أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مليكة مزان - نعم ، سيدي القنصل العام ... /سيرة ذاتية الفصل الأول














المزيد.....

نعم ، سيدي القنصل العام ... /سيرة ذاتية الفصل الأول


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 14:07
المحور: سيرة ذاتية
    


وضعت مفاتيح الشقة في صندوق الرسائل كما أوصاني
وضعتها بحب وإخلاص كأني لا أعيش النهاية

لم ألتفت ورائي .

مذ غادرت مدينة جنيف السويسرية آخر مرة أخذته على نفسي عهدا :
كل مكان أعيش فيه تجربة حياتية عنيفة ثم أغادره علي أن أغادره غير ملتفة ورائي .

كذلك كانت مغادرتي ذاك الصباح لمقر إقامة القنصل العام المغربي بمدينة ن* الفرنسية .
***
مسافة الطريق إلى المطار كعادتها طويلة ، لكنها في ذلك الصباح بدت لي أقصر مما مضى : طيلة الرحلة كنت أفكر في مغزى مكالمة أجراها مع السائق :
ـ هل أنتما في الطريق إلى المطار ؟ ( يكاد يقول : أخيراً ... )
ـ نعم ، سيدي القنصل العام ، كل شيء على ما يرام .
ـ لا تنس أن تمنح المدام الظرف البريدي الذي تحمله إليها ، وكذلك علبتي الشوكولا والبيسكوي الموجودتين في الصندوق الخلفي للسيارة .
ـ سأفعل سيدي ، اطمئن .

***

الظرف البريدي به بضع أوراق مالية مغربية ، بقايا تكلفة آخر سفر له إلى المغرب .
علبة الشوكولا علبة صغيرة جدا ، لكن وجدت لدي كل الرضى ، أليست هدية منه على أي حال ؟
رباه .. هل تكون هديته الأخيرة ؟

علبة البيسكوي لم يبق منها إلا القليل .
وأنا أسرع إلى الصعود إلى الطائرة تناثرت محتوياتها على الأرض . اجتهدت في جمع بعضها حفاظا مني على نظافة المطار ، ولكن أيضا حرصا مني على القيام بتصرف أردت أن تكون له قوة السحر والشعوذة على إحياء الرابطة التي تقطعت بيننا .

فعلت ذلك ونسيت أني كنت في وطني أستاذة لمادة الفلسفة !

***

ـ على سلم الطائرة هذي خطواتي :

رباه .. هل تراه ندم على ما فعل ؟
رباه .. هل ما زال يحبني ؟
رباه .. هل في حياته امرأة أخرى ؟
رباه .. هل تراه يوما إلي سيعود ؟

***

في المقعد إلى جانبي شاب إفريقي لم أبادله أي حديث على غير عادتي مع كل من تجمعني معهم رحلة ما ،
كنت منشغلة عنه بالاطمئنان على حيازتي الدائمة لوثائق رسمية أكاد أسمعها تهمس لي في انتشاء لذيذ :

أن يعود إليك أو لا يعود لا يهم ، المهم أنك الآن مواطنة مغربية لها حقوق حقيقية تضمنها وترعاها .. العدالة الفرنسية !

وأحضن أوراقي في حرص طفلة خائفة ، وبنهم لا يقل عن نهم الشاب الإفريقي أتناول وجبة الغذاء وأنا مطمئنة تماما على مستقبلي .

***

نزلت مطار محمد الخامس .
نزلت لا أدري هل عدت إلى وطن / أب / أخ / صديق أم إلى .. وطن / عدو !

عند نقطة التفتيش فضلت أن أدلي بجواز سفري العادي وكأني مهاجرة عادية تعود إلى أرض الوطن ، بدل أن أدلي بجواز زوجة الموظف الديبلوماسي والتي ، حسب القانون الفرنسي ، كنت ما زلتها حتى تلك اللحظة .
خشيت أن يصادر مني ذاك الجواز بعد أن مر على تطليقي في ظل العدالة المغربية ( عدالة ؟! ) أكثر من سنة .

جواز سفري الديبلوماسي هذا دليل مهم ضده وضد قضائه المغربي ، دليل قد أدلي به عند الحاجة وما أكثر حاجاتي منذ أن غدر / غدروا بي ! وما أكثر حاجاتي وأنا أعود إلى بلد كل شيء فيه ممكن ، بلد ليس بيد ريح أي تغيير أن تغير ما ترسخ به من عقليات وسلوكات ، من مناصب وثروات وكراسي !

***

أعاد الشرطي إلي جواز سفري وعلى وجهه ظل ابتسامة مفتعلة لسان حالها يقول : أهلا بعودتكم إلى الجحيم !
ـــــــــــــ
يتبع ...



#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأيتُ في ما ترى الثائرة ْ ... !
- وأصنام الكعبة إنا لمُتعَباتْ !
- حول سريري كلهم متشابهون !
- هذي ملوكُكم اسألوا كبيرَها !
- هي شمس ينقصها جبروتُ الحب ْ !
- ’’ ليون ’’ القحبة الفرنسية التي شردتني !
- إذ كل قصيدة ضلالة ْ !
- أيها الحداثيون .. هاتوا ربا قد أفلس ربي !
- الشاعرة الأمازيغية الملتزمة مليكة مزان : الشعر حرية حقيقية . ...
- بحاجة أنا إلى فضيحة تكشف سرنا !
- برأس الرب سأعودُ لأطفال الجبل ْ !
- هاتفي النقال / هذا القواد ْ !
- لي النصفُ .. مما لم يترك ِ الأنبياء ْ !
- البكاءُ عليكَ دِينٌ بلا أتباعْ !
- دينُنا الجديد !
- ديننا الجديد !
- ذاكَ قرآني ... ! ( من مناضلة أمازيغية إلى رب العرب والمسلمين ...
- خِصري .. هذي الفصيلة ُ النادرة ُ المُدَمﱢرة ْ !
- أنا المطلقة ُ خَمساً : لي في التغزلِ بكَ دينٌ آخرْ !
- كل كعبتنا .. أنتِ ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مليكة مزان - نعم ، سيدي القنصل العام ... /سيرة ذاتية الفصل الأول