أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة بلوش - من الذاكرة...














المزيد.....

من الذاكرة...


خديجة بلوش

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


كم كنت مجحفة ..نسيت ملامحك في متاهة الزمن المشاكس ونسيت نبرة صوتك..عكسك تماما ..ما إن لمحتني حتى هتفت بحماس طفولي..."أمل " مددت يدي بخجل لك أنت الغريب عني بفعل وقت امتد دهورا...متى كان آخر لقاء بيننا؟؟ تجيبني وأنت الذي تدرك ما يجول بأفكاري.._مر وقت طويل..لكنك كما أنت ..لم تتغيري..مازالت خدودك تحمر خجلا كلما همست باسمك... يمسك يدي ويقودني عبر الطاولات في المقهى المطل على البحر إلى ركن جميل...حيث زرقة السماء والماء تمتزجان لتشكلا أفقا بدون حدود..ونورس مخمور بدفء الشمس يصيح محلقا في دوائر على مقربة منا..جلست والتوتر رفيق...جلس أمامي وعيناه لا تفارقان وجهي... _مازلت كما أنت منذ آخر مرة... يعذبني وفاؤه لتفاصيلي..ويعذبني أكثر نسيان حشرته غصبا في ذاكرتي.. _هذا هو مكاني المفضل يقول بحماس..هنا كنت أصطحبك عقب انفصالنا المفروض علينا قسرا... يشرد والابتسامة لا تفارق ملامحه..وأشرد فيه بدوري..استكشف خطوط وجهه باحثة عن "عبد الإله" الذي كنت اعرفه في مراهقتي...شعره مازال كثا ..لكن سواده خالطه بياض جميل...تجاعيد خفيفة تحيط بعينيه..وفمه المبتسم دائما..ربما لم أنس أي شيء عنه لكني كنت أوهم نفسي... يستطرد قائلا..._كنت مع الرفاق نأتي هنا كل نهاية أسبوع ..كل منهم كان يختلي بصديقته على طاولة منفردة وكنت اجلس هنا..يرونني وحيدا لكنهم كانوا مخطئين..كنت أستحضرك دائما..اطلب من القهوة فنجانين..وأتهيب من تدخين سيجارتي بحضورك..أ عرف كم تكرهين رائحتها..كنت أراقبك تلثمين الفنجان وترتشفين صبري..كتبتك دون ملل..وشاركتك حزني وفرحي وحلما كنا قد بدأناه معا...كنت أجلس هنا لساعات ويأتي الليل وينفض الرفاق وهم يهمسون أن بي مسا من جنون...كنت أخبرهم أنني مع حبيبتي..لكنهم لم يستوعبوا ... يمسك يدي بين يديه ويصمت للحظات كانت كافية لتعيد لي شريط ذاكرة ظننته قد حذف....وقوفي كل مساء على مقربة من النافذة المطلة على الزقاق في انتظار مروره ..توقفه المقصود ليعيد ربط حذائه..وابتسامة لم يكن يبخل بها علي حتى ونحن على خصام...رسائله التي كانت زميلته في الفصل وهي ابنة الجيران تأتيني بها كلما طال غيابه عني...رجفتي وأنا أفتح الظرف..دموع تسبق السطور أمامي...لقاء وحيد..في ظل شجرة الأركان خلف المدرسة...جلوسنا جنبا لجنب لأول مرة..يده التي لامست يدي وبثت في دواخلي تمردا نمى بعد غيابه....صوته الذي اكتسحني كمد ساحر....ما يؤلمني الآن أني لم أكن أستطيع الاحتفاظ بكتاباته.. _ لم أنسى ولا لحظة نظرتك..صوته أعادني إليه... كيف أخبره أني بحثت عنه بعد رحيله..كيف أخبره عن هزيمة اكتسحتني وعن الأمل الجنين الذي ظل لسنوات قيد التكوين ...كيف أخبره أني مع الوقت صرت أخفي شوقي إليه..وأني امتنعت عن الحلم كي لاأراه...هو الذي كان يستحضرني لكل تفاصيله ..كنت أنا أقتله ببطئ في ذاكرتي... النورس الثمل ما زال يحلق في دوائر وصرخته تمزق السكون...التفتت حيث يجلس لأجد المقعد فارغا..وفنجانه كما وضعه النادل ... نتقمص رغباتنا في حضرة الذاكرة...ونستنسخ ذواتنا خارج الوقت...والحزن.



#خديجة_بلوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتراق
- شوق عاصف
- على رصيف محايد
- حين أفكر فيك
- حوار بين جبلين
- متوحدة
- سخرية الأحلام
- إرهاصات
- غيرة
- بين جدران الهواء
- افتراض.
- همسات
- من مذكرات يائسة
- خيال جانح
- -جميعة-
- من أنا
- أضغاث أحلام
- حصة جنون واشتياق
- وعاد الخريف...
- كنت هناك


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة بلوش - من الذاكرة...