أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - مثلث الحب سيكولوجية الالفة والشغف والالتزام














المزيد.....

مثلث الحب سيكولوجية الالفة والشغف والالتزام


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 12:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد تجارب الحب مع الاشخاص من الجنس الاخر من أهم واغنى تجارب العلاقات الانسانية ، وذلك لما تحمله من مشاعر جميلة ودافئة ومفعمة بالنشاط والحيوية ، فيعد الحب نسيج رائع من التواصل الاجتماعي الحميم مع شخص نتبادل معه الافكار والانفعالات والرغبات الجياشة ، اي مع شخص وجدنا فيه متعة الدنيا وجمالها ومعناها السامي ، مما نجد أن ذاتنا قد تمركزت وتوجهت نحو الحبيب ولا تريد فراقه. ورغم اصالة وجمال هذا التواصل الاجتماعي المثالي ، إلا أن ليس ما نشاهده بين الجنسيين من تقارب وتواصل عاطفي حميم قد يدل على ذلك ، فأحيانا قد يجمع الشخصين مصلحة نزوية عابرة لا تمثل اصالة الحب ومعناه الحقيقي ، وسرعان ما سينتهي هذا الحب بقضاء المصلحة ، او دخول طرفا ثالثا وسط العلاقة الثنائية بين الحبيبين.
إن هذا الموضوع حاز اهتمام الكثير من علماء النفس والاجتماع ، وعلى أثره ظهرت مجموعة كبيرة من الدراسات والابحاث حول معنى الحب ، وانماطه ، وكيفية تكوينه ، والعوامل المؤثرة فيه. ومن الدراسات التي ظهرت بشأن هذا الموضوع دراسة عالم النفس روبيرت ستيرنبيرغ Sternberg,1986 في (نظرية مثلث الحب) ، والتي وضحت انماط الحب السائدة في العلاقات الاجتماعية بين الجنسين ، ومنها الحب الحقيقي .
تؤكد هذه النظرية ان الحب الحقيقي يتألف من ثلاث مكونات ، والتي هي :
- الألفة Intimacy : وتتمثل بمشاعر التعلق بالحبيب ، والتقرب اليه ، والارتباط عاطفيا معه من دون غيره ، فيعتقد المحبوب ان محبوبه شخص يستحق العيش والتواجد معه.
- الشغف Passion : ويتمثل بانسياق الحبيب نحو محبوبه من ناحية الرومانسية والانجذاب الجنسي ، وهنا يندفع المحبوب نحو الحصول على الرومانسية والحب الجسدي من محبوبه ، فهو مفتون بجماله الخارجي ، وشكله الظاهري .
- الالتزام (التعهد) Commitment : ويتمثل بتعهد الحبيب بالبقاء مع محبوبه لفترة طويلة وعدم التخلي عنه .
ويرى ستيرنبرغ ان خلو الحب بين الشخصين من اي مكون من المكونات السابقة يؤدي الى فقدان الحب الحقيقي ، وسيتحول الى نوع اخر من الحب ، على سبيل المثال ان الحب الذي يحتوي على مكون الشغف فقط جسدي وجنسي ، وسرعان ما سينتهي بظهور شخصا أخر أكثر جمالا وفتنة ؛ وقد توصل ستيرنبرغ الى عدة انواع من الحب ، وهي :
- حب الصداقة : ويظهر على شكل احساس الشخص بان يكون قريب على شخصا من الجنس الاخر مع الاحساس بالدفء ومشاعر الاحترام والود ، ومن عيوب هذا الحب انه خالي من المشاعر العاطفية الجياشة بين طرفي العلاقة ، وليس من واجب اي طرف ان يلتزم ويتعهد للطرف الاخر بالبقاء معه لفترة طويلة (العلاقة المقربة بين الزملاء في الجامعة) .
- حب الافتنان : ويتمثل في خبرة الفرد مشاعر عاطفية جسدية جياشة وملتهبة نحو شخص من الجنس الاخر ، ويغيب عن هذا الحب مكون التعهد والالتزام والارتباط العاطفي معه من دون غيره (هذا الشخص يتنقل في حبه من شخص الى أخر ، فهو يفتتن بالمظاهر الجمالية الخارجية) .
- الحب الفارغ : وهو حب يفتقد الى الشغف وحب الارتباط العاطفي الطويل مع المحبوب ، فكل الذي يشعر به الشخص ان هناك واجب اجتماعي يلزمه في البقاء مع الشخص الاخر.
- الحب الرومانسي : وهو حب عاطفي وجياش بين الجنسين ، ويتمثل في رغبة المحبوب في التواصل مع محبوبه والبقاء بقربه والتواصل الحميمي معه ، ولكن يعيب عليه بانه يفتقد الى مكون الالتزام ، فاذا اكتشف طرفي العلاقة او كلاهما عيوب الطرف الاخر ، فانه سرعان ما سينهي هذه العلاقة .
- حب الرفقة : يظهر هذا الحب في علاقات الصداقة بين الجنسين ، والذي يحكمه مشاعر الحب والمودة والاحترام والتعهد بعدم التخلي عن الطرف الاخر ، لذا لا توجد مشاعر حميمية بين الاثنين ، ولكنه قابل للتطور .
- الحب الاحمق : وهو الحب الذي يبنى على المشاعر الجياشة وحب المظهر الخارجي والجنسي ، مع التعهد للبقاء لفترة طويلة مع طرفي العلاقة ، وهذا الحب دائما ما يحدث بين اثنين من الاشخاص يتسرعان في قراراتهم واحكامهم في الزواج على اساس عاطفتهم ورغباتهم الجياشة ، لذا فان الحب هنا لمصلحة جسدية ليس اكثر .
إن من خلال ما سبق نجد إن لكل نوع خصائص معينة تحدد علاقتك مع الجنس الاخر ، لذا حاول ان تحترم هذه العلاقة بواسطة تحديدك لنوع الحب الذي يعصف عواطفك ، وان تطور علاقتك الى نوع ارقى ، وان تجعل حبك حقيقا لأن من خلاله ستشعر بمعنى السعادة والسمو ومعنى الحياة .



