أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البلطي - التحطيم الممنهج والتفتيت السياسي للعراق.نحو تاسيس خلافة اسلامية برعاية الولايات المتحدة الامريكة















المزيد.....


التحطيم الممنهج والتفتيت السياسي للعراق.نحو تاسيس خلافة اسلامية برعاية الولايات المتحدة الامريكة


محمد البلطي

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة الاسلامية في العراق والشام : احدى وسائل التحالف العسكري الغربي

مايكل تشوسّودوفسكي

ترجمة محمد البلطي


في جوقة واحدة وصفت وسائل الاعلام الغربية الصراع الدائر حاليا في العراق على انه "حربا اهلية" المواجهة فيها قائمة بين الدولة الاسلامية في العراق والشام والقوات المسلحة لحكومة المالكي.
وبشكل "عفوي" يتم توصيف الصراع على انه "حربا طائفية" بين متطرفين سنة وشيعة وذلك بدون الاهتمام بمن يقف خلف مختلف الطوائف .وفي الواقع يتعلق الامر باجندا عسكرية-مخابراتية امريكية محكمة الصياغة .
من المعروف وبالوثائق ان التنظيمات القاعدية قد تم استعمالها من طرف الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي في العديد من الصراعات ومنذ ايام الحرب السوفياتية الافغانية كـ" اصول مخابراتية".ومتمردي جبهة النصرة وداعش في سوريا هم الفيلق الارضي للتحالف العسكري الغربي الذي يشرف على ويراقب انتداب وتدريب القوات شبه العسكرية.
ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق التابع للقاعدة عاد الى الظهور في افريل 2013 باسم مختصر جديد حيث عادة ما يشار له باسم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ,داعش.وتاسيس كيان ارهابي يشمل العراق وسوريا هو بعض اجندا مخابراتية امريكية حيث يستجيب لاهادف جيوسياسية.ويتزامن ذلك مع نجاح القوات الحكومية السورية في مواجهة التمرد المدعوم امريكيا في سوريا وفشل كل من الجيش السوري الحر ومختلف تنويعاته من ألوية الارهاب "المعارضة".
لقد اتخذ القرار من طرف واشنطن بتقديم دعمها بشكل سري لفائدة كيان يعمل في كل من سوريا والعراق والذي يمتلك قواعد امداد في البلدين .ومشروع الخلافة السنية لداعش يتوافق واجندا امريكية قديمة لتقسيم العراق وسوريا الى ثلاث مناطق منفصلة :خلافة اسلامية سنية ودولة عربية شيعية وجمهورية كردستان.
وفي نفس الوقت الذي تشتري فيه حكومة بغداد التابعة للولايات المتحدة الاسلحة المتقدمة من هذه الاخيرة بما في ذلك طائرات الاف 16 فان الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تقاتل القوات الحكومية العراقية يتم دعمها بشكل سري من طرف مخابرات غربية.والهدف هو صناعة حرب اهلية في العراق حيث طرفي النزاع متحكم فيهما مباشرة من طرف الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي.
والسيناريو هو تسليحهم وتجهيزهم ,كلا الطرفين , وتمويلهم بالاسلحة المتقدمة ومن بعد " دعهم يتقاتلون".
ان الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي متورطان في انتداب وتدريب وتمويل فرق الموت التابعة لداعش العاملة في العراق وسوريا وتعمل داعش بالتعاون مع مخابرات غربية من خلال قنوات اتصال غير مباشرة وفي مقابل ذلك وبالوثائق المدعمة حول التمرد في سوريا فان قوات خاصة غربية ومرتزقة قد التحقوا بصفوف داعش.
ويتم توجيه دعم الولايات والمتحدة وحلف شمال الاطلسي الى داعش وبطريقة سرية عن طريق اقوى حلفاء امريكا :قطر والعربية السعودية.وحسب الـ"دايلي اكسيبراس" اللندنية "لقد حصلت على المال والسلاح من قطر والعربية السعودية".
"من خلال حلفاء مثل السعودية وقطر قدم الغرب دعمه لمجموعات متمردة هي نفسها التي تحولت الى داعش ومليشيات اخرى مرتبطة بالقاعدة "(دايلي تليغراف 12 جوان 2014).
