أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - قراءة في ديوان - لو يكتمل فيكَ منفاي - للشاعرة الأمازيغية مليكة مزان














المزيد.....

قراءة في ديوان - لو يكتمل فيكَ منفاي - للشاعرة الأمازيغية مليكة مزان


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 16:03
المحور: الادب والفن
    


بقلم إدريس العمريني / أستاذ اللغة الأمازيغية وباحث بماستر الكتابة ومهن الكتاب

قبل أن تكون "مليكة مزان" شاعرة فهي مناضلة راديكالية حد الجسارة، الشيء الذي نلمسه ونحن نهيم في وادي شعرها المعتق بنبيذ الجسد العاري والكفر المعلن والتمرد المقصود ضدا على سياسات التفقير والتجويع التي تطال وطنها "تامازغا"، وكل ذلك وهي الرافعة لشعار :

لتكون تامازغا أولا تكون !

( من قصيدتها : " في استفحالي أحبك أكثر " )

كيف لا ومنبتها جبال "أزيلال" الممتدة في جبال الأطلس الكبير بالمغرب العميق ؟!

كيف لا وكل أنواع الحرمان والتجويع واليتم تطال الأمازيغ هنا وهناك ؟!

إنها صرخة أنثى متمردة تنشد تغييرا جذريا يكون فيه مقام الأنثى مثل مقام الرجل، ويصبح فيه اليتم والجوع في أقاصي الجبال دفئا وشبعا في الآتي من الآمال المنشودة في حاضر الوطن "تامازغا" الممتد من المحيط الأطلسي غربا إلى واحة "سيوا" شرقا ، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الحدود المجالية للطوارق جنوبا .

إن للشاعرة نظرة ورأيا خاصا لحل كل المشاكل التي ترتبط بالإنسان الأمازيغي أينما حل وارتحل بأن " تكون تامازغا أولا تكون" ذاك الوطن المعشوق عندها، تتطلع إليه بكل ما تحمله من جنون الوله والحب في قولها :

...

وأذكر نشوتكَ وكيف اشتعل دمي
حرائقَ ، وحدائقَ ، وفنونْ !
آيتكَ صرتُ :
أعشق الوطن أكثر وأسمو في جنون !

( من قصيدتها : " في استفحالي أحبك أكثر" )

فما سر هذه القوة وما كنه هذا الجنون في حب الوطن / الحلم " تامازغا " ؟!

تظل الأم حاضرة في قصائد الشاعرة "مليكة مزان" ، ووصاياها مشكاة تهتدي بها في ظلمات الدروب وتستمد منها نور القوة الذي لا يندثر.

تقول الشاعرة :

طبقا لوصايا أمي أحبكَ أكثر ،
لا كما أحبتكَ أغنية من بعدي
أحبك أكثر !
أحبكَ فسجل أني أقوى من كل اندثار !

( من قصيدتها : شبيها بهذا الشجر كنتَ )

فالأم حاضرة في شعر "مليكة مزان" ، وهذا الحضور يأخذ أبعادا رمزية، فتارة تعتبرها مرجعا أساسيا لسياسات الرفض لديها وتارة أخرى تعتبرها خطيئتها بتمردها على الرب !

فالأم بهذا المنحى رمز للوطن الحلم "تامازغا" الذي جعل من الشاعرة رافضة متمردة على كل أنواع اليتم والجور والحرمان والتجويع .

تقول الشاعرة :

رقصة ٌ من أعالي الرفض
ونتماهى في ضمة هي كونُنا الأثير ُ
ونتصاعد نشيداً من قِـدم الحنين ِ :
نعم .. لنداء الروح فيك َ
نعم .. لاشتعال الجسد ِ
ما ديني فيكَ غيرُ عمق شهيِّ الطفولة !

( من قصيدتها : " عرس أنت على مقاسي الأعالي " )

فالشاعرة تنشد هاهنا الكون الأثير للوطن " تامازغا" عبر أعالي الرفض حين يمزج برقصة يحدث التماهي ، مما يظهر هذا التفاعل الحاصل بين ثقافة الشاعرة المتمثلة في التراث الأمازيغي العريق ، عبر نوستالجيا يخلدها النشيد المتصاعد من قدم الحنين للوطن "تامازغا"، من جهة وبين سياسة الرفض التي تشنها حملة ضدا على سياسات التجويع والتفقير واليتم والتسلط الممنهجة من جهة ثانية .

وكلها مناح ترسخ مبادئ الشاعرة حتى تقاوم أي انطفاء قد يغتال اشتعال الجسد ، أو أي قمع قد يخرس نداء الروح . فانطفاء أولهما وخرس الثاني لا يعني إلا الخنوع والاستسلام لقضية تحرص الشاعرة كل الحرص أن يصمد وهيجها متقدا أمام كل محاولة للإطفاء كما تحرص أن تبقى مدوية ضدا على كل قمع.

هذه الرقصة الأسطورية التي تنشدها الشاعرة "مليكة مزان" عبر عملية التماهي تلك، تظل أسطورة مجردة من حضورها الحقيقي في الوطن الحلم " تامازغا"، لتستبشر الشاعرة بالعرس المنتظر الذي وحده من ستحقق فيه رقصة التماهي تلك في المكان الأثير "لإملشيل" ، وبه فقط تصبح أسطورة الرقصة حقيقة حاضرة ـ لا حقيقة مجردة ـ بفعل هذا التماهي مع أسطورة "إسلي" و "تيسليت" في أعالي الأطلس الكبير بإملشيل حيث الاحتفاء بموسم الخطوبة ماضيا كان ، وحيث سيكون العرس المنتظر "لإسلي و"تيسليت" متوجا برقصة التماهي في "إملشيل الحب" ، ومعه تتوج "تامازغا" وطنا كائنا يكون، لا وطنا في خبر كان !



#مليكة_مزان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الظلم أن تستمر سرقة إنجازات شعب أمازيغي بأكمله !
- النظرة الدونية للمرأة تراث عالمي لكل الإنسانية !
- ثم صارت نفسي تكره كل صلاة ...
- مواقف ذَكورية ليس إلا ...
- إلى .. أحمد عصيد ( على شرف حبيبتنا إسرائيل ... ! )
- من له برفض أنثى بهذا الحسن الاخاذ ؟!
- كل فيكَ ونصيبهُ مني ... !
- لنكن فقط أمازيغيين !
- إلى طليقي محمد ...
- لا تقل : اختاري ما بين القناع أو ما بين أطفال القبيلة ...
- الروائي الأمازيغي مالك حداد والوعي الزائف
- تلك كانت قبلتي / قنبلة من صنع أمازيغي محلي
- نعم ، سيدي القنصل العام ... /سيرة ذاتية الفصل الأول
- رأيتُ في ما ترى الثائرة ْ ... !
- وأصنام الكعبة إنا لمُتعَباتْ !
- حول سريري كلهم متشابهون !
- هذي ملوكُكم اسألوا كبيرَها !
- هي شمس ينقصها جبروتُ الحب ْ !
- ’’ ليون ’’ القحبة الفرنسية التي شردتني !
- إذ كل قصيدة ضلالة ْ !


المزيد.....




- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مليكة مزان - قراءة في ديوان - لو يكتمل فيكَ منفاي - للشاعرة الأمازيغية مليكة مزان