أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - المختصر في الشخصية الداعشية السلفية : التعريف ، العقلية الفكرية ، الانماط الشخصية















المزيد.....

المختصر في الشخصية الداعشية السلفية : التعريف ، العقلية الفكرية ، الانماط الشخصية


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4480 - 2014 / 6 / 12 - 22:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد فشل الربيع العربي في بناء وتبني انظمة سياسية مدنية حديثة وسد الفراغات السياسية والانظمة الاجتماعية التي خلفتها الانظمة الفاشية السابقة بدأت الجماعات الدينية المتطرفة تأخذ مساحة كبيرة في الدور السلطوي للمنطقة العربية ، ومن ضمن هذه الجماعات ظهر ما يدعى بأسم دولة العراق والشام الاسلامية (ومختصرها : داعش) .
وبما أن لكل جماعة خصائص وسمات عامة فأن من المهم التعرف على خصائص ابناء هذه الجماعة ومعرفة انماطها الفكرية والسلوكية ، ولاسيما ان هذه الجماعة بدأت تحكم بالقتل والاكراه للعديد من المناطق العربية ، وتشكل خطرا فكريا وحضاريا نحو تخلف انظمتنا الثقافية والدينية والمدنية ، فبدلا من التقدم نحو مواطن الرقي والازدهار المعرفي والسلوكي اصبحنا نتراجع يوما بعد يوم نحو مواطن البربرية والتخلف والركود الثقافي .
وعلى العموم ، بعد البحث في الدراسات والبحوث والمقابلات التي تناولت الشخصية الداعشية الارهابية وجدنا ان هناك نقاط وسمات يشترك فيها المقاتلين والمؤيدين لهذه الجماعة وذلك من ناحية السمات الشخصية ، والاسباب المؤدية نحو الانتماء لهذه الجماعة ، فضلا عن انماطها الفكرية والشخصية .
- من هي الشخصية الداعشية ؟ :
نمط شخصي إرهابي ديني (سلفي) يحاول أن يحقق اهدافه ومعتقداته الفكرية من خلال نشر الرعب وقتل الاخر واستباح حرماته والقضاء عليه بالكامل سواء كان ذلك من خلال السيطرة الدموية والتفجير والانتحار وغيرها من وسائل التدمير .
لذا يشكل الداعشيون احد اكثر الاشخاص تدميرا في الشرق الاوسط لأي نظام حكومي واجتماعي ، إذ يمتلك هؤلاء الاشخاص قدرات ومهارات قتالية في خلق خسائر عالية بالارواح والمال وتهديم الممتلكات ، فضلا عن الخبرة في نشر الرعب واستعمال اخطر اشكال الحرب النفسية ، وبذلك فأن المقاتل الداعشي لديه استعداد نفسي مستميت نحو قتل وتهديد وترويع السكان الآمنون والموظفون الحكوميون والدولة بشكل عام ، فهدف الداعشي السيطرة وتخويف الناس وتحقيق اكبر دمار ممكن ((Ganor, 2010 (Pape, 2008) .
وهذا ما يصفه (Sprinzak 2000) في تحليله لبعض الشخصيات الارهابية الداعشية ولجماعة النصرة بأن هؤلاء المقاتلين سواء كانوا من العرب والاجانب (غير العرب) كانوا يظهرون خبرات قتالية عالية اثناء مواجهتم العسكرية ، إذ يستطيعون ان يحققوا مكاسب قتالية في أشد المعارك شراسة ، وان يخترقوا وينتصروا على القطاعات العسكرية الحكومية ، فضلا عن ذلك لديهم القدرة على الصبر ومواصلة القتال وقدرات عالية مثل الذكاء وضبط النفس والثقة والمثابرة من اجل تنفيذ عملياتهم الارهابية والانتحارية ، لذا تحتاج السلطات وقوات الامن الرسمية الى خبرة غنية وذكية في التخلص من هؤلاء القاتلين .
- العقلية التفكيرية للارهابي الداعشي:
اهتم الباحثون في علم النفس في التعرف على كيفية تفكير الارهابي ، وما عملياته العقلية التي تحكم تفكيره وقرارته وحكمه على الاشياء وتقييمها ، ومن ضمن الخصائص التي توصل اليها الباحثون حول تفكير الارهابي (وهو ينطبق على التفكير الداعشي) الآتي :
1. احادية التفكير : يتميز التفكير الارهابي بأحادية التقييم للاحداث والامور في تنفيذ العملية الارهابية ، فالارهابي لا ينظر في تنفيذ عمليته الارهابية الا من زواية واحدة وهي تدمير الجماعة المستهدفة او المكان المستهدف بغض النظر اذا كان يحتوي هذا المكان على اطفال ونساء وشيوخ كبار او ناس ابرياء .
2. التصنيف المنغلق :يصنف الارهابي كما تصنف جماعته الناس الى نحن وهم ، فالارهابي وجماعته الداخلية من الاخيار والطيبين والناس الجيدين الذين يسعون الى نشر السلام ، في حين تصنف الجماعة المستهدفة (الجماعة الخارجية) من الاشرار وغير الطيبين والذين يجب التخلص منهم والقضاء عليهم كليا .
3. التعميم :لا يستثني العقل الارهابي أي شخص ينتمي للجماعة المستهدفة من الموت والقتل والخلاص من عنف الارهاب ، فجميع ابناء الجماعة يستحقون القتل والابادة والتدمير ، لذا فان تدمير أي فرد منهم بمثابة مكسب للجماعة الارهابية .
4. التحويل العقائدي : يؤمن جميع الارهابيين أنه من اجل اسعاد البشرية يجب ان يتبنوا قيمهم وافكارهم لأنها تحمل رؤية صالحة وجيدة ومثالية لجميع الناس وفي جميع الازمان والاوطان ، لذا على الناس ان يستبدلوا معتقداتهم بما تعتقد به الجماعة الارهابية .
فضلا عن الخصائص السابقة توصلت نتائج دراسة Miyasato,2008 أن هناك مجموعة من الانماط الشخصية في الجماعات الارهابية السلفية (الداعشية) ، وتظهر هذه الانماط كالآتي:
- الداعشي الديني المتعصب : وهو نمط ارهابي ديني تحكمه المبررات والمعتقدات الدينية مثل نصرة الدين ، والجهاد ، والصعود إلى الجنة في تنفيذ اعماله الاجرامية .
- الداعشي المستغل : نمط إرهابي ديني تم خداعة وغسل دماغه بمجموعة من الافكار البطولية والعظيمة ، وغالبا ما تستغل قيادات داعش الارهابية المراهقين وصغار السن ، او اشخاص يعانون من مشكلات حياتية صعبة في اقناعهم نحو الانتماء اليها بحجة اقناعهم بأن ذونبهم ستمحى اذا قاموا بهذا العمل ، وسيحضون برضا الله ورسوله.
- الداعشي المنتقم : يندفع بعض الارهابين نحو القيام بالعمليات الارهابية بحافز او رغبة الانتقام من الجهة المستهدفة ، وقد يرجع ذلك لمجموعة من الاسباب ومنها ان هذه الجماعة (المستهدفة : الجماعة الشيعية خاصة) كافرة ولا تحترم الاسلام وانها تعارض تعاليم الله .فضلا عن ذلك ان هذه الجماعة لا تحبهم او ترغب بهم .
- الداعشي الوطني المتعصب : يتحفز بعض انصار داعش من دافع وطني وسياسي (وهمي) زرعته الجماعات الداعشية في ذهنه ، على سبيل المثال ايهام المنتمي بأن عمله هذا من اجل نصرة جماعته او دينة او قوميته ، لذا فان الهدف الاعظم وراء قتاله تحقيق اهداف جماعته ونصرتها على الباطل .
ويرى الباحث أن افضل طريقة للتخلص من هذه الجماعات يتم عبر التخلص من قياداتها ، أذ اثبتت الملاحظات الميدانية إن هذه الجماعات سرعان ما تنحل اذا تم القضاء على مصادر دعمها وقياداتها ومموليها ، وكذلك التخلص من التيارات المتطرفة ومحاسبتها قانونيا وتوفير فرض ومتنفس للشباب حتى لا ينجرفوا في الانتماء نحو هذه الجماعات، فضلا عن فرض عقوبات دولية على اية دولة تظهر دعمها وتعاونها مع الارهاب او تسهيل مهمة المتطوعين ، فهناك بعض الدول تظهر تعاطفا وتسامحا مع المتشددين ، وتعدهم اوراق رابحة في الضغط على الدول الاخرى كالعراق وسوريا