وفي حين تعترف وسائل الاعلام ان رئيس الوزراء نوري المالكي اتهم السعودية وقطر بدعم داعش الا انها كلها تفشل في الاشارة الى ان كل من الدوحة والرياض تعملان لحساب وبتعاون وثيق مع واشنطن.

وتحت لافتة الحرب الاهلية تشن حرب عدوان سرية تهدف اساسا الى مزيد تحطيم بلد بكامله, مؤسسات واقتصاد .والعملية السرية هي بعض اجندا مخابراتية تهدف الى تحويل العراق الى فضاء مفتوح.وفي نفس االوقت يحمل الراي العام على الاعتقاد ان الذي يحصل في العراق يتمثل في مواجهة بين الشيعة والسنة .
لقد تم استبدال الاحتلال العسكري الامريكي للعراق باشكال للحرب غير تقليدية والحقائق دامغة .وفي مفارقة بطعم الحنظل فان الامة المعتدية يتم تصويرها كمنقذ "للعراق المستقل".
هناك "حرب اهلية" بين الشيعة والسنة تؤجج نارها من طرف الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي من خلال دعم كل من حكومة المالكي ومتمردي داعش السنة .وتقسيم العراق طائفيا هوسياسة قديمة جدا للولايات المتحدة وحلفائها .
"دعم الطرفين "
ان "الحرب على الارهاب" تتمثل في تاسيس كيانات ارهابية قاعدية كبعض عملية مخابراتية وذلك الى جانب التقدم لانقاذ الحكومات التي يستهدفها التمرد الارهابي.وهذه العملية يتم القيام بها تحت لافتة مقاومة الارهاب انها تخلق تعلة للتدخل.
ان داعش هي مشروع لتاسيس دولة اسلامية سنية وهذا المشروع لا يهم سكان العراق السنة الذين يلتزم اغلبهم بالاشكال العلمانية للحكم وهوما يجعل مشروع الخلافة بعض اجندا مخابراتية امريكية .
وكجواب على تقدم متمردي داعش تفكر واشنطن في استعمال القصف الجوي الى جانب هجمات الطائرات بدون طيار كدعم لحكومة بغداد في سياق مواجهة الارهاب والكل في خدمة قضية "وجيهة" :مقاومة الارهاب بدون الاعتراف بالطبع ان الارهابين هم "الفيلق الارضي" للحلف العسكري الغربي . ومن نافل القول اعتبار ان هذه التطورات تساهم في زعزعة العراق ولكن كذلك في اضعاف المقاومة العراقية وهو احد اهم اهداف الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي .
ان الخلافة الاسلامية مدعومة سريا من طرف وكالة المخابرات المركزية الامريكية بالتعاون مع اجهزة استخبارات كل من العربية السعودية وقطر وتركيا كما ان اسرائيل متورطة في تقديم الدعم لكل من متمردي القاعدة (خارج هضبة الجولان) وللانفصاليين الاكراد في سوريا والعراق.
وبصفة عامة فان "الحرب الشاملة على الارهاب" تقوم على منطق شيطاني عميق :الجهتين –الارهابين والحكومة- يتلقيان الدعم من نفس الفاعلين العسكريين والمخابراتيين أي الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي.
واذا كان هذا النوع من التحليل يصف الحالة الراهنة في العراق فان بنية "دعم الطرفين" بهدف هندسة صراع طائفي قد تم استعمالها لاكثر من مرة في العديد من البلدان.فحركات التمرد "القاعدية" (والمدعومة من طرف المخابرات الغربية) تنتشر في العديد من البلدان التي تشمل اليمن وليبيا ونيجريا والصومال ومالي وجمهوية افريقيا الوسطى والباكستان.وهدف اللعبة النهائي هو زعزعة استقرار بلدان ذات سيادة وتحويلها الى مناطق مفتوحة(لمصلحة ما يسمى المستثمرين الاجانب).وتعلة التدخل الانساني (كما في مالي ونيجيريا وجمهورية افريقا الوسطى) تستند على وجود القوات الارهابية وهذه الاخيرة لم يكن من الممكن لها ان توجد لولا الدعم السري من قبل الولايات المتحدة وحلف شمالي الاطلسي.
الاستلاء على الموصل :دعم الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي السري للدولة الاسلامية في العراق وسوريا (داعش)
لقد حصل شيء ما غير عادي في الموصل لا يمكن تفسيره بالمفردات العسكرية البحتة.
