أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الارهاب والأشباح!














المزيد.....

الارهاب والأشباح!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخطر ما يصيب أمة من الأمم أن يتحول المجرمون إلى أشباح لا نراها، ولا نسمع أصواتها، ولا نعرف ضرباتها اللاحقة.
في العراق تحل المقابر مكان الشوارع، وتنفجر السيارات المفخخة بالعشرات، لكن أرقام لوحاتها تتبخر هي الأخرى، وتختفي كل آثار الجريمة، ولا تتحقق جهة أمنية أو قضائية من أي أدلة أو قرائن، ويصبح السؤال الأهم هو: أليس غريباً أن يكون هناك عراقيون أحياء؟

في سوريا يتحارب ويتقاتل ويتذابح الشيطانان: النظام السوري والجهاد الدموي الجنسي، وكلما سقط قتلى سوريون وجَّه كل طرف إصبع الاتهام إلى الآخر، وزادت ولائم دود الأرض. لا بأس بمئة ألف سوري قتيل حتى يتخلص النظام من الأسلحة الكيماوية التي تزعج الإسرائيليين، ولا مانع أيضا من تزويد المقاومة بأسلحة متقدمة حتى لو وصلت إلى الجزء الارهابي منها، فالارهابيون يمتزجون، ويختلطون، ويذوبون في المقاومة الشريفة فتصبح الكتلة خليطا من العهر والفضيلة، من الكراهية والحب، من ممزقي الوطن ومحرريه.

في ليبيا تحلق روح القذافي فوق الوطن الذي عانى منه أكثر من أربعة عقود، وكالعادة يحمل المجرمون المصحف الشريف فوق السلاح، فالجنة تستقبل أهلها وفقا لكثافة الدماء في أيديهم شريطة أن يُشهد القتلة السماء على أن الحور العين في حالة انتظار على حمم جمرية لا تنطفيء قبل أن تنطفيء شهوة المجاهد.

في مصر نفس اللعبة السخيفة بين زاعمي بركة السماء وبين أسياد القصر، اليونيفورم والجلابية يتصارعان.
والخطأ في مصر أن الاتهامات موجَّهة للاخوان فقط، وهي جماعة ارهابية ضمّوها للعبة بعدما أخرجوها من صناديق مشمَّعة، لكن الحقيقة التي نغمض العين عنها أن تلاميذ الجماعة أكثر منها عدداً، واشــدّ شراسة، وأعنف دموية، وأشبح خفاءً، فالتيارات الدينية ليست متطرفة ومتوسطة ومتساهلة وعنيفة، إنما هي بمختلف صنوفها وأنواعها تخبيء الدين خلف أنيابها، وتخفي أنيابها خلف ابتسامتها.

إذا فحصت جمجمة أحد أعضاء أي تيار ديني وجدت كل الأشقاء جالسين أو مقرفصين أو نائمين، لكنهم جميعا جسد واحد إذا اشتكى منه حماس تألم الاخوان، وإذا مرضت النصرة اصفرَّ وجه جبهة الانقاذ، وإذا شرست الجماعة الإسلامية استراح السلفيون ولو أظهروا انزعاجهم.
كل الجماعات الارهابية لو أرادت السلطة أن تعرف عدد أسنان كل عضو فيها لما استغرق الأمر طويل وقت، ومع ذلك فهم أشباح في سيناء والعريش وبنغازي والسلوم ووهران والبصرة وبغداد والمنامة والمونستير والدار البيضاء وأم درمان وحضرموت وطابا وحلب ورفح وحمص وبيروت. ارهابيوهم وأكثر معتدليهم تجري فيهم روح بوكو حرام.

لماذا يتحرك الارهاب كالاشباح رغم أن أي مراقب لمشهد القتل والمتفجرات ولو كان أعمى البصر، وليس البصيرة، يستطيع أن يشير إليهم؟
ستة من الجنود المصريين صغار السن، غدرت بهم للمرة غير المعروفة، فقد أفقنا عن احصاء المرات، تماما كما لا نعرف عدد المرات التي حذّرنا فيها السلطات من ركوب اثنين فوق دراجة بخارية واحدة لأنه مشروع تفجير علني أمام أعيننا وابتساماتنا الحمقاء.
لو سألت صبياً على قدر بسيط من العلم عن أفضل الطرق لوقف الارهاب فستجد أمامك خطة عجزت عن مثلها كل وزارات الداخلية والدفاع، منفردين أو مجتمعين.
أي معارضة في عالمنا العربي تستطيع السلطة أن تنصت إلى أحلام أعضائها وهم في غرف النوم، لكنها لا ترى ارهابيين يعيثون فساداً في أجساد مواطنين أبرياء، ايّ لغز هذا؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 15 مارس 2014



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!
- دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!
- حوار بين مرسي و .. السيسي!
- حوار بين الحياة و .. الموت!
- الوطن من الخارج أكبر!
- المشهد المصري إذا عاد مرسي رئيساً!
- مقطع من يوميات شاب رابعي!
- أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!
- أفراح القتلة وأعراس اللصوص!
- السطريون يسيطرون!
- سيعود الإخوانُ لحُكْمِ مصرَ رغم أنْفِنا!
- الدرويش البطل
- معذرة، فأنا لا أصَدِّق خبرَ الضبطِ والاحضار والقبض على مجرم!
- لماذا يختل ميزان العدل مع الدين؟
- هل أصبح مؤيدو الإخوان طابوراً خامساً؟
- الجبان الديجيتالي!
- أيها المصريون، قفوا مع السيسي في حربه ضد الإرهاب الديني!
- من أين ينبع بركان الكراهية لدى الإسلاميين؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الارهاب والأشباح!