أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد جلّو - اعلام امريكا في خدمة مشاريعها الامبريالية















المزيد.....

اعلام امريكا في خدمة مشاريعها الامبريالية


فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما اردت ان اكتب في هذا الموضوع فكرت كثيرا من اين ابدأ وأخيرا سأبدأ من سوبرمان .
يتذكر الكثير من جيلي كان هناك مجلات امريكية موجهة لمرحلة عمرية معينة تطبع انذاك في بيروت ومصر ومنها على سبيل المثال مجلة سوبرمان التي كانت تروي قصص عن رجل خارق يقدم الخدمات للناس ويحميهم وقادر على ان يطير ولديه نقطة ضعف واحدة تكاد تقتله ولكنه في كل مرة يجد وسيلة لاستعادة عافيته وكان ذلك السلاح الذي طالما استخدمه الاشرار من اعدائه وهو عبارة عن صخرة من نيزك فيها معدن غير معروف يؤثر على قدراته , كانت تلك المجلة موجهة للفئة العمرية من 9 سنوات تقريبا الى 13 سنة وكان سعرها باهض لا يستطيع الفقراء شرائها , اذاً كانت موجهة لتربية جيل من ابناء الطبقات الميسورة الذين سيكونون في المستقبل تكنوقراط وقادة البلد , وكما اتذكر كان الكثير من اصدقائي يتابعوها بشغف شديد ويتأثرون بتلك الشخصية الى درجة ان بعضهم كان مقتنع بوجود مثل هذه الشخصية ويتمنى ان يكون مثلها , كما كانت هناك مجلة اسمها ريدز دايجست ونسختها العربية اسمها المختار وعلى العكس كانت اسعارها معقولة بالرغم من حجمها , وكانت موجهة للفئة العمرية من 20 الى 50 سنة , مقالاتها وقصصها كانت تمجد النظام الرأسمالي وتحارب النظام الاشتراكي وبأساليب متمكنة جداً في الاقناع وقد قرأت قسما منها وفي مرحلة لاحقة اكتشفت كيف تدس السم بالعسل ولا ترعوي عن سوق الاكاذيب .
اما افلام الرسوم المتحركة ( الكارتون ) الموجهة للأطفال طبعا فأيضاً كان يضخ لعقل الاطفال بان الزنوج ما هم إلا عبيد والهنود الحمر السكان الاصليين هم اناس قتلة واكلي لحوم البشر , وجاء الاوربيون لإنقاذهم وإرجاعهم لمصاف البشرية كما تنوعت اساليب قهر عقول الاطفال وجعلها في متناول اليد للسيطرة عليها , فمثلا قصة توم وجيري الفأر والقط كانت تمجد اساليب الاحتيال للفأر وتغلبه على القط الغبي باستمرار حتى يخضع القط , ومثال اخر هما زوج من الطيور من نوع الغراب تؤذي الاخرين وتستهين بهم دون ان يستطيع احد ايقافها عند حد , اذاً فقد تمت تغطية كل الفئات العمرية بالإعلام الامريكي .
هوليوود مملكة صناعة السينما في العالم يشاهد افلامها الملايين من البشر منذ العشرينات ومازالت وتستقطب خيرة الممثلين والمخرجين والتقنيين من كل انحاء العالم ويحلم كل فنان او تقني في هذا المجال ان يعمل في هوليوود , ولاحقا اصبحت افلام هوليوود ومسلسلاتها هي المفضلة لدى اغلب المتلقين حول العالم للقدرات الموجودة تحت يدها وأصبح التلفزيون والبث عبر الاقمار الصناعية وسيلة سهلة للوصول الى اي بقعة في الأرض حتى نلاحظ ان صناعة السينما في دول العالم تراجعت بشكل كبير لصالح هوليوود , والمحاور التي سنتناولها للأفلام والمسلسلات والبرامج يمكن توزيعها الى التالي :
1- وهو الاهم دائما هناك الشرطي الامريكي او جندي المارينز او عنصر مخابرات يمكن بقدرات فردية لأشخاص متميزون من هؤلاء ان يحل اي مشكلة مهما كانت صعبة ويمكن بمفرده ان يتغلب على جيوش وحتى دول اي ان العمل الفردي افضل من العمل الجماعي .
2- الكوارث الطبيعية وأعمال الارهاب مما تجعل الانسان في خوف دائم من مصير مجهول , وطبعا هنا في هذه الافلام والمسلسلات والى اخره المتلقي امريكي ايضا .
3- السحر والشعوذة والبدعة الامريكية مصاصي الدماء .
4- الاستهانة بقدرات الشعوب وتاريخها وهنا يدخل العامل النفسي للأمريكي , فهو تاريخه يمتد فقط الى بداية الاستيطان .
5- محور الجنس والجريمة المنظمة والمخدرات, حيث تسطح تأثيرها على المجتمعات.
6- افلام الخيال العلمي : تتلاعب بهذا المفهوم بحيث تستخدمه احيانا لزرع الرهاب من التقدم العلمي وأحيانا اخرى تضعه في خانة الجريمة .
7- محور امكانية العمل والثراء الذي يطرح فيه فكرة النموذج الامريكي والرفاهية وعادة ليس العمل المنتج هو الجالب للرفاهية لكن عمل المضاربات والتجارة هو الافضل وهذا ايضا يعبر عن حقيقة كون ان الاقتصاد الامريكي ومنذ فترة ليست بالقصيرة بدأ يؤشر انخفاض في نسبة مساهمة قطاع الانتاج الصناعي والزراعي للدخل القومي مقابل تحول امريكا الى مصرف عالمي .
8- محور قيادة العالم وهنا تجتمع كل تلك المحاور لتسهيل مفهوم قيادة امريكا للعالم لأنها المتقدمة تكنولوجيا ولأنها الاكثر انسانية والأكثر قدرة على حل مشاكل العالم المستعصية والى اخره من ترهات .