ففي العاشر من الجوان يزعم (حسب تقارير صحفية) ان القوات المتمردة للدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش) قد استولت على الموصل ثاني اكبر مدينة عراقية بعدد سكان يتجاوز المليون نسمة.وفي حين كانت تلك التطورات غير منتظرة حسب ادارة اوباما فانها كانت معلومة بالنسبة لوزارة الدفاع والمخابرات الامريكيتين اللتين كانتا ليس فقط تقدمان الاسلحة والخدمات اللوجستية والتمويل لمتمردي داعش بل كذلك تنسقان من خلف الستار هجوم داعش على مدينة الموصل .
واذا كانت داعش تشكل مقارنة بتشكيلات قاعدية اخرى جيشا متمردا جيد التجهيز ومنضبط فان الاستلاء على الموصل لم يتوقف على قدراتها العسكرية . فعلى النقيض من ذلك فان القوات العراقية التي يتجاوز عددها وبكثير عدد المتمردين والمجهزة بانظمة تسليح متقدمة كان يمكنها ان تصد متمردي داعش وبكل سهولة.
لقد كان هناك وحسب تقارير 30.000 من القوات الحكومية في الموصل في مواجهة 1000 من متمردي داعش.وقد اختار الجيش العراقي عدم التدخل.وتقارير وسائل الاعلام فسّرت بدون ادلة قرار الجيش العراق بعدم التدخل على انه قرارا عفويا مصحوبا بهروب جماعي.
"مصادر رسمية عراقية قالت للغاردين ان فرقتين من الجنود العراقيين -30.000 رجل تقريبا- ولوا وجوههم بشكل بسيط الى الخلف وفروا في مواجهة هجوم قوة متمردة تتكون من 800 مقاتل فقط.وفي يوم الاربعاء جاب متطرفو داعش شوارع الموصل بكل حرية وكان من الواضح انهم تفاجؤوا بسهولة اقتحامهم لثاني اكبر مدينة عراقية بعد ثلاثة ايام من القتال المتقطع."(الغاردين 12 جوان 2014 التشديد مضاف )
وقد اشارت التقارير الى ان القادة العسكريين العراقيين كانوا متعاطفين مع تمرد داعش السني ملمحة بذلك الى ان اغلبهم من السنة :
ومتحدثين من مدينة اربيل الكردية اتهم من تركوا مواقعهم قادتهم بالجبن والخيانة قائلين ان الجنرالات في الموصل "سلموا" المدينة للمتمردين السنة الذين لهم معهم روابط طائفية وتاريخية"(دايلي تليغراف 13 جوان 2014)
ان هذا التقرير مضلل حيث ان كبار القادة كانوا من الشيعة المتشددين ولم يتم ترك المواقع فعليا الا بعد انهيار بنية القيادة ومغادرة اهم القادة (الشيعة) للمدينة.
ومن الهام استعاب ان الطرفين أي الجيش العراقي النظامي وجيش داعش المتمرد كلاهما مدعوم من طرف الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي . لقد كان هناك في الموصل مستشارين عسكريين امريكيين وقوات خاصة بما في ذلك مختصين من شركات امنية خاصة يعملون ضمن القوات النظامية العراقية .وفي مقابل ذلك كان هناك قوات خاصة غربية او مرتزقة ضمن داعش (متعاقدين مع وكالة المخابرات المركزية الامريكة ووزارة الدفاع)والمرتبطين بالولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الاطلسي( من خلال الهواتف المرتبطة بالاقمار الصناعية مثلا).
وفي سياقات مثل هذه مع تورط كبير للمخابرات الامريكية من الاكيد كانت هناك وبشكل روتيني اتصالات وتنسيق وخدامات لوجيستية وتبادل معلومات امنية بين مركز قيادي عسكري مخابراتي يتبع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي وبين مستشارين عسكريين او متعاقدين عسكريين خواص يتبعون لنفس الجهة وموجودين على الميدان مع الجيش العراقي في الموصل وقوات غربية مرتبطة بكتائب داعش.وهذه القوات الغربية العاملة بشكل سري مع داعش من الممكن ان يكون قد تم ارسالها من قبل شركة امنية خاصة متعاقدة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي.
