أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - تائه في دروب الذاكرة














المزيد.....

تائه في دروب الذاكرة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


بحث عنك بين أعواد
القصب التائهة
بين الطيور الرائحة
المتعبة بأنين
المسافة القاصية
بحث عنك
في جحر نمل
على طريق مغبرة
تدوسها شاحنات جافلة
بحث عنك في تعب
امرأة تحمل طفلا
نحو المجهول
بحث عنك
في خيال مكنون
في طريق معوجة
تشرف على واد مغمور
يحمل الحصى والأتربة والزهور
يتلاعب بأحلام
ويرميها في المستقبل المطمور
بحث عنك
تحت ظل شجرة
بين أرواح بررة
يتسامرون حديثا جللا
أتعبهم الزمن مللا
ينتظرون حافلة غابت زمنا
بحث عنك في ذاكرة تفيض سغبا
لم أر طفلا ينشد مرحا
بحث عنك
في النقيع الراحل صوب النجوم
وفي المؤمنين الذين يتهجدون
للمجهول
رأيت عينا ترى المكلوم
وعينا أخرى لا ترى الباب المفتوح
بحث عنك بين أعواد القصب
التائهة
على محيا أصوات ناعقة
ساكنا بين كلمات جارحة
بحث عنك في مستشفى مغربي
تتصاعد منه رائحة بول يانعة
تشهق رائحة، فتنعق نوبات الربو هاربة
بحث عنك في باحة
انتظار مغربية
فرأيتك واقفا مئات سنوات ضوئية
وجاء المسؤول يزف لك
خبرا بالعودة في الأيام الباقية
بحث عنك
فرأيت بشرته الحقيرة تطلب
من جيبك أن يحرك
أموالك الناضبة
بضروب الفاقة الساغبة
بحث عنك
محشورا في فصل مغمور
يعمه الهرج وغسل العقول
كنعجة حانية رأسها
تبكي خنائنا
وهي تودع ابنها في العيد المهروق
بحث عنك
حانيا رأسك تصلي
تلوم ضميرك البريء
راحلا صوب السماء
ناسيا حتى نعالك
الممزقة
التي اشترتها لك أمك
من السوق
بحث عنك منتظرا
الموت
محيرا ملكين
رافعين راية الهزيمة
مشتكين إلى الإله
لكي يغير لعبة الحياة
بحث عنك
تنازع الشر
تسائل لماذا الإنسان مهدور
على محراب الإله مهروق
وعقله مسجون
فأي فرق بينه وبين القطيع
المسروح
بحث عنك
رافعا رأسي
فرأيتك تفكر
لماذا الشجر لا ينحني
و لماذا النمل يجد ولا ينثني
والرغبة لا ترتوي
لكن الإنسان منحني
يتسول الدراهم فاغرا
فاهه في تعاسة
لا تستوي
على أبواب مساجد
تزامل كذبا لا ينتهي
ومحرابا يسبك
أحلاما، على العقل تلتوي
وعلى المكائد تنطوي
بحث عنك بين أعواد
القصب التائهة
التي رمتها الرياح
بين السحب الحانقة
بحث عنك ولم أعثر
عليك أيها التائه
بين العباب الراحل
تسبك كلمات تناشد
الغد القادم
وترحل بين الحروف
لعلك ...
وبحث عنك
وبحث عنك
وبحث عنك
وبحث عنك
وبحث عنك
......
تائها في دروب الذاكرة
المقصومة على مقصلة
الزمن المشروخ
والعدم الذي يستحوذ
على التخوم
تخوم الحب والثورة
المعدومة
في محراب المستشفيات
المتعوسة
المتشحة بصرخات الأطفال
والمتلفعة بالجزارين
الذين يلتهمون اللحوم الطرية
رأيت الدم يسيل
رأيت الدم ينضب
ويبحث عنك
ويبحث عنك
ويبحث عنك
لم أجدك
مت
مت
في ذاك المستشفى
في تلك الأرض العجفاء
بين أعواد ثقاب مرمية
قرب مقص جاف
تداعبه ضحكة طبيب ساخرة
بحث عنك
مت
مت مت
مت
ويضحك النفاق
كرجل تغوط في سرواله
ولم يره أحد
ولم يخجل
ولم يخجل
لم أعثر عليك
لم أعثر عليك
.........
22 يونيو 2014/ الرباط - المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم، أجمع الرحيل باكيا
- النباش
- ولترحل الرياح
- المصلوب
- منزلنا الريفي (50)
- عرائش الريح
- باراكاااااا
- سنابل و أغلال
- سوسن
- منزلنا الريفي (49)
- منزلنا الريفي (48)
- منزلنا الريفي (47)
- سخرية في صحراء الحمى
- منزلنا الريفي (46)
- منزلنا الريفي (46)
- منزلنا الريفي (45)
- منزلنا الريفي (44)
- هواجس ساخرة
- غدا سأولد من جديد
- الوداع


المزيد.....




- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...
- مصر: أهرامات الجيزة تحتضن نسخة عملاقة من عمل تجهيزي ضخم للفن ...
- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - تائه في دروب الذاكرة