والمفارقات التي اود ان اذكرها هو ان الكثير من الفضائيات التي تسوق الاعلام الامريكي هذا هي من رؤوس اموال اثرياء عرب مثل mbc و طبعا ليس فيها اي مردود ربحي , لا اريد ان اظلم صناعة السينما الامريكية المقتدرة اذ ان هناك مراكز اخرى لهذه الصناعة تصلنا منها افلام بين الحين والحين تحكي احيانا عن جشع الراس مال الامريكي وأخرى عن العدوان الامريكي على الشعوب وكذلك ما يخص مجتمعهم نفسه من اضطهاد طبقي واجتماعي وفكري وسياسي وفساد النخب الحاكمة وارتباطها بمصالح راس المال .
هذا غيض من فيض وجاء التقدم العلمي ليسخَر مرة ثانية لمصلحة المشاريع الامريكية , فالانترنت اصبح الحلقة الاهم في بث سموم امريكا .
على المثقفين في العالم اجمع من الوطنيين والديمقراطيين الحقيقيين ان يتصدوا لمهمة ردع الاعلام الامريكي بإعلام مقابل , فمثلا نجد ان السينما الايرانية قد تصدت كثيرا ليس فقط في الحرب على الاعلام الامريكي بل ايضا تصدت لقضايا الشعوب الاخرى , طبعا ليس كل صناعة السينما الايرانية تصب في هذا المجرى وأيضا على الحكومات والدول ان تسخر كل طاقاتها لتفعيل البدائل الوطنية مثل المسرح والمحطات الفضائية من خلال بث افلام هادفة كما تفعل احيانا فضائية الحرية , فضلا عن دعم قطاع الانتاج السينمائي والتلفزيوني من مسلسلات وبرامج ماديا و لوجستيا مع الاخذ بنظر الاعتبار ان توكل المهمة لأناس مقتدرين في هذا المجال .
وأخيرا لقد اصبح الخطر ومنذ فترة طويلة في عقر دارنا , فأيها السيدات والسادة لا تستهينوا به فالأجيال القادمة ستتربى على حب المثل الامريكي عكس جيلنا والأجيال التي قبلنا التي تربت على كره الاستعمار البريطاني والأمريكي والفرنسي والى اخره ........
والى لقاء اخر في موضوعات جديدة .



#فريد_جلّو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في فتح مكة
- لا تغضبوا الشمس
- ثقافة الاعتذار
- المواطن والقوائم الانتخابية
- دهن قواطي
- قانون الصدفة تتجلى صوره واضحة هذه الأيام في العراق
- هكذا ستنتصر افقر دولة في العالم على اغنى دولة في العالم
- شهادات
- الثأثأة السياسية مرة ثانية
- بين نصب الحرية وتمثال الحرية
- الشيخ تهامة صاحب الجهامة
- أسئلة لكل عراقي ونحن على أبواب الانتخابات
- اخبار وكالات الانباء
- سارق الاكفان
- مصير غراب
- لماذا قانون رقم 150 لسنة 1987 السيئ الصيت لماذا ؟
- نشوء العشيرة ووظيفتها الحالية
- العولمة الأمريكية على طاولة البحث
- أهل الكهف في القرن الواحد والعشرين
- -- أخبار الوكالات --


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد جلّو - اعلام امريكا في خدمة مشاريعها الامبريالية