ومن وجهة النظر هذه يتبين لنا ان السطيرة على الموصل قد كانت عملية مخطط لها مسبقا و بشكل جيد وباستثناء بعض المناوشات لم يكن هناك قتال فعلي .فقد كان من الممكن لوحدات كاملة من الجيش الوطني العراق والتي تم تدريبها من طرف العسكريين الامريكيين والمجهزة بانظمة تسليح متقدمة ,كان من الممكن لتلك الوحدات ان تصد متمردي داعش. وحسب التقارير فقد صدرت الاوامر لتلك الواحدات من قادتها بعدم التدخل وحسب شهود عيان "لم تطلق طلقة واحدة"
"لقد هربت القوات التي كانت في الموصل وبعضها ترك زيه العسكري ومواقعه عند دخول قوات داعش الى المدينة.
لقد اجتاحت قوات داعش احد فروع القاعدة كامل الضفة الغربية من المدينة بين عشية وضحاها ومن الواضح ان ذلك تم بعدما قام الجنود العراقيين والشرطة بترك مواقعهم تاركين في بعض الحالات ازيائهم العسكرية عندما فكروا في الهروب امام تقدم المسلحين )"http://hotair.com/archives/2014/06/10/mosul-falls-to-al-qaeda-as-us-trained-security-forces-flee/ ( .
فرقة مؤلفة من الف مقاتل تسيطر على مدينة مليونية ؟ اذا لم يكن لهم علم مسبق بان الجيش العراقي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة (30.000 رجل) لن يتدخل فان عملية الموصل كانت ستفشل وتنتهي بالقضاء المبرح على المتمردين.
من كان يقف خلف قرار السماح لارهابيي داعش بالسيطرة على الموصل ؟ من اعطاهم الضوء الاخضر؟ .هل تلقى القادة العسكريين العراقيين الكبار التعليمات من المستشاريين العسكريين الغربيين بتسليم المدينة الى ارهابيي داعش ؟هل تم اختيارهم من اجل ذلك؟هل كان تسليم الموصل الى داعش بعض اجندا مخابراتية امريكية ؟هل تم التلاعب بالقادة العسكريين العراقيين او تم اختيارهم حتى يسمحوا بتسليم المدينة الى متمردي داعش بدون ان "يتم اطلاق ولو رصاصة واحدة"؟
ان الجنرال مهدي صبيح الغراوي الذي كان مسؤولا عن فرق الجيش في الموصل "قد ترك المدينة".وقد عمل الغراوي بشكل وثيق جدا مع الجيش الامريكي واصبح قائد الموصل في سبتمبر 2011 حيث تمت عملية التسليم بينه وبين العقيد الامريكي سكوت ماكين .هل تم اختياره من اجل ذلك وصدرت له التعليمات من نظرائه الامريكيين بترك مركز قيادته ؟
لقد كان من الممكن للقوات الامريكية ان تتدخل لكن التعليمات صدرت لها بترك الامر يحصل لانه بعض اجندا خطط لها بشكل جيد لتسهيل تقدم قوات داعش المتمردة واعلان خلافتها.
ويظهر ان العملية برمتها قد تم التخطيط لها بشكل جيد .
وقد اصبحت البناءات الحكومية ومراكز الشرطة والمدارس والمستشفيات في مدينة الموصل تحت سيطرة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا (داعش) كما سيطرت هذه الاخيرة على تجهيزات عسكرية ثقيلة بما في ذلك طائرات عمودية ودبابات هجرتها القوات العراقية .
ان ما يتكشّف امام انظارنا هو تاسيس خلافة اسلامية "داعشية" مدعومة من الولايات المتحدة الامريكية وذلك جنب الى جنب مع الانهيار السريع لحكومة بغداد .وفي نفس الوقت اعلنت المنطقة الكردية في الشمال عمليا استقلالها عن بغداد وقامت قوات البشمرقة المتمردة (والمدعومة من اسرائيل) بالسيطرة على مدينتي اربيل وكركوك.
تحيين ( 17 جوان 2014)
منذ الانتهاء من كتابة هذا المقال ظهرت معلومات بصدد الدور المركزي الذي لعبته القبائل السنية وقطاعات من حركة البعث (بما في ذلك العسكرية) في السيطرة على الموصل ومدن اخرى.والموصل هي الان تحت سيطرة العديد من المجموعات السنية المعارضة وداعش.
