أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج2 . من رواية النرجس والرمان














المزيد.....

الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج2 . من رواية النرجس والرمان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


عرف أبو الياس من والدته أنه ينتسب لعائلة كريمة وأنه أبنا شرعيا للحاج .... وأن زواجه منها موثق كما هو في دفتر النفوس وأن عائلة أبيه تسكن كركوك وستذهب وإياه لهم بعد عودتها من الحج وسلمته الزنامة وأوراق أخرى على أن لا يتصرف بشيء لحين عودتها ,تهلهل وجه وعرف أن الدماء التي تسري في جسده دماء حلال وليس مشكوكا فيها قبل وجه والدته كما قبل يداها ومع تساقط الدموع التي شاركت نرجس معهم في حفلة البكاء هذه أنقضت معظم ساعات الليلة بانتظار الصباح حيث المسير لبيت الله الحرام وقد انتزعت ثقلا أمتد لأربعين عاما أنقض ظهرها أو كاد .
بعد أذان الظهر جلس مكتئبا ينظر حوله لا من رغبة له بالعمل وقد فارق والدته لأول مرة وسيكون الفراق طويلا لأسابيع كيف له أن يتحمل غيابها وهي التي احتضنته جنينا وبرغم الأربعين ما زالت تعامله كولد شقي تمارس معه سلطة الأم إن غضبت منه وإن لم يغاضبها يوما هو ولكنه يتعمد أثارتها أحيانا لإحساسه بأنه ذاك الطفل المدلل عندها ,يقلب الأمور يمينا وشمالا ويسمع من أصدقائه كلمات التوبيخ والمزاح من سيعطيك (المم ميه) اليوم ,من سيغسل لك رأسك وهو صاد عنهم يفكر مرة بوالدته ومرة بنرجس التي لم يتوقع أن تكون بهذا الجمال الأخاذ لو يعرف قصتها لوجد الحل , بينما هو مستغرق وإذا بنرجس تحمل (السفرطاس) بيدها واقفة على رأسه .
ليلة العيد الكبير أحس أبو الباس بضيق شديد ولهفة غير مسبوقة لوالدته حاصرته الدموع فبكى بكاء جميل من غير أن تتغير ملامح وجهه وتساقطت الدموع بلا حياء ومسح باليشماغ ما علق منها على خديه وأطفأ نار الموقد مبكرا ,لا يكاد يعرف الاستقرار أهو شوق أم حزن هو الذي سيطر عليه ,منظر والدته وشريط حياته يمر بأشكال مختلفة وبتفاصيل كثيرة ومتشعبة ورغبة جادة وملحة بلقاء أهله في كركوك ومعرفة التفاصيل التي أرهقته تفكيرا في الأيام الماضية , كل ذلك لا يمنعه أن يذهل للسوق ليشتري لنرجس ما تحتاجه المرأة في يوم العيد بعد أن طلب من أحدى زوجات أصدقائه التي تعرفت على نرجس أن تقوم بالاختيار , حمل الكيس وصحون الغداء الذي لم ينقطع عنه منذ أن سافرت الوالدة في طقس جديد بعدما كان يأكل من السوق كبقية الكسبة ,طرق الباب ووضع الكيس والصحون خلف الباب وسلم عليها وهنأها بالعيد وذهب.
مرت أيام العيد وما زال أبو الياس شديد التوتر لا يقوى على الخروج مع أصحابة ولا حتى الذهاب للعمل ,هذه الأيام في العادة تشكل له موسم ربح غير أستثنائي لكثرة الزوار والهدايا التي يمنحها المكرمون من زبائنه وأصدقاءه وأهل الجاه الذين يتفاءلون كثيرا بالجو الذي يصنعه في مزاحه البريء والجميل وقفشاته ,طلب من أحد أصدقاءه أن يتولى العمل بدله ويقى جالسا في البيت يقلب الأمور ويصنع في باله الكثير من الفرضيات والنتائج , كلما ذهبت نرجس بالأكل تعود أدراجها ولا تعرف كيف تتواصل معه وحتى هي تشعر بحالة غريبة أنها في ضيق غير عادي .
عصر اليوم الأخير من العيد كان يوم جمعة الجو العام للمدينة بدأ يخلو من الزوار بعد أنتهاء أيام الزيارة وبدء الدراسة والعمل يوم السبت طرق باب البيت الكبير المختار يسأل عن أبو الياس أخبره الساكنون هنا أنه غير موجود فقط قريبتهم نرجس ,دخل وطلب منها أن تخرج له قائلا أنا المختار , لم يدر بخلدها شيء مما تتوقعه إلا أنه يخبرها بوجوب أن تبحث عن أبو الياس حالا لأنه هناك أمر جلل حاولت أن تعرف وقادها حدسها إلية أن مكروها جلل أصابه هذه العائلة , لبست عباءتها وذهبت كالمجنونة تبحث عنه وجدته جالسا في طرف مقهى البنائين , أرسلت طفلا لينادي عليه مسرعا لبنى النداء وهو يسحل بنعاله الجلدي ’ خيرا فالت أذهب للمختار يبدو أننا في مصيبة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج1 . من رواية النرجس والرمان
- بيان الأمانة العامة للمبادرة الوطنية للمصالحة والسلام بشأن ا ...
- ملامح من الوضع العراقي القادم
- السلام ومطلب الحرية
- مفهوم المقاومة الشعبية
- هل نجح الجيش العراقي في الأستعداد للمواجهة
- صباح العراق
- الموقف الإقليمي والدولي ومسألة الموصل
- قرار المواجهة وحدود التنفيذ
- زمام المبادرة مفتاح التحرك نحو النصر
- هل ينبغي ترك الموصل للقوى المسلحة والاكتفاء بالتفرج
- خيارات الحرب والسلام في العراق
- لماذا الأنهيار المفاجئ للجيش العراقي في الموصل
- العمل العراقي في التعامل مع المستجدات الأمنية والعسكرية
- بيان المبادرة الوطنية للمصالحة والسلام
- العراق والمأزق السياسي الحالي
- العرب والأعراب حقيقة الواقع ووهم التأريخ
- فصل البذرة والطين _ الفصل الأول من روايتي ماركس العراقي
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج1
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج2


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج2 . من رواية النرجس والرمان