أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!














المزيد.....

تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 21:42
المحور: حقوق الانسان
    


-;-تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
لا أدري ما صحة الأنباء المتواترة عن عزم وزارة التربية والتعليم في مصر وضع خطاب الوداع للمستشار عدلي منصور ضمن مناهج الوزارة ليتعلم أبناؤنا الأخلاق والوطنية والتسامح!
كما نعرف جميعاً فإن تسعة من كل عشرة أنباء متواترة ومتناثرة ومتقاذفة وفيسبوكية وتويترية هي كاذبة أو نصف ملفقة أو رُبع مفبركة!
ومع ذلك فسآخذ الأمر مأخذ الجدّ، فالخطاب من الرجل الذي ترك انطباعاً جيداً لدى المصريين، حوىَ في أحشائه، غالبا بحُسْن نية، قنبلة طائفية عنقودية إذا انفجرت في أدمغة أبنائنا أنتجتْ علىَ المدىَ البعيد شبابا مفخخا بمشاعر الاستعلاء.
أقباط مصر مصريون وليسوا ذميين، شركاء في وطن واحد وليسوا أقلية، ليس من حق مسلم أن يزعم نقاء أصوله من خلال دينه، فأصول الأقباط تضرب في جذور وادي النيل وتمتد عمقاً حتى رحلة العائلة المقدسة.
إذا قررت وزارة التربية والتعليم وضع العُهدة العُمرية وغيرها من المفاهيم التراثية، مع فرض صحتها، كأنها واجبات أخلاقية مقدسة، فقد وضعنا بذرة جديدة إذا كبرت، انشق الوطن، وضعفت رابطة ابنائه.
كنا نتطلع لعهد جديد يتمتع فيه أقباطنا بكل الحقوق، الكاملة والمنقوصة، التي للمسلمين.
كنا نأمل أن تتم مسح صفحة من بقايا وتأثير وهوس وخرافات وخزعبلات وهراء وطائفيات وهلوسات التيارات الإسلامية بكافة أنواعها وأشكالها وتطرفها واعتدالها، ليبدأ عهد المساواة في الواقع والمعاملات والمشاعر والأحاسيس واللغة المستخدمة ومناهج الدراسة وايحاءات الإعلام.
لا فائدة من أننا تخلصنا من الاخوان وقريبا بإذن الله من السلفيين، ولن يعود هناك مكان للحماسيين والقاعدة والنصرة والجزيريين، فالقنبلة الموضوعة في بطن خطاب الوداع للرئيس المؤقت والمتسامح ليس فيها من التسامح ذرة واحدة.
ليس هناك ميثاق بين المسلم والقبطي، ولكن هناك ملكية مشتركة لوطن واحد، تلغى فيه كلمة أقلية، وتنهي عصر ( الآخر!)، ولا تطل خرافة الفرقة الناجية برأسها.
في مصر يدخل شريكا في الحُكم حزب النور الظلامي السلفي الذي لا يعترف بالنشيد الوطني ولا بالعــَـلــَـم المصري ويدعو إلى عدم تهنئة أقباطنا في أعيادهم والتي هي أيضا أعيادنا، فتوضع قنبلة التمييز والطائفية بين صفحات كتب التلاميذ.
أيها المسلمون،
لا تجعلوا أحبابنا .. شركاء الوطن يندمون لوقوفهم معكم، يشدّون من أزركم، ويساندون ثورة 25 يناير، ويبتسمون وهم يتألمون لاحراق عشرات الكنائس، وغطت أصواتهم ثلث نجاح الرئيس السيسي، وأعلن رأس الكنيسة بأنه حتى لو أشعل المتطرفون النار في كل كنائس مصر، فإن الوطن سيظل باقيا في الصدور.
أيها المسلمون،
قفوا وقفة أخلاقية، وطنية، أدبية ومتسامحة إنْ كنتم تؤمنون برب واحد للبشر كلهم، ولا تسمحوا بتوريث أدوات تمزيق الوطن لأولادكم وأحفادكم إنطلاقا من مناهج تعليم عمياء، وعرجاء و.. متصلبة.
ايها المسلمون،
أنتم بين خيارين: أنْ تختاروا الله، عز وجل، والتسامح والمحبة والسلام ومصر الآمنة، أو تختاروا الاخوان والسلفيين والنصرة والقاعدة وبرهامي و .. الشيطان!
لا تقتلوا فرحة مصر في حلتها الجديدة، وبهائها الصافي بعدما جاءها رئيس جديد، فدَسُّ التمييز هو الذي سيجعل التلميذ يعود من المدرسة إلى أهله ويستفسر عن زميله القبطي الذي يجلس بالقرب منه، وهل هو مثله أم أنه الآخر(!) الذي تنتظره نار جهنم.
أيها المسلمون،
ارفعوا الرئيس المؤقت السابق المستشار عدلي منصور فوق الرؤوس، إنْ رغبتم، ولا يختلف مصريان على دماثة خُلقه وتحضره، لكن احذفوا من خطابه أي إشارة للأقباط قامت على تراثيات توارثناها، فقرأها المتطرفون بعين واحدة، وقلب صخري، ونفس مهترئة، وإيمان ضعيف.
لا تجعلوا المستشار عدلي منصور يغادرنا وفي قلوبنا غصة، فالرجل حجز مكانا في صدور المصريين، وحديث الأقباط في خطابه التاريخي كان نشازاً اخترق نغماً جميلا. مع المساواة والعدل والمواطنة يظل أقباطنا مسلمي الهوى، فإذا شعروا بشعرة تمييز واحدة فكأننا نُعِيد مشهد احراق الكنائس من جديد.
إذا كان الرباط المقدس بين المسلمين والأقباط في مصر مكتوباً فلن تكون فيه مساواة، وإذا كان شراكة في القلوب التي في الصدور فلن نميــّـز بين الأذان في المسجد وجرس الكنيسة.
لا تستدعوا المواطنة من الماضي فلم يعرفها غيرنا،
أيها المسلمون،
لا تقتلوا فرحة عودة مصر إلى أهلها بعدما أنشبت التيارات الدينية في عنقها أظافرها القذرة، ولا تجعلوا قبطيا واحدا يتوجس خيفة من مستشار أحبّوه، فغادر، وترك، عن غير قصد، شوكة في الحــَـلق، ومن رئيس جديد ساهموا في نجاحه وحمايته، وأعطاهم الأمل في مصر المواطــــــَـــنــَــة.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 8 يونيو 2014



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!
- دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!
- حوار بين مرسي و .. السيسي!
- حوار بين الحياة و .. الموت!
- الوطن من الخارج أكبر!
- المشهد المصري إذا عاد مرسي رئيساً!
- مقطع من يوميات شاب رابعي!
- أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!
- أفراح القتلة وأعراس اللصوص!
- السطريون يسيطرون!
- سيعود الإخوانُ لحُكْمِ مصرَ رغم أنْفِنا!
- الدرويش البطل
- معذرة، فأنا لا أصَدِّق خبرَ الضبطِ والاحضار والقبض على مجرم!
- لماذا يختل ميزان العدل مع الدين؟
- هل أصبح مؤيدو الإخوان طابوراً خامساً؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!