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانطباع الايجابي : سيكولوجية ثراء العلاقات الاجتماعية
- خريطة الحياة سيكولوجية معالم النجاح والانجاز
- التشويق سيكولوجية التشبث بالحياة : (سبعة خطوات تغير حياتك)
- التشجيع الداخلي سيكولوجية التصفيق للذات
- الشخصية المبهجة : روح الحياة المفعمة بالآمل
- إشكالية النجاح بين ايمان الذات وقدراتها
- سيكولوجيا النوايا الحسنة : اشراقة في روحنا الإنسانية
- سيكولوجية الخبرات الممتعة : الوان الحياة الزاهية
- سيكولوجية الحظ : أنا محظوظ ، فأنا سعيد !!!
- هل أنت صندوق مغلق أم مفتوح ؟ رؤية في إدارة الذات .
- سيكولوجيا مدعمات الحياة : ما الذي يجعلك سعيدا ؟
- سيكولوجية طعم الحياة : كيف ترى العالم بعينيك؟
- سيكولوجيا الفيس بوك بين انعكاسات الشخصية والواقع العراقي
- ثقافة الاعتذار رؤية في سيكولوجية العفو والتسامح
- الامتثال المستوحى : تخويل قدرة العقل لسلطة الآخرين
- سيكولوجية صنع الحب والسلام
- الدوامة الخبيثة سيكولوجية في العقلية القيادية المتسلطة
- الشخصية المثيرة للازمات سيكولوجيا في المشهد العراقي والعربي
- التهميش سيكولوجيا انكار الآخر
- الشخص الميكا فيلي رؤية في العلاقات النفعية


المزيد.....




- بعد خلاف حاد بينهما.. ترامب ينتقد إعلان إيلون ماسك تأسيس -حز ...
- الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية الت ...
- وزير الخارجية اليوناني يلتقي خليفة حفتر في بنغازي وملف الهجر ...
- انطلاق مفاوضات -هدنة غزة- بين إسرائيل وحماس في قطر
- غارات إسرائيلية على الحديدة في اليمن
- حرائق اللاذقية مستمرة..ووزير الطوارئ السوري يكشف حجم الخسائر ...
- ترامب: -فرصة جيدة- لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة هذا الأسبوع ...
- عاجل: إسرائيل تشن هجوماً على مدينة الحديدة في اليمن
- وسط محبيه.. الدالاي لاما يحتفل بعيد ميلاده التسعين في المنفى ...
- تيك توك يعمل على تطوير إصدار جديد قبل بيعه لمستثمرين


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - مثلث الحب سيكولوجية الالفة والشغف والالتزام