خلال التلميح والمحاكاة الذكية ، محاولة بذلك تهشيم الصورة النمطية التي كرسها التاريخ الشعري العربي منه والمكتوب بالعربية؛

تقول مثلا :

"سبحان أنثاي وتعالت عما يرومون"،

وتقول أيضا:

"أشهى الأرباب من إذا اتخذ غير الأنثى دينا له ، لا يقبل منه".

ومن الأكيد أيضا أن الجنس يستفحل في نصوص الشاعرة إلى حد كبير جدا، ويعود هذا لا محالة إلى القداسة المفرطة التي غلف بها منذ بداية البشرية، واستمر ذلك مع بعض الشعوب، خصوصا منها الشعوب الإسلامية.

هذا الاستفحال هو الذي يضفي على نصوصها طابعا خاصا وذوقا مميزا؛ فها هي الأنثى تتجرأ للمرة الأولى لتغيير مفاهيم الجنس الذكورية وتقول إن النهد هو "اليقين فلندخل فيه أفواجا".

أما ثيمة السياسة فمدخلها الأساسي هو القضية الأمازيغية ، فقد ظلت مليكة مزان الشاعرة الوفيةً للقضية التي أدار لها الجميع ظهورهم وتولوا قبلة المشرق واللغة العربية ليتمكنوا من نيل بعضٍ من حظوة سردية أو سلطة ثقافية.

تقول مثلا عن المقاومة الأمازيغية :

"نهدي لآلهة الزنا
حجر ناري بين خصاها ،
بركان أمازيغي بلا خضوع ! ".

كانت هذه بعض التخطيطات حول نصوص مليكة مزان الشعرية التي تلخص الثورة والتمرد المتجليين في وضع اليد على ثلاثة أثاف للبوح غالبا ما يتعرض صاحبها للمنع والمصادرة والاستبعاد.

ولعل ما يجب الإشادة به في ما يتعلق بنصوصها الشعرية هو جرأتها الكبيرة التي تجعلها قدوة لكل النساء اللواتي يشعرن بالقهر ويرفضن الرضوخ لمنطق العنف .



#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في ديوان - لو يكتمل فيكَ منفاي - للشاعرة الأمازيغية مل ...
- من الظلم أن تستمر سرقة إنجازات شعب أمازيغي بأكمله !
- النظرة الدونية للمرأة تراث عالمي لكل الإنسانية !
- ثم صارت نفسي تكره كل صلاة ...
- مواقف ذَكورية ليس إلا ...
- إلى .. أحمد عصيد ( على شرف حبيبتنا إسرائيل ... ! )
- من له برفض أنثى بهذا الحسن الاخاذ ؟!
- كل فيكَ ونصيبهُ مني ... !
- لنكن فقط أمازيغيين !
- إلى طليقي محمد ...
- لا تقل : اختاري ما بين القناع أو ما بين أطفال القبيلة ...
- الروائي الأمازيغي مالك حداد والوعي الزائف
- تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي
- نعم ، سيدي القنصل العام ... /سيرة ذاتية الفصل الأول
- رأيتُ في ما ترى الثائرة ْ ... !
- وأصنام الكعبة إنا لمُتعَباتْ !
- حول سريري كلهم متشابهون !
- هذي ملوكُكم اسألوا كبيرَها !
- هي شمس ينقصها جبروتُ الحب ْ !
- ’’ ليون ’’ القحبة الفرنسية التي شردتني !


المزيد.....




- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - أثافي البوح : قراءة في شعر مليكة مزان / بقلم الناقد المغربي مبارك أباعزي