وفي حين ان تلك القوى التي تشكل مكونات هامة في حركة المقاومة ضد حكومة المالكي تعارض وبشكل قوي داعش الا انه ومع ذلك قد قمات عمليا "علاقات" بين هذه الاخيرة وحركة المقاومة السنية .
وكون الولايات المتحدة تقف خلف داعش وبكل قوة من ظاهر انه لا يشكل مصدرقلق للمجلس القبلي :
"وقد قال الشيخ زيدان الجابري زعيم الجناح العسكري للمجلس الثوري القبلي ان تنظيمه يعتبر داعش كارهابيين مخطرين وانه يمكنهم التخلص منهم.
لكن السيد الجابري (المقيم في عمان)... هدد كذلك وبشكل واضح انه ومن دون مساعدة الغرب فان القبائل وداعش يمكن ان يجدا نفسيهما مجبران على توحيد جهودهما في مواجهة عدوهما المشترك –الحكومة التي يسطر عليها الشيعة.(سكاي نيوز. التشديد مضاف).
زعيم حركة مقاومة عراقية منفي ويطلب "مساعدة الغرب" من الامة المعتدية ؟ومن خلال التصريح اعلاه يمكن ان يتكون لدينا انطباع قوي ان المجلس الثوري القبلي قد تم اختياره خصيصا او هو مخترق.
بل واكثر من ذلك وفي مفارقة بطعم الحنظل لم تعد الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي اللذان يدعمان كلاهما حكومة المالكي وارهابيي داعش وذلك بالنسة لاقسام من حركة المقاومة السنية لم يعودا هما المعتدي الاساسي .
وحركة المقاومة السنية تعتبر وبشكل واسع ان ايران التي تقدم الدعم العسكري والقوات الخاصة لحكومة المالكي هي جنب الى جنب مع الولايات المتحدة المعتدي.
وفي مقابل ذلك يظهر ان الولايات المتحدة ترغب في مزيد توريط ايران في الصراع بتعلة توحيد الجهود لمواجهة ارهاب داعش.وخلال محداثات فينا التي تمت في 16 جوان اتفقت كل من الولايات المتحدة وايران على "العمل المشترك لايقاف تقدم داعش-بدون تعاون عسكري كما اكد )البيت الابيض"WSJ, June 16, 2014(
وفي جوقة واحدة صفقت وسائل الاعلام الامريكية :"ان الولايات والمتحدة وايران لهما مصلحة مشتركة في ايقاف تقدم الدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش)"(كريستين ساينس مونيتور 16 جوان 2014).ويتعلق الامر باقتراح اخرق اذا كنا عارفين ان داعش هي احدى مخلوقات المخابرات الامريكية ويتم تمويلها من طرف التحالف العسكري الغربي مع وجود قوات خاصة غربية في صفوفها.
هل هناك صراع اقليمي تتورط فيه ايران بصدد التحضير ؟
ان طهران تستعمل تعلة داعش كـ"فرصة" للتدخل في العراق :فالمخابرات الايرانية تعي جيدا ان داعش هي وكيل متحكم فيه من طرف وكالة المخابرات المركزية الامريكية.
ملاحظات ختامية
لم يكن هناك في العراق قبل غزو 2003 من وجود للقاعدة.اكثر من ذلك لم تكن القاعدة موجودة في سوريا قبل بداية التمرد المدعوم من طرف الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي واسرائيل والذي بدا في مارس 2011.
ان داعش ليست هوية مستقلة حيث هي صنيعة المخابرات الامريكية فهي احدى اصولها واحدى ادواتها المستعملة في الحرب غير التقليدية .
والغاية النهائية لهذا الصراع المخطط له من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي بين قوات حكومة المالكي وتمرد داعش هي زعزة استقرار العراق وتحطيمه كدولة امة .فهذا الصراع هو بعض عملية مخابراتية وهذه الاخيرة هي جزء من مسار مخطط له يهدف الى تحويل اوطان الى اراضي.
وتفتيت العراق على اساس طائفي هو سياسة قديمة للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها .