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتاب الذات سيكولوجية الترميم والتوجيه الايجابي
- مثلث الحب سيكولوجية الالفة والشغف والالتزام
- الانطباع الايجابي : سيكولوجية ثراء العلاقات الاجتماعية
- خريطة الحياة سيكولوجية معالم النجاح والانجاز
- التشويق سيكولوجية التشبث بالحياة : (سبعة خطوات تغير حياتك)
- التشجيع الداخلي سيكولوجية التصفيق للذات
- الشخصية المبهجة : روح الحياة المفعمة بالآمل
- إشكالية النجاح بين ايمان الذات وقدراتها
- سيكولوجيا النوايا الحسنة : اشراقة في روحنا الإنسانية
- سيكولوجية الخبرات الممتعة : الوان الحياة الزاهية
- سيكولوجية الحظ : أنا محظوظ ، فأنا سعيد !!!
- هل أنت صندوق مغلق أم مفتوح ؟ رؤية في إدارة الذات .
- سيكولوجيا مدعمات الحياة : ما الذي يجعلك سعيدا ؟
- سيكولوجية طعم الحياة : كيف ترى العالم بعينيك؟
- سيكولوجيا الفيس بوك بين انعكاسات الشخصية والواقع العراقي
- ثقافة الاعتذار رؤية في سيكولوجية العفو والتسامح
- الامتثال المستوحى : تخويل قدرة العقل لسلطة الآخرين
- سيكولوجية صنع الحب والسلام
- الدوامة الخبيثة سيكولوجية في العقلية القيادية المتسلطة
- الشخصية المثيرة للازمات سيكولوجيا في المشهد العراقي والعربي


المزيد.....




- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...
- أناقة بطابع معماري.. هكذا تمزج مصممة أزياء بين الشرق والغرب ...
- هزيمة قاسية.. الائتلاف الحاكم في اليابان يخسر الأغلبية في ان ...
- بدء خروج عائلات البدو المحتجزة في السويداء بعد الاتفاق على إ ...
- -قدرات محليّة-.. إيران تستبدل الدفاعات الجوية المتضررة في ال ...
- الجيش الإسرائيلي يفرض حظراً على ارتداء قناع الوجه في الضفة ا ...
- استخبارات ألمانية: -روسيا تكثف التجسس في ألمانيا كما بالحرب ...
- السودان: البرهان ورئيس وزرائه في الخرطوم وكلفة إعادة إعمار ا ...
- مباحثات بين رئيسي الجزائر وزيمبابوي تتوّج بالتوقيع على اتفاق ...
- مرض الكبد الدهني.. ما هو وكيف يتم علاجه؟


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - المختصر في الشخصية الداعشية السلفية : التعريف ، العقلية الفكرية ، الانماط الشخصية