ان داعش هي مشروع خلافة يهدف الى تاسيس دولة اسلامية سنية.وهي ليست مشروع سكان العراق السنة المعروف عنهم تاريخيا التزامهم بنظام الحكم اللائكي.وهو ما يعني ان مشروع الخلافة هو مشروع امريكي .وانتصارات داعش الهدف منها ضمان دعم اوسع من السكان السنة المعادين لحكومة المالكي.
ومن خلال دعمها السري للدولة الاسلامية في العراق والشام فان واشنطن تراقب انهيار نظامها العميل في بغداد.ولا يتعلق الامر هنا بـ"تغيير النظام" ولا بالتفكير في تعويض نظام المالكي.
ان مشروع تقسيم العراق على اسس طائفية وعرقية موجود على طاولة التخطيط في وزارة الدفاع الامريكية لاكثر من 10 سنوات .
ان ما تسعى اليه واشنطن هو الالغاء التام لنظام بغداد ولمؤسسات الحكومة المركزية مما يؤدي الى عملية سياسية تفكيكية والغاء العراق من الوجود كبلد.
ان عملية التفكيك السياسية هذه للعراق على اسس طائفية سيكون لها بكل تاكيد تاثيراتها على سوريا اين تمت والى حد كبير هزيمة الارهابيين المدعومين من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي.
فزعزعة استقرار سوريا وتقسيمها سياسيا هما مما يتم التفكير فيه :فنية واشنطن لم تعد متابعة الهدف الضيق المتمثل في "تغيير النظام" في دمشق.ان ما تفكر فيه واشنطن هو تقسيم العراق وسوريا على اسس طائفية –عرقية.
ان اعلان الخلافة يمكن ان يكون الخطوة الاولى في اتجاه صراع اوسع في الشرق الاوسط آخذين بعين الاعتبار ان ايران تدعم حكومة المالكي وان حيلة واشنطن يمكن ان تكون بالفعل تشجيع التدخل الايراني.
ان اعادة التقسيم المقترحة لكل من العراق وسوريا قد تمت قولبتها على شاكلة ما تم في الفديرالية اليوغسلافية التي قسّمت الى سبع "دول مستقلة"(صربيا وكرواسيا والبوسنة-هيرزقوفينا ومقدونيا وسلوفينيا والجبل الاسود وكوسوفو).
وحسب مهدي داريوس ناظم رؤية فان اعادة تقسيم العراق الى ثلاث دول منفصلة هو بعض عملية اوسع لاعادة تشكيل خارطة الشرق الاوسط.
ورغم ان الخريطة لا تعكس وجهة نظر وزارة الدفاع الامريكية الا انه تم استعمالها في برنامج تدريب في كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الاطلسي والخاصة بكبار الضباط العسكريين".(انظر http://www.globalresearch.ca/plans-for-redrawing-the-middle-east-the-project-for-a-new-middle-east/3882(

ملاحظة من من ترجم: النص اعلاه كتب في 14 جوان 2014 وحيّن في 17 جوان 2014 من طرف الكتاب أي قبل ان تعلن داعش خلافتها يوم الاحد 29 جوان 2014
http://www.globalresearch.ca/the-destruction-and-political-fragmentation-of-iraq-towards-the-creation-of-a-us-sponsored-islamist-caliphate/5386998



#محمد_البلطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش في العراق :هل هي حرب قذرة لوكالة المخابرات المركزية الا ...
- العولمة كايديولوجيا
- التدويل كخاصية من خصائص الرأسمالية
- بصدد وحدة العالم في ظل الراسمالية
- بصدد طبيعة الازمة في تونس
- حوار بين حالم بالثورة وواقعي فج او مادي جلف
- المخزن في مواجهة بلاد السيبة او المفاعيل الجانبية للفوضى الخ ...
- النقابات الفاشية نقابات لكنها بلا روح عمالية
- بصدد زبلنة السياسة
- في الموقف من ما يسمى التدخل الخارجي
- تونس:ما يسمى اعتصام القصبة 3 والامن والثقافة
- حول الدولة المدنية والدولة الدينية
- درس في المسرح السياسي
- من يقف خلف ويكيليكس
- الباتسي كمفتاح لفهم آليات عمل التنظيمات التي توظف السماء في ...
- حول دور الدولة في ظل الرأسمالية
- هيمنة الأنشطة المالية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البلطي - التحطيم الممنهج والتفتيت السياسي للعراق.نحو تاسيس خلافة اسلامية برعاية الولايات المتحدة